Filtrar por género
يا ولدي .. جالِس ربّك بأسمائه؛ تَرَ ألطافاً عجيبة.. اسَتغرِق في الدّعاء بها؛ يتبدَّى لك ما خَفِي عنك، وتَرقى بك من الحَسَن إلى الأحسَن ! يا بني، تُوقِظ الأسماء الحُسنى الأرواحَ لأُمنياتها، والظَّمأ لكلّ اسمٍ لا ينتهي، حتى تنتهي الحَوائج إليه ! والله بالأسماء يُطوى لك ما لا يَطويه حَوْلُك، وتَقطِفُ من الغاباتِ ما تَشاءُ ؛ لو بَلغتَ حال: (وكُنتُ يدَه التي يبطشُ بها)! يطول الطريقُ دون الأسماء الحسنى، ولا نَصل ! انوِ صُحبةً للأسماء، تُبَلَّغْكَ إليه، وعش معه أنسَ التَوسُّل .. والله لو اعتكفتَ إليه، لرأيتَ كيف يُغرفُ لك الفضل غَرفاً ! وإنّ الله إذا اختصَّك بالصُحبة، فقد بلغتَ من القُرب مَبلغاً
- 204 - انستغرامنا @callmiplutoFri, 05 May 2023 - 00min
- 203 - بودكاست جديد
السلام عليكم ورحمة الله نبلغكم يا احبة اننا قمنا بنشر بودكاست جديد للسيرة النبوية اتمنى متابعتنا و دعمنا رابط البودكاست على spotify https://open.spotify.com/show/2KNBEpmMRbdZbDlDxP4vjj رابط البودكاست على google podcasts https://podcasts.google.com/feed/aHR0cHM6Ly9hbmNob3IuZm0vcy9kN2ZiOWRlOC9wb2RjYXN0L3Jzcw?ep=14 وهذا رابط صفتحتنا على انستقرام اذا كان لديكم اي ملاحظات او انتقادات رجاء التواصل معنا https://instagram.com/callmipluto?igshid=OGQ2MjdiOTE=
Sat, 31 Dec 2022 - 00min - 201 - اسم الله الوكيل2
وهذا اخر اسم من اسماء الله الحسنى , اتمنى من الجميع مشاركة هذه القناة و نشرها لتعم الفائدة بين ابناء المسلمين
ولنا ولكم الاجر ان شاء الله
استودعكم الله واتمنى لقاءكم في قنوات والمواضيع اخرى
والوكيل هو الحفيظ الحافظ لأفعال العباد المحصي لها، ومنه قوله -تعالى- على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [يونس: 108]؛ يعني: وما أنا عليكم بحفيظ أحفظ عليكم أعمالكم، ولا أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين بالله، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى" (ابن كثير).
والوكيل كذلك: هو المتكفل بأرزاق العباد، المتولي لتدبير شئونهم، والقائم على قضاء مصالحهم، الذي يتولى أمور أوليائه ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم، ويردهم عما فيه بوارهم،
والوكيل هو -أيضًا- الكافي الذين يلجأ إليه العباد ويعتمدون عليه، فيكفيهم ويغنيهم، فهو الموكَّل والمفوّض إليه، من العباد العاجزين القاصرين الضعفاء، فالوكيل -سبحانه- هو الذي يتصرف لغيره لعجز موكله. (التعريفات للجرجاني).
أيها المؤمنون: إن المؤمن الحق هو من توكل على ربه حق توكله، وحقيقة التوكل هي: الاعتماد على الله مع إظهار العجز، وقطع الطمع من المخلوقين، وهو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض، مع اتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في السعي فيما لا بد منه من أسباب المطعم والمشرب والتحرز الأعداء... بشرط عدم الاعتماد على السبب، وقصد مسبب الأسباب وحده -سبحانه وتعالى-.
Wed, 08 Jun 2022 - 30min - 200 - اسم الله الوكيل1
والوكيل هو الحفيظ الحافظ لأفعال العباد المحصي لها، ومنه قوله -تعالى- على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [يونس: 108]؛ يعني: وما أنا عليكم بحفيظ أحفظ عليكم أعمالكم، ولا أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين بالله، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى" (ابن كثير).
والوكيل كذلك: هو المتكفل بأرزاق العباد، المتولي لتدبير شئونهم، والقائم على قضاء مصالحهم، الذي يتولى أمور أوليائه ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم، ويردهم عما فيه بوارهم،
والوكيل هو -أيضًا- الكافي الذين يلجأ إليه العباد ويعتمدون عليه، فيكفيهم ويغنيهم، فهو الموكَّل والمفوّض إليه، من العباد العاجزين القاصرين الضعفاء، فالوكيل -سبحانه- هو الذي يتصرف لغيره لعجز موكله. (التعريفات للجرجاني).
أيها المؤمنون: إن المؤمن الحق هو من توكل على ربه حق توكله، وحقيقة التوكل هي: الاعتماد على الله مع إظهار العجز، وقطع الطمع من المخلوقين، وهو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض، مع اتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في السعي فيما لا بد منه من أسباب المطعم والمشرب والتحرز الأعداء... بشرط عدم الاعتماد على السبب، وقصد مسبب الأسباب وحده -سبحانه وتعالى-.
Wed, 08 Jun 2022 - 28min - 199 - اسم الله الرزاق2
رَبُّنَا الرَّزَّاقُ، الْمُتَكَفِّلُ بِالرِّزْقِ، وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ، وَسِعَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ رِزْقُهُ وَرَحْمَتُهُ؛ فَلَمْ يَخْتَصَّ اللَّهُ بِذَلِكَ مُؤْمِنًا دُونَ كَافِرٍ، وَلَا وَلِيًّا دُونَ عَدُوٍّ، يَسُوقُهُ إِلَى الضَّعِيفِ كَمَا يَسُوقُهُ إِلَى الْقَوِيِّ، يَسُوقُهُ إِلَى الْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِلَى الطَّيْرِ فِي وَكْرِهِ، يَسُوقُهُ إِلَى الثُّعْبَانِ فِي جُحْرِهِ، وَإِلَى السَّمَكِ فِي بَحْرِهِ؛ (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْعَنْكَبُوتِ: 60].
صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا؛ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ! فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ! ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".
فَرِزْقُكَ مِنَ الرَّزَّاقِ مَضْمُونٌ، وَالرِّزْقُ يَطْرُقُ بَابَكَ، وَيَعَلَمُ أَيْنَ أَنْتَ، وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُ بَابَهُ، جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ).
فَلَا تَسْتَعْجِلْ نَصِيبَكَ، وَلَا تَقْلَقْ إِنْ تَأَخَّرَ! فَالْأُمُورُ مُقَدَّرَةٌ، وَفَرَغَ رَبُّكَ مِنْهَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلِيقَةِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ؛ (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[النَّحْلِ: 1]، وَقَالَ: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 22].
وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوَفِيَ رِزْقَهَا"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).
لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ *** صَمَّاءَ مَلْمُومَةٍ، مُلْسٌ نَوَاحِيهَا
رِزْقٌ لِعَبْدٍ يَرَاهُ اللَّهُ لَانْفَلَقَتْ *** حَتَّى تُؤَدِّي إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا
أَوْ كَانَ بَيْنَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا *** لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا
حَتَّى تَنَالَ الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهَا *** فَإِنْ أَتَتْهُ وَإِلَّا سَوْفَ يَأْتِيهَا
Tue, 07 Jun 2022 - 28min - 198 - اسم الله الرازق1
رَبُّنَا الرَّزَّاقُ، الْمُتَكَفِّلُ بِالرِّزْقِ، وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ، وَسِعَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ رِزْقُهُ وَرَحْمَتُهُ؛ فَلَمْ يَخْتَصَّ اللَّهُ بِذَلِكَ مُؤْمِنًا دُونَ كَافِرٍ، وَلَا وَلِيًّا دُونَ عَدُوٍّ، يَسُوقُهُ إِلَى الضَّعِيفِ كَمَا يَسُوقُهُ إِلَى الْقَوِيِّ، يَسُوقُهُ إِلَى الْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِلَى الطَّيْرِ فِي وَكْرِهِ، يَسُوقُهُ إِلَى الثُّعْبَانِ فِي جُحْرِهِ، وَإِلَى السَّمَكِ فِي بَحْرِهِ؛ (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْعَنْكَبُوتِ: 60].
صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا؛ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ! فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ! ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".
فَرِزْقُكَ مِنَ الرَّزَّاقِ مَضْمُونٌ، وَالرِّزْقُ يَطْرُقُ بَابَكَ، وَيَعَلَمُ أَيْنَ أَنْتَ، وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُ بَابَهُ، جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ).
فَلَا تَسْتَعْجِلْ نَصِيبَكَ، وَلَا تَقْلَقْ إِنْ تَأَخَّرَ! فَالْأُمُورُ مُقَدَّرَةٌ، وَفَرَغَ رَبُّكَ مِنْهَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلِيقَةِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ؛ (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[النَّحْلِ: 1]، وَقَالَ: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 22].
وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوَفِيَ رِزْقَهَا"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).
لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ *** صَمَّاءَ مَلْمُومَةٍ، مُلْسٌ نَوَاحِيهَا
رِزْقٌ لِعَبْدٍ يَرَاهُ اللَّهُ لَانْفَلَقَتْ *** حَتَّى تُؤَدِّي إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا
أَوْ كَانَ بَيْنَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا *** لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا
حَتَّى تَنَالَ الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهَا *** فَإِنْ أَتَتْهُ وَإِلَّا سَوْفَ يَأْتِيهَا
Tue, 07 Jun 2022 - 27min - 197 - اسم الله الرحيم2
واصل الرحمة شاملها على عباده، فهي صفة فعل لربنا -تبارك وتعالى- فهو -جل في علاه- خير الراحمين وهو خيرًا حافظًا وهو أرحم الراحمين (إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، (فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ)، (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)، (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ).
فالله غفور أذلاً، فالله رحيم أذلاً، وأبداً وهو موصوف بالرحمة أذلاً وأبداً، ومن رحمته لم يؤاخذنا بسهونا وخطأنا إلا ما عمدناه، (وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الأحزاب: 5].
ومن رحمته رفع الحرج عن نبينا (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب: 50].
ومن رحمته شرع للمؤمنات ما فيه حفظهن (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:59].
ولولا رحمته ما زكت نفوسنا (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) [النور: 21].
ولولا رحمته ما عرفنا وما علمنا أسماءه إلا برحمته، ومن رحمته ربوبيته علينا، ومن رحمته رزقه وخلقه وإيجاده لنا وتصرفه فينا.
فما أضعفنا بلا رحمة منه بل ما أعدمنا، ما أهلكنا..
رحمته وسعت كل شيء فهو يغفر للذين تابوا واتبعوا سبيله (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر:7].
فالرحيم ذو رحمة واسعة، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، قال: (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف: 156].
رحمة الرحيم خزائن لا تُحصى (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص:9].
وما دام الرحيم ذو رحمة واسعة وخزائن رحمته لا تنفد، فلا تقنط من رحمته يا عبد الله (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر:56]، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي).
Mon, 06 Jun 2022 - 30min - 196 - اسم الله الرحيم1
واصل الرحمة شاملها على عباده، فهي صفة فعل لربنا -تبارك وتعالى- فهو -جل في علاه- خير الراحمين وهو خيرًا حافظًا وهو أرحم الراحمين (إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، (فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ)، (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)، (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ).
فالله غفور أذلاً، فالله رحيم أذلاً، وأبداً وهو موصوف بالرحمة أذلاً وأبداً، ومن رحمته لم يؤاخذنا بسهونا وخطأنا إلا ما عمدناه، (وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الأحزاب: 5].
ومن رحمته رفع الحرج عن نبينا (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب: 50].
ومن رحمته شرع للمؤمنات ما فيه حفظهن (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:59].
ولولا رحمته ما زكت نفوسنا (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) [النور: 21].
ولولا رحمته ما عرفنا وما علمنا أسماءه إلا برحمته، ومن رحمته ربوبيته علينا، ومن رحمته رزقه وخلقه وإيجاده لنا وتصرفه فينا.
فما أضعفنا بلا رحمة منه بل ما أعدمنا، ما أهلكنا..
رحمته وسعت كل شيء فهو يغفر للذين تابوا واتبعوا سبيله (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر:7].
فالرحيم ذو رحمة واسعة، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، قال: (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف: 156].
رحمة الرحيم خزائن لا تُحصى (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص:9].
وما دام الرحيم ذو رحمة واسعة وخزائن رحمته لا تنفد، فلا تقنط من رحمته يا عبد الله (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر:56]، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي).
Mon, 06 Jun 2022 - 27min - 195 - اسم الله القادر2
تدل أسماء الله القادر والقدير والمقتدر لغةً: على السيطرة والتمكن والهيمنة, مع الحكمة التامة.
فالقادر -تبارك وتعالى- هو الذي له القدرة المطلقة، والقوة التامة الكاملة، الذي لا يُعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، القادر على ما يشاء، الفعّال لما يريد، لا يعترضه عجزٌ، ولا ينتابه فتور، وهو الذي إذا أراد شيئًا قال له: "كن فيكون".
والمقتدر -سبحانه- هو المتمكن من كل شيء بإحاطة تامة وقوة بالغة، وظهرت قدرته في كل شيء، قال البيهقي: "المقتدر هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء". وقال المناوي: "المقتدر من الاقتدار، وهو الاستيلاء على كل من أعطاه حظًّا من قدرته". والمقتدر أبلغ من القادر.
والقدير -سبحانه- هو المُصلح للخلائق على وجهٍ لا يقدر عليه أحدٌ إلا هو، وهو الذي عظمت قدرته على خلق أعظم المخلوقات, وما من شيء تسمع به أو تراه أو تشعر بوجوده إلا والله هو الذي خلقه فقدَّره تقديرًا، فسبحان القدير -جل وعلا-.
أيها المسلمون: نظرة إلى الكون والحياة من حولنا تتجلى فيها قدرة القادر -جل وعلا-، فمن مظاهر قدرة الله تعالى:
ما يقع في كتابه تعالى من نسخ الآيات والأحكام، قال ربنا- جل وعلا-: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]، ولو لاحظت -أيها المبارك- كيف أن الله ختم الآية بقوله: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ بينما صدَّرها بقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) والنسخ لغة الإزالة والتغيير، وهذا يستلزم القدرة الكاملة، فلا يبدّل الأحكام ولا يغيّرها، ولا يُلزم عباده بها، ويفرضها عليهم إلا الله القادر -سبحانه-.
قدرة خلق الله للمخلوقات كبيرها وصغيرها, وما فيها من عجائب الخلق , وكثرة أعدادها واختلاف أحجامها, وتنوع صورها وألوانها, (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]، (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].
قدرة الله تعالى على إخضاع الكائنات أينما كانت, فالإنسان وهو أرقى الكائنات وأقواها قدرته ضعيفة, وهو عاجز مهما بلغ من العلم والقوة, (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 148]
ومن مظاهر قدرة القدير -سبحانه-: قدرته في نصر أوليائه رغم ضعفهم وقلة عدتهم وعددهم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39].
Sun, 05 Jun 2022 - 28min - 194 - اسم الله القادر1
تدل أسماء الله القادر والقدير والمقتدر لغةً: على السيطرة والتمكن والهيمنة, مع الحكمة التامة.
فالقادر -تبارك وتعالى- هو الذي له القدرة المطلقة، والقوة التامة الكاملة، الذي لا يُعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، القادر على ما يشاء، الفعّال لما يريد، لا يعترضه عجزٌ، ولا ينتابه فتور، وهو الذي إذا أراد شيئًا قال له: "كن فيكون".
والمقتدر -سبحانه- هو المتمكن من كل شيء بإحاطة تامة وقوة بالغة، وظهرت قدرته في كل شيء، قال البيهقي: "المقتدر هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء". وقال المناوي: "المقتدر من الاقتدار، وهو الاستيلاء على كل من أعطاه حظًّا من قدرته". والمقتدر أبلغ من القادر.
والقدير -سبحانه- هو المُصلح للخلائق على وجهٍ لا يقدر عليه أحدٌ إلا هو، وهو الذي عظمت قدرته على خلق أعظم المخلوقات, وما من شيء تسمع به أو تراه أو تشعر بوجوده إلا والله هو الذي خلقه فقدَّره تقديرًا، فسبحان القدير -جل وعلا-.
أيها المسلمون: نظرة إلى الكون والحياة من حولنا تتجلى فيها قدرة القادر -جل وعلا-، فمن مظاهر قدرة الله تعالى:
ما يقع في كتابه تعالى من نسخ الآيات والأحكام، قال ربنا- جل وعلا-: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]، ولو لاحظت -أيها المبارك- كيف أن الله ختم الآية بقوله: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ بينما صدَّرها بقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) والنسخ لغة الإزالة والتغيير، وهذا يستلزم القدرة الكاملة، فلا يبدّل الأحكام ولا يغيّرها، ولا يُلزم عباده بها، ويفرضها عليهم إلا الله القادر -سبحانه-.
قدرة خلق الله للمخلوقات كبيرها وصغيرها, وما فيها من عجائب الخلق , وكثرة أعدادها واختلاف أحجامها, وتنوع صورها وألوانها, (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]، (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].
قدرة الله تعالى على إخضاع الكائنات أينما كانت, فالإنسان وهو أرقى الكائنات وأقواها قدرته ضعيفة, وهو عاجز مهما بلغ من العلم والقوة, (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 148]
ومن مظاهر قدرة القدير -سبحانه-: قدرته في نصر أوليائه رغم ضعفهم وقلة عدتهم وعددهم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39].
Sun, 05 Jun 2022 - 29min - 193 - اسم الله الباسط2
إن المتأمل فيما حوله من شمس تشرق وتغرب، وأمطار تمسك وتهطل، وأرزاق تشح وتفيض... وكذا المتفكر في أحوال قلبه وصدره وفي أحوال الناس من حوله ليدرك تمام الإدراك أن أفعال الله -تعالى- من القبض والبسط قد عمت هذا الكون وشملته، وإليكم بعض مظاهر ذلك وتجلياته:
السحاب الذي يُقبض من مكان؛ فلا ترى فيه قزعة ولا نقطة مطر، ويبسط في مكان آخر ويتكاثر ويهطل بالمطر، قال -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].
ومن تجليات اسمي الله القابض الباسط: أنه -تعالى- يقبض نور النهار وينشر ظلام الليل، قال -عز من قائل-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) [الفرقان:45-46]؛ "فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضًا، وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس فأشرق على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها" (تفسير القرطبي).
ولولا ذلك لامتد الليل أبدًا أو النهار أبدًا، قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 71-72]، لكنها حكمة الله -تعالى- ورحمته، الذي قال: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص:73].
ومن مظاهر اسمي الله القابض الباسط: أنه -عز وجل- يقبض قلوبًا فتحجم وترفض نور الله وهداه، ويشرح ويبسط قلوبًا أخرى فتقبله، قال -سبحانه-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام:125]؛ فالباسط يشرح الصدور فتقبل الإسلام، والقابض يقبضها فترفضه.
أما قبض الدنيا عن العباد وبسطها فشيء مشهود معلوم، وممن شهد به عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- حين قال: "ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار" (مسلم)، وصدق الله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) [آلعمران: 26].
Fri, 03 Jun 2022 - 27min - 192 - اسم الله الباسط1
إن المتأمل فيما حوله من شمس تشرق وتغرب، وأمطار تمسك وتهطل، وأرزاق تشح وتفيض... وكذا المتفكر في أحوال قلبه وصدره وفي أحوال الناس من حوله ليدرك تمام الإدراك أن أفعال الله -تعالى- من القبض والبسط قد عمت هذا الكون وشملته، وإليكم بعض مظاهر ذلك وتجلياته:
السحاب الذي يُقبض من مكان؛ فلا ترى فيه قزعة ولا نقطة مطر، ويبسط في مكان آخر ويتكاثر ويهطل بالمطر، قال -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].
ومن تجليات اسمي الله القابض الباسط: أنه -تعالى- يقبض نور النهار وينشر ظلام الليل، قال -عز من قائل-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) [الفرقان:45-46]؛ "فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضًا، وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس فأشرق على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها" (تفسير القرطبي).
ولولا ذلك لامتد الليل أبدًا أو النهار أبدًا، قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 71-72]، لكنها حكمة الله -تعالى- ورحمته، الذي قال: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص:73].
ومن مظاهر اسمي الله القابض الباسط: أنه -عز وجل- يقبض قلوبًا فتحجم وترفض نور الله وهداه، ويشرح ويبسط قلوبًا أخرى فتقبله، قال -سبحانه-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام:125]؛ فالباسط يشرح الصدور فتقبل الإسلام، والقابض يقبضها فترفضه.
أما قبض الدنيا عن العباد وبسطها فشيء مشهود معلوم، وممن شهد به عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- حين قال: "ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار" (مسلم)، وصدق الله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) [آلعمران: 26].
Fri, 03 Jun 2022 - 28min - 191 - اسم الله المقتدر2
مِمَّا عَرَّفَنَا بِهِ رَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَنْ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ: أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَقْبِضُ أَرْضَهُ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الزُّمَرِ: 67].
وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مُقَدِّرُ الْمَقَادِيرِ وَمُقَسِّمُهَا، عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا قَبْلَ إِيجَادِهَا، ثُمَّ أَوْجَدَ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ يُوجَدُ؛ (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[يس: 38].
وَاللَّهُ كَتَبَ مَقَادِيرَ الْخَلْقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ بِآلَافِ السِّنِينَ، صَحَّ عَنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَنَّهُ قَالَ: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
وَلِذَا كَانَ هَذَا هُوَ الْإِيمَانَ؛ لَمَّا سَأَلَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الرَّسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لَهُ).
وَعِنْدَ قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمُمْتَحَنَةِ: 7]؛ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَغْفِرَتَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وَرَحْمَتَهُ لِعِبَادِهِ عَنْ كَمَالِ الْقُدْرَةِ؛ فَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَكْبُرُ عَلَيْهِ عَيْبٌ أَنْ يَسْتُرَهُ، وَلَا رَحْمَةٌ أَنْ يُوصِلَهَا؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ لَهُ قُدْرَةٌ وَقُوَّةٌ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ لَهُ قُدْرَةٌ؛ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مَعَ كَمَالِ قُدْرَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
Fri, 03 Jun 2022 - 28min - 190 - اسم الله المقتدر1
مِمَّا عَرَّفَنَا بِهِ رَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَنْ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ: أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَقْبِضُ أَرْضَهُ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الزُّمَرِ: 67].
وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مُقَدِّرُ الْمَقَادِيرِ وَمُقَسِّمُهَا، عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا قَبْلَ إِيجَادِهَا، ثُمَّ أَوْجَدَ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ يُوجَدُ؛ (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[يس: 38].
وَاللَّهُ كَتَبَ مَقَادِيرَ الْخَلْقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ بِآلَافِ السِّنِينَ، صَحَّ عَنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَنَّهُ قَالَ: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).
وَلِذَا كَانَ هَذَا هُوَ الْإِيمَانَ؛ لَمَّا سَأَلَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الرَّسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لَهُ).
وَعِنْدَ قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمُمْتَحَنَةِ: 7]؛ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَغْفِرَتَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وَرَحْمَتَهُ لِعِبَادِهِ عَنْ كَمَالِ الْقُدْرَةِ؛ فَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَكْبُرُ عَلَيْهِ عَيْبٌ أَنْ يَسْتُرَهُ، وَلَا رَحْمَةٌ أَنْ يُوصِلَهَا؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ لَهُ قُدْرَةٌ وَقُوَّةٌ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ لَهُ قُدْرَةٌ؛ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مَعَ كَمَالِ قُدْرَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
Fri, 03 Jun 2022 - 27min - 189 - اسم الله المؤخر2
إن اسم الله المؤخر لتتجلى معانيه في شتى أرجاء هذا الكون وفي جوانب الحياة التي نحياها، وقد ذكرنا المعنى الأول من معاني اسم الله المؤخر وهو أنه -تعالى- يؤخر الأشياء والأشخاص فيضعها وفق علمه وتقديره في مواضعها، فأخَّر الليل عن النهار، والكواكب عن النجوم، والأنثى عن الذكر، والكافر عن المسلم، والعاصي عن الطائع.
فهذه امرأة العزيز كانت شريفة في قصرها، فلما عصت أذلها الله إذ فُضحت بالخطيئة وثبتت عليها بالأدلة واضطرت أن تعترف بها، وأخَّرها عن "عبدها" يوسف الذي ظلمته! وهذا أبو سفيان وكان شريفًا في مكة فلما أبى الإيمان صار بكفره مؤخَّرًا ذليلًا حتى منَّ الله عليه بالإسلام فنال العز والتقديم الحقيقي.
أما التجلي الثاني لاسم الله المؤخر: فهو الذي يؤخر الآجال والأعمار لأجل مسمى، لا يستطيع أحد له تقديمًا ولا تأخيرًا، قال -تعالى-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 49].
ولما سمع النبيُ -صلى الله عليه وسلم- أمَ حبيبة وهي تقول: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال لها: "قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا قبل حله، أو يؤخر شيئًا عن حله" (مسلم).
والتجلي الثالث لاسم الله المؤخر: أنه -تعالى- يؤخر العذاب والعقاب -بمقتضى حكمته ورحمته- إلى أجل مسمى؛ إمهالًا لهم وحلمًا ليتوبوا، أو استدراجًا لهم ليزدادوا إثمًا، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61]، وعن الكافرين قال -تعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران: 178].
Thu, 02 Jun 2022 - 28min - 188 - اسم الله المؤخر1
إن اسم الله المؤخر لتتجلى معانيه في شتى أرجاء هذا الكون وفي جوانب الحياة التي نحياها، وقد ذكرنا المعنى الأول من معاني اسم الله المؤخر وهو أنه -تعالى- يؤخر الأشياء والأشخاص فيضعها وفق علمه وتقديره في مواضعها، فأخَّر الليل عن النهار، والكواكب عن النجوم، والأنثى عن الذكر، والكافر عن المسلم، والعاصي عن الطائع.
فهذه امرأة العزيز كانت شريفة في قصرها، فلما عصت أذلها الله إذ فُضحت بالخطيئة وثبتت عليها بالأدلة واضطرت أن تعترف بها، وأخَّرها عن "عبدها" يوسف الذي ظلمته! وهذا أبو سفيان وكان شريفًا في مكة فلما أبى الإيمان صار بكفره مؤخَّرًا ذليلًا حتى منَّ الله عليه بالإسلام فنال العز والتقديم الحقيقي.
أما التجلي الثاني لاسم الله المؤخر: فهو الذي يؤخر الآجال والأعمار لأجل مسمى، لا يستطيع أحد له تقديمًا ولا تأخيرًا، قال -تعالى-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 49].
ولما سمع النبيُ -صلى الله عليه وسلم- أمَ حبيبة وهي تقول: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال لها: "قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا قبل حله، أو يؤخر شيئًا عن حله" (مسلم).
والتجلي الثالث لاسم الله المؤخر: أنه -تعالى- يؤخر العذاب والعقاب -بمقتضى حكمته ورحمته- إلى أجل مسمى؛ إمهالًا لهم وحلمًا ليتوبوا، أو استدراجًا لهم ليزدادوا إثمًا، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61]، وعن الكافرين قال -تعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران: 178].
Thu, 02 Jun 2022 - 27min - 187 - اسم الله المقدم2
إن المتأمل في حقيقة اسم الله المقدم ومعناه؛ سيتجلى له الكثير من المظاهر والصور، منها:
تقديمه -سبحانه- للأعمال الصالحة وتأخيره للأعمال الطالحة، قال -جل وعلا-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7].
وكذلك: تقديمه -سبحانه وتعالى- لبعض الأعمال الصالحات على بعض، فليست كلها في مرتبة واحدة، بل أجلها وأعظمها وأهمها توحيد الله -تعالى-، وهو عمل قلبي، ثم قدَّم الصلاة على سائر العبادات البدنية، وقدَّم صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وقدَّم الصف الأول في الجماعة على سائر الصفوف... وقدَّم العمل الصالح المتعدي النفع على غيره، وقدَّم بعض الأذكار على بعضها، وقدَّم عمل السر على عمل العلانية، وفي كل عمل صالح ترى المقدم -عز وجل- قد قدَّم بعضه على بعض.
ومنها: تفضيل بعض الرسل على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253].
وكذا: تقديمه -عز وجل- الأنبياء على سائر البشر، بل وتقديمه الأنبياء على بعضهم البعض، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) [الإسراء: 55]؛ ومنه تقديمه -تعالى- لمريم على نساء العالمين، قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 42]؛ ومن ذلك -أيضًا- تقديمه -عز وجل- المؤمنين على الكافرين، والصالحين على الفاسقين.
ومن ذلك: تقديم بعض الخلق على بعض فيما وهبهم من خصائص أو قدرات أو أرزاق، ويؤخر آخرين في ذلك، قال -عز من قائل-: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) [النحل: 71].
وكذلك: تقديم الذكر على الأنثى قال -تعالى-: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 32].
وكذا: تفضيل بعض الثمار على بعض قال -عز من قائل-: (وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [الرعد: 4].
ومن مظاهر تقديم المقدِم -سبحانه- تقديمه آجال بعض الخلق على آجال بعض فيموت هذا وهو صبي، ويؤخر أجل ذاك فيرد إلى أرذل العمر، وبين هذا وذاك درجات؛ فمنهم من يموت يافعًا أو شابًا أو كهلًا... قال -تعالى-: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) [الحج: 5].
Wed, 01 Jun 2022 - 28min - 186 - اسم الله المقدم1
إن المتأمل في حقيقة اسم الله المقدم ومعناه؛ سيتجلى له الكثير من المظاهر والصور، منها:
تقديمه -سبحانه- للأعمال الصالحة وتأخيره للأعمال الطالحة، قال -جل وعلا-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7].
وكذلك: تقديمه -سبحانه وتعالى- لبعض الأعمال الصالحات على بعض، فليست كلها في مرتبة واحدة، بل أجلها وأعظمها وأهمها توحيد الله -تعالى-، وهو عمل قلبي، ثم قدَّم الصلاة على سائر العبادات البدنية، وقدَّم صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وقدَّم الصف الأول في الجماعة على سائر الصفوف... وقدَّم العمل الصالح المتعدي النفع على غيره، وقدَّم بعض الأذكار على بعضها، وقدَّم عمل السر على عمل العلانية، وفي كل عمل صالح ترى المقدم -عز وجل- قد قدَّم بعضه على بعض.
ومنها: تفضيل بعض الرسل على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253].
وكذا: تقديمه -عز وجل- الأنبياء على سائر البشر، بل وتقديمه الأنبياء على بعضهم البعض، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) [الإسراء: 55]؛ ومنه تقديمه -تعالى- لمريم على نساء العالمين، قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 42]؛ ومن ذلك -أيضًا- تقديمه -عز وجل- المؤمنين على الكافرين، والصالحين على الفاسقين.
ومن ذلك: تقديم بعض الخلق على بعض فيما وهبهم من خصائص أو قدرات أو أرزاق، ويؤخر آخرين في ذلك، قال -عز من قائل-: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) [النحل: 71].
وكذلك: تقديم الذكر على الأنثى قال -تعالى-: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 32].
وكذا: تفضيل بعض الثمار على بعض قال -عز من قائل-: (وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [الرعد: 4].
ومن مظاهر تقديم المقدِم -سبحانه- تقديمه آجال بعض الخلق على آجال بعض فيموت هذا وهو صبي، ويؤخر أجل ذاك فيرد إلى أرذل العمر، وبين هذا وذاك درجات؛ فمنهم من يموت يافعًا أو شابًا أو كهلًا... قال -تعالى-: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) [الحج: 5].
Wed, 01 Jun 2022 - 28min - 185 - اسم الله الشهيد2
إنه الله الشهيد المُطَّلع على جميع الأشياء، يَسَع سمعه الأصوات خفيها وجليها، ويشمل بصره المخلوقات صغيرها وكبيرها، ويحيط علمه بالأشياء دقيقها وجليلها، الذي شهد لعباده، وعلى عباده بما عملوه.
وكما أن الله -تعالى- هو الشهيد، فكذلك هو الرقيب على ما يدور في الخواطر، وما تتحرك به اللواحظ، وما تقترفه الجوارح، المطلع على ما تكنه الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت... فالشهيد والرقيب اسمان لله مترادفان.
فقل لمن ينفرد في مكان بين أربعة جدران وحده، ثم يقلِّب في قنوات المجون والفسق على تلفازه، قل له: أنت لست وحدك! وقل لمن يدخل على المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية: إنك لست وحدك! وقل لمن خلا بريبة في ظلمة وقد أَمِن من المراقب: إنك لست وحدك! إن معك الله! معك الله -تعالى- الذي لا تخفى عليه خافية، قال -عز وجل-: (مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا) [المجادلة:7].
وكلما اتقدت فيك نار شهوة حرام، فقل لها: ويحك، عليَّ رقيب! وكلما خاطبك هواك أن قد خلوت فارتع! فقل له: ويلك، عليَّ شهيد! وكلما هممت بأكل مال حرام وقد سولت لك نفسك؛ أنه لن يطلع على ذلك أحد، فاصرخ فيها: بل عليَّ شهيد! وكلما استترت عن أعين الخلق وظننت أنه لم يعد يراك أحد فتذكر قول الله: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) [النساء:108]، فما أضيع عقولهم!
وإذا خلـوت بريــبـة في ظـلمــة *** والنـفـس داعـيــة إلى الطغـيـان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الــذي خــلق الظــلام يراني
فهذا هو المعنى الأول من معاني اسم الله الشهيد، أما المعنى الثاني فهو الشهيد بمعنى الشاهد، فهو -عز وجل- خير من يشهد ويُستشهد، وهو -تعالى- يشهد على الخلق يوم القيامة، وكذا في الحياة الدنيا، ففي قصة التاجر الذي استلف ألف دينار من أخيه على أن يردها في موعد محدد، فإنه لما لم يجد سفينة تُقلُّه قال: "...وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك" (البخاري)، وفي خطبة حجة الوداع استشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه قائلًا: "ألا هل بلغت؟... اللهم فاشهد" (متفق عليه).
وقد قال ابن كثير في قول الله -تعالى-: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الإسراء:96]، "أي: حسبي الله، وهو الشاهد علي وعليكم، شاهد عليَّ فيما بلغت عنه من الرسالة، وشاهد عليكم أيها المكذبون فيما تفترونه من البهتان".
أيها المسلمون: ما أجمل الحياة في ظلال اسم الله الشهيد؛ فهي جنة الدنيا وروحها وريحانها، وهل هناك حياة أسعد ممن يعيش في معية الله؟! يستشعر نظر الله فيفعل ما إلى مولاه يقربه، ويهجر ما يسخطه ويغضبه؛ لا يجد في ذلك وحشة بل يحب الخلوة، وهل يستوحش من خلا بمولاه؟! لا يخلد أو يركن الدنيا بل هو زاهد في الحياة؛ يود منها فكاكًا لأنها تأسره عن لقاء ربه!
إن من عاش في ظلال اسم الله الشهيد فإنما يحيا في معية ربه، وأَنْعِم بها من معية! تلك هي الحياة التي قال فيها بعض من عاشها وذاقها: "إن كان أهل الجنة في نعيم مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب"، وقال آخر مفضِّلًا الحياة مع الله على حياة الملوك -وحُقَّ له ذلك-: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف" (الجواب الكافي لابن القيم).
Tue, 31 May 2022 - 26min - 184 - اسم الله الشهيد1
إنه الله الشهيد المُطَّلع على جميع الأشياء، يَسَع سمعه الأصوات خفيها وجليها، ويشمل بصره المخلوقات صغيرها وكبيرها، ويحيط علمه بالأشياء دقيقها وجليلها، الذي شهد لعباده، وعلى عباده بما عملوه.
وكما أن الله -تعالى- هو الشهيد، فكذلك هو الرقيب على ما يدور في الخواطر، وما تتحرك به اللواحظ، وما تقترفه الجوارح، المطلع على ما تكنه الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت... فالشهيد والرقيب اسمان لله مترادفان.
فقل لمن ينفرد في مكان بين أربعة جدران وحده، ثم يقلِّب في قنوات المجون والفسق على تلفازه، قل له: أنت لست وحدك! وقل لمن يدخل على المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية: إنك لست وحدك! وقل لمن خلا بريبة في ظلمة وقد أَمِن من المراقب: إنك لست وحدك! إن معك الله! معك الله -تعالى- الذي لا تخفى عليه خافية، قال -عز وجل-: (مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا) [المجادلة:7].
وكلما اتقدت فيك نار شهوة حرام، فقل لها: ويحك، عليَّ رقيب! وكلما خاطبك هواك أن قد خلوت فارتع! فقل له: ويلك، عليَّ شهيد! وكلما هممت بأكل مال حرام وقد سولت لك نفسك؛ أنه لن يطلع على ذلك أحد، فاصرخ فيها: بل عليَّ شهيد! وكلما استترت عن أعين الخلق وظننت أنه لم يعد يراك أحد فتذكر قول الله: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) [النساء:108]، فما أضيع عقولهم!
وإذا خلـوت بريــبـة في ظـلمــة *** والنـفـس داعـيــة إلى الطغـيـان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الــذي خــلق الظــلام يراني
فهذا هو المعنى الأول من معاني اسم الله الشهيد، أما المعنى الثاني فهو الشهيد بمعنى الشاهد، فهو -عز وجل- خير من يشهد ويُستشهد، وهو -تعالى- يشهد على الخلق يوم القيامة، وكذا في الحياة الدنيا، ففي قصة التاجر الذي استلف ألف دينار من أخيه على أن يردها في موعد محدد، فإنه لما لم يجد سفينة تُقلُّه قال: "...وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك" (البخاري)، وفي خطبة حجة الوداع استشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه قائلًا: "ألا هل بلغت؟... اللهم فاشهد" (متفق عليه).
وقد قال ابن كثير في قول الله -تعالى-: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الإسراء:96]، "أي: حسبي الله، وهو الشاهد علي وعليكم، شاهد عليَّ فيما بلغت عنه من الرسالة، وشاهد عليكم أيها المكذبون فيما تفترونه من البهتان".
أيها المسلمون: ما أجمل الحياة في ظلال اسم الله الشهيد؛ فهي جنة الدنيا وروحها وريحانها، وهل هناك حياة أسعد ممن يعيش في معية الله؟! يستشعر نظر الله فيفعل ما إلى مولاه يقربه، ويهجر ما يسخطه ويغضبه؛ لا يجد في ذلك وحشة بل يحب الخلوة، وهل يستوحش من خلا بمولاه؟! لا يخلد أو يركن الدنيا بل هو زاهد في الحياة؛ يود منها فكاكًا لأنها تأسره عن لقاء ربه!
إن من عاش في ظلال اسم الله الشهيد فإنما يحيا في معية ربه، وأَنْعِم بها من معية! تلك هي الحياة التي قال فيها بعض من عاشها وذاقها: "إن كان أهل الجنة في نعيم مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب"، وقال آخر مفضِّلًا الحياة مع الله على حياة الملوك -وحُقَّ له ذلك-: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف" (الجواب الكافي لابن القيم).
Tue, 31 May 2022 - 29min - 183 - اسم الله الكريم2
أن اسم الله الكريم من الأسماء التي سمى بها نفسه وسماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما أنه يبث السعادة في قلوب المؤمنين، فهم متقلبون في نعيمه ليل نهار، فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه، ولا عطاء يوازي عطاؤه، له علو الشأن في كرمه، يعطي ما يشاء لمن يشاء، كيف يشاء، بسؤال وغير سؤال، يعفو عن الذنوب ويستر العيوب، ويجازي المؤمنين بفضله، ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله.. فما أكرمه! وما أرحمه! وما أعظمه!.
وقد رد اسم الله -تعالى- الكريم في ثلاثة مواضع في كتاب الله العزيز، فقال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون:116]، وقول الله -عزَّ وجلَّ-: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [الانفطار: 6]، وقوله تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40].
عباد الله: فالله -تبارك وتعالى- هو الكريم، الذي عم بعطائه وإحسانه المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، وهو -سبحانه- أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله نظير، يعطي ويثني، ويعفو ويصفح، ولا يضيع من توسل إليه، ولا يترك من التجأ إليه، ولا يهين من أقبل عليه، كما قال -سبحانه-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
ومن معاني اسم الله الكريم كذلك؛ أنه الذي يسهل خيره، ويقرب تناول ما عنده، فليس بينه وبين العبد حجاب، وهو قريب لمن دعاه، إذا تقرب منه العبد تقرب الله إليه أكثر كما قال -سبحانه-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
Tue, 31 May 2022 - 26min - 182 - اسم الله الكريم1
أن اسم الله الكريم من الأسماء التي سمى بها نفسه وسماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما أنه يبث السعادة في قلوب المؤمنين، فهم متقلبون في نعيمه ليل نهار، فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه، ولا عطاء يوازي عطاؤه، له علو الشأن في كرمه، يعطي ما يشاء لمن يشاء، كيف يشاء، بسؤال وغير سؤال، يعفو عن الذنوب ويستر العيوب، ويجازي المؤمنين بفضله، ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله.. فما أكرمه! وما أرحمه! وما أعظمه!.
وقد رد اسم الله -تعالى- الكريم في ثلاثة مواضع في كتاب الله العزيز، فقال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون:116]، وقول الله -عزَّ وجلَّ-: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [الانفطار: 6]، وقوله تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40].
عباد الله: فالله -تبارك وتعالى- هو الكريم، الذي عم بعطائه وإحسانه المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، وهو -سبحانه- أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله نظير، يعطي ويثني، ويعفو ويصفح، ولا يضيع من توسل إليه، ولا يترك من التجأ إليه، ولا يهين من أقبل عليه، كما قال -سبحانه-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
ومن معاني اسم الله الكريم كذلك؛ أنه الذي يسهل خيره، ويقرب تناول ما عنده، فليس بينه وبين العبد حجاب، وهو قريب لمن دعاه، إذا تقرب منه العبد تقرب الله إليه أكثر كما قال -سبحانه-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].
Tue, 31 May 2022 - 28min - 181 - اسم الله العليم2
يقول ابن القيم:
وَهُوَ العليمُ أَحَاطَ عِلْماً بِالَّذِي*** في الكونِ مِنْ سِرٍّ ومنْ إِعْلانِ
وبكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ *** فهوَ المحيطُ وليسَ ذا نِسْيَانِ
ودلالة اسم الله "العليم": تدل على إحاطة علمه إحاطة كاملة تامة فلا يخلو عن علمه مكان ولا زمان, يعلم ما في السماء والأرض, الجلي والخفي, والغيب والشهادة، والظاهر والباطن، ، قال الله -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)[الحديد: 4].
عباد الله: شتان بين علمٍ مقيد محدود وعلمٍ مُطلق بلا حدود، وإن اسم الله -تعالى- العليم، اشتمل على مراتب العلم الإلهي وهي أربعة:
الأولى: علمه بالشيء قبل كونه، وهو سر الله في خلقه، لا يعلمه ملكٌ مُقرَّب ولا نبيٌ مُرسل، ويُسمى علم التقدير ومفتاح ما سيصير، فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل، قال -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)[الأنعام:59]، وقال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[لقمان:34].
والثانية: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته؛ فالله -عزَّ وجلَّ -كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة, يقول الله -جلَّ وعلا-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحج:70]، وقال -تعالى- (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحديد:22].
والثالثة: علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه, ووقت خلقه وتصنيعه؛ يقول الله -تعالى-: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار*عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)[الرعد:9-8]، وقال -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)[سبأ:2].
والرابعة: علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه, وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه؛ فالله -عزَّ وجلَّ- يعلم ما سيفعل المخلوق بعد خلقه، ويعلم تفاصيل أفعاله وخواطره وحديث نفسه، يقول -تعالى-: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[التوبة:78].
وتلك المراتب الأربع السابقة ذُكِرت في قول الله -جلَّ وعلا-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الأنعام:59]؛ فالله -تعالى- عالمٌ بكل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل حين.
Sun, 29 May 2022 - 29min - 180 - اسم الله العليم1
يقول ابن القيم:
وَهُوَ العليمُ أَحَاطَ عِلْماً بِالَّذِي*** في الكونِ مِنْ سِرٍّ ومنْ إِعْلانِ
وبكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ *** فهوَ المحيطُ وليسَ ذا نِسْيَانِ
ودلالة اسم الله "العليم": تدل على إحاطة علمه إحاطة كاملة تامة فلا يخلو عن علمه مكان ولا زمان, يعلم ما في السماء والأرض, الجلي والخفي, والغيب والشهادة، والظاهر والباطن، ، قال الله -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)[الحديد: 4].
عباد الله: شتان بين علمٍ مقيد محدود وعلمٍ مُطلق بلا حدود، وإن اسم الله -تعالى- العليم، اشتمل على مراتب العلم الإلهي وهي أربعة:
الأولى: علمه بالشيء قبل كونه، وهو سر الله في خلقه، لا يعلمه ملكٌ مُقرَّب ولا نبيٌ مُرسل، ويُسمى علم التقدير ومفتاح ما سيصير، فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل، قال -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)[الأنعام:59]، وقال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[لقمان:34].
والثانية: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته؛ فالله -عزَّ وجلَّ -كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة, يقول الله -جلَّ وعلا-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحج:70]، وقال -تعالى- (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحديد:22].
والثالثة: علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه, ووقت خلقه وتصنيعه؛ يقول الله -تعالى-: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار*عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)[الرعد:9-8]، وقال -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)[سبأ:2].
والرابعة: علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه, وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه؛ فالله -عزَّ وجلَّ- يعلم ما سيفعل المخلوق بعد خلقه، ويعلم تفاصيل أفعاله وخواطره وحديث نفسه، يقول -تعالى-: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[التوبة:78].
وتلك المراتب الأربع السابقة ذُكِرت في قول الله -جلَّ وعلا-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الأنعام:59]؛ فالله -تعالى- عالمٌ بكل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل حين.
Sun, 29 May 2022 - 29min - 179 - اسم الله الوهاب2
هبات الله لخلقه كثيرة لا تحصى ولا تعد، فمن تلك الهبات:
هبة الوجود؛ فقد خلقنا وأوجدنا -سبحانه- في هذا الكون بلا طلب منا ولا سبب، وبعدها هبة الهداية؛ فقد جعلنا -عز وجل- لأبوين مسلمين أيضًا ابتداءً منه، فعلمانا الإسلام فأحببناه، ثم تتابعت علينا نعمه وهباته؛ يغفر ذنبًا، ويفرِّج كربًا، ويجبر كسرًا، ويغني فقيرًا، ويشفي سقيمًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويرشد حيرانًا، ويغيث ملهوفًا، ويكسو عاريًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، ويعطي محرومًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة... كل ذلك من غير استحقاق من أحد، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم" (مسلم).
ومن هبات الوهاب -عز وجل- أيضًا: الأولاد، قال -تعالى- عن إبراهيم: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) [الأنعام:84]، وعن زكريا: (وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى) [الأنبياء:90]، والزوجة كذلك هبة من الوهاب -عز وجل- فقد قال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد:38]؛ إلا أن أعظم هبات الله على أمتنا أن بعث إلينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولًا، قال -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آل عمران:164]؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- الطريق إلى المنة العظمى والهبة الكبرى؛ تلك هي الجنة، التي هي محض تفضل من الله لا تُستحق بعمل، ثم الهبات بعد ذلك قد أغرقت أهل الأرض والسماء، قال ابن القيم:
وكذلك الـوهـاب من أسـمائـه *** فانــظـر مواهـبه مـدى الأزمـان
أهل السموات العلى والأرض عن *** تلك المواهب ليس ينفكان
أيها المسلمون: من كل ما سبق يتضح لنا الفرق بين هبة الخالق وهبة المخلوق، وذلك من عدة وجوه، منها:
أن الله يهب بغير عوض ولا سؤال، أما المخلوق فلا يهب -غالبًا- إلا لحاجة في نفسه؛ من ثناء يتوقعه أو مقابل ينتظره أو جميل يرده... لذا فقد علَّم الله المقربين من عباده أن يتشبهوا به -سبحانه- فيهبوا بغير مقابل إلا مرضاته، فعلَّمهم أن يكون لسان حالهم إذا وهبوا: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإنسان:9].
كذلك أن الله موجد العطايا والهبات، أما المخلوق فيهب مما وهبه الله.
ومنها: أن المخلوق واهب مجازًا لا حقيقة، فإن الوهاب على الحقيقة هو اللَّه -سبحانه- وحده؛ فهو من هدى خلقه للهبة، على حد قول الله -تعالى-: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) [الأنفال:17]، فما المخلوق إلا سبب في إجراء عطاء الله.
كما أن هبات الوهاب -عز وجل- عظيمة جسيمة، أما المخلوقين فإن وهبوا فهباتهم قاصرة قليلة؛ إذ لا يستطيع عبد أن يهب هداية لضال أو يمنح شفاءً لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو حياة لميت! فلا يملك ذلك إلا الله، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر:21].
Sun, 29 May 2022 - 27min - 178 - اسم الله الوهاب1
هبات الله لخلقه كثيرة لا تحصى ولا تعد، فمن تلك الهبات:
هبة الوجود؛ فقد خلقنا وأوجدنا -سبحانه- في هذا الكون بلا طلب منا ولا سبب، وبعدها هبة الهداية؛ فقد جعلنا -عز وجل- لأبوين مسلمين أيضًا ابتداءً منه، فعلمانا الإسلام فأحببناه، ثم تتابعت علينا نعمه وهباته؛ يغفر ذنبًا، ويفرِّج كربًا، ويجبر كسرًا، ويغني فقيرًا، ويشفي سقيمًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويرشد حيرانًا، ويغيث ملهوفًا، ويكسو عاريًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، ويعطي محرومًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة... كل ذلك من غير استحقاق من أحد، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم" (مسلم).
ومن هبات الوهاب -عز وجل- أيضًا: الأولاد، قال -تعالى- عن إبراهيم: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) [الأنعام:84]، وعن زكريا: (وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى) [الأنبياء:90]، والزوجة كذلك هبة من الوهاب -عز وجل- فقد قال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد:38]؛ إلا أن أعظم هبات الله على أمتنا أن بعث إلينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولًا، قال -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آل عمران:164]؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- الطريق إلى المنة العظمى والهبة الكبرى؛ تلك هي الجنة، التي هي محض تفضل من الله لا تُستحق بعمل، ثم الهبات بعد ذلك قد أغرقت أهل الأرض والسماء، قال ابن القيم:
وكذلك الـوهـاب من أسـمائـه *** فانــظـر مواهـبه مـدى الأزمـان
أهل السموات العلى والأرض عن *** تلك المواهب ليس ينفكان
أيها المسلمون: من كل ما سبق يتضح لنا الفرق بين هبة الخالق وهبة المخلوق، وذلك من عدة وجوه، منها:
أن الله يهب بغير عوض ولا سؤال، أما المخلوق فلا يهب -غالبًا- إلا لحاجة في نفسه؛ من ثناء يتوقعه أو مقابل ينتظره أو جميل يرده... لذا فقد علَّم الله المقربين من عباده أن يتشبهوا به -سبحانه- فيهبوا بغير مقابل إلا مرضاته، فعلَّمهم أن يكون لسان حالهم إذا وهبوا: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإنسان:9].
كذلك أن الله موجد العطايا والهبات، أما المخلوق فيهب مما وهبه الله.
ومنها: أن المخلوق واهب مجازًا لا حقيقة، فإن الوهاب على الحقيقة هو اللَّه -سبحانه- وحده؛ فهو من هدى خلقه للهبة، على حد قول الله -تعالى-: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) [الأنفال:17]، فما المخلوق إلا سبب في إجراء عطاء الله.
كما أن هبات الوهاب -عز وجل- عظيمة جسيمة، أما المخلوقين فإن وهبوا فهباتهم قاصرة قليلة؛ إذ لا يستطيع عبد أن يهب هداية لضال أو يمنح شفاءً لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو حياة لميت! فلا يملك ذلك إلا الله، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر:21].
Sun, 29 May 2022 - 28min - 177 - اسم الله الرحمن2
نَّهُ الرَّحْمَـنُ؛ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ، وَأَوْلَى مَنْ شُكِرَ عَلَى إِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ.
فَأَيْنَمَا تُوَلِّ وَجْهَكَ تَـرَ رَحْمَةَ اللَّهِ فِي هَذَا الْكَوْنِ، وَأَعْظَمُهَا فِي هَذَا الْكَوْنِ: الْوَحْيُّ الْمُنَزَّلُ؛ (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النَّحْلِ: 89].
إِذَا أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَمَاتَ الزَّرْعُ، وَجَفَّ الضَّرْعُ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ؛ (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الرُّومِ: 50].
عِنْدَمَا حَلَّ الْعَذَابُ، وَبَكَى الرِّجَالُ، وَصَاحَتِ النِّسَاءُ، وَفَزَعَتِ الْأَطْفَالُ، وَعَمَّ الرُّعْبُ، وَعَظُمَ الْفَزَعُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ؛ (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا)[هُودٍ: 94].
لَا عُبُورَ لِأَيِّ رَغْبَةٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الرَّحْمَنِ، وَلَا وُجُودَ لِأَيِّ حَاجَةٍ إِلَّا فِي سَاحَةِ الرَّحْمَنِ، لَا إِمْكَانِيَّةَ لِحُدُوثِ شَيْءٍ إِلَّا بِالرَّحْمَنِ؛ فَإِنَّهُ وَحَدَهُ الرَّحْمَنُ الَّذِي لَا حَوْلَ فِي الْوُجُودِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ -سُبْحَانَهُ-.
Fri, 27 May 2022 - 28min - 176 - اسم الله الرحمن1
نَّهُ الرَّحْمَـنُ؛ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ، وَأَوْلَى مَنْ شُكِرَ عَلَى إِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ.
فَأَيْنَمَا تُوَلِّ وَجْهَكَ تَـرَ رَحْمَةَ اللَّهِ فِي هَذَا الْكَوْنِ، وَأَعْظَمُهَا فِي هَذَا الْكَوْنِ: الْوَحْيُّ الْمُنَزَّلُ؛ (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النَّحْلِ: 89].
إِذَا أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَمَاتَ الزَّرْعُ، وَجَفَّ الضَّرْعُ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ؛ (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الرُّومِ: 50].
عِنْدَمَا حَلَّ الْعَذَابُ، وَبَكَى الرِّجَالُ، وَصَاحَتِ النِّسَاءُ، وَفَزَعَتِ الْأَطْفَالُ، وَعَمَّ الرُّعْبُ، وَعَظُمَ الْفَزَعُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ؛ (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا)[هُودٍ: 94].
لَا عُبُورَ لِأَيِّ رَغْبَةٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الرَّحْمَنِ، وَلَا وُجُودَ لِأَيِّ حَاجَةٍ إِلَّا فِي سَاحَةِ الرَّحْمَنِ، لَا إِمْكَانِيَّةَ لِحُدُوثِ شَيْءٍ إِلَّا بِالرَّحْمَنِ؛ فَإِنَّهُ وَحَدَهُ الرَّحْمَنُ الَّذِي لَا حَوْلَ فِي الْوُجُودِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ -سُبْحَانَهُ-.
Fri, 27 May 2022 - 28min - 175 - اسم الله الرؤوف2
هَذِهِ رِسَالَـةٌ إِلَى كُلِّ مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَقْرُ، وَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، وَتَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهُ، وَانْكَسَرَ قَلْبُهُ.
إِلَى مَنْ أَثْقَلَهُ الدَّيْنُ، وَحَارَ فِكْرُهُ، وَتَشَتَّتَ ذِهْنُهُ؛ إِلَى مَنْ أَهْلَكَتْهُ الْأَوْجَاعُ، وَأَتْعَبَتْهُ الْآلَامُ، وَضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا، وَعَجَزَ الْأَطِبَّاءُ عَنْهُ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ دُونَهُ.
إِلَى مَنْ حَمَلَ الْهَمَّ، وَغَشِيَهُ الْغَمُّ، حَتَّى ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ؛ إِلَى مَنْ غَابَ ابْنُهُ، وَسَافَرَ حَبِيبُهُ، وَغَادَرَ صَدِيقُهُ؛ فَضَاقَتْ نَفْسُهُ، وَرَجَفَ قَلْبُهُ؛ فَأَصْبَحَ الْوَرْدُ شَوْكًا، وَالْعَالَمُ الْجَمِيلُ كَئِيبًا؛ تَذَكَّرْ هُنَا قَوْلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)[النَّحْلِ: 7]، وَرَدِّدْ: (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[الْبَقَرَةِ: 207]، وَنَادِ: يَا رَؤُوفُ ارْأَفْ بِحَالِي، وَارْحَمْ ضَعْفِي، وَفَرِّجْ هَمِّي، وَاكْشِفِ السُّوءَ عَنِّي.
هُنَا انْتَظِرِ الْفَرَجَ؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)[النَّمْلِ: 62].
إِنَّهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فَمَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ! وَأَعْلَى مَكَانَهُ! وَأَقْرَبَهُ مِنْ خَلْقِهِ! وَأَلْطَفَهُ بِعِبَادِهِ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْحَبْلَ يَشْتَدُّ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَنْقَطِعُ، وَإِذَا اشْتَدَّ الظَّلَامُ؛ فَأَبْشِرْ بِصُبْحٍ قَرِيبٍ.
لَا تَضِقْ ذَرْعًا مَعَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ الْفَتَّاحِ -جَلَّ وَعَلَا-، فَمِنَ الْمُحَالِ دَوَامُ الْحَالِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ، وَالْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَالدَّهْرُ قُلَّبٌ، وَاللَّيَالِي حَبَالَى، وَالْغَيْبُ مَسْتُورٌ، وَالرَّؤُوفُ قَالَ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرَّحْمَنِ: 29]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطَّلَاقِ: 1]، وَالْبَرُّ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشَّرْحِ: 5-6].
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيِّقٍ مَخْرَجًا.
Fri, 27 May 2022 - 27min - 174 - اسم الله الرؤوف1
هَذِهِ رِسَالَـةٌ إِلَى كُلِّ مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَقْرُ، وَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، وَتَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهُ، وَانْكَسَرَ قَلْبُهُ.
إِلَى مَنْ أَثْقَلَهُ الدَّيْنُ، وَحَارَ فِكْرُهُ، وَتَشَتَّتَ ذِهْنُهُ؛ إِلَى مَنْ أَهْلَكَتْهُ الْأَوْجَاعُ، وَأَتْعَبَتْهُ الْآلَامُ، وَضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا، وَعَجَزَ الْأَطِبَّاءُ عَنْهُ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ دُونَهُ.
إِلَى مَنْ حَمَلَ الْهَمَّ، وَغَشِيَهُ الْغَمُّ، حَتَّى ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ؛ إِلَى مَنْ غَابَ ابْنُهُ، وَسَافَرَ حَبِيبُهُ، وَغَادَرَ صَدِيقُهُ؛ فَضَاقَتْ نَفْسُهُ، وَرَجَفَ قَلْبُهُ؛ فَأَصْبَحَ الْوَرْدُ شَوْكًا، وَالْعَالَمُ الْجَمِيلُ كَئِيبًا؛ تَذَكَّرْ هُنَا قَوْلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)[النَّحْلِ: 7]، وَرَدِّدْ: (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[الْبَقَرَةِ: 207]، وَنَادِ: يَا رَؤُوفُ ارْأَفْ بِحَالِي، وَارْحَمْ ضَعْفِي، وَفَرِّجْ هَمِّي، وَاكْشِفِ السُّوءَ عَنِّي.
هُنَا انْتَظِرِ الْفَرَجَ؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)[النَّمْلِ: 62].
إِنَّهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فَمَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ! وَأَعْلَى مَكَانَهُ! وَأَقْرَبَهُ مِنْ خَلْقِهِ! وَأَلْطَفَهُ بِعِبَادِهِ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْحَبْلَ يَشْتَدُّ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَنْقَطِعُ، وَإِذَا اشْتَدَّ الظَّلَامُ؛ فَأَبْشِرْ بِصُبْحٍ قَرِيبٍ.
لَا تَضِقْ ذَرْعًا مَعَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ الْفَتَّاحِ -جَلَّ وَعَلَا-، فَمِنَ الْمُحَالِ دَوَامُ الْحَالِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ، وَالْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَالدَّهْرُ قُلَّبٌ، وَاللَّيَالِي حَبَالَى، وَالْغَيْبُ مَسْتُورٌ، وَالرَّؤُوفُ قَالَ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرَّحْمَنِ: 29]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطَّلَاقِ: 1]، وَالْبَرُّ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشَّرْحِ: 5-6].
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيِّقٍ مَخْرَجًا.
Fri, 27 May 2022 - 30min - 173 - اسم الله البر2
إن أسماء الحسنى وصفاته العلى تبعث الأمن والطمأنينة في قلب العبد المؤمن, ومن هذه الأسماء الحسنى التي سمى الله به نفسه اسم "البَر", وقد ورد مرة واحدة في سورة الطور مقترنا باسمه "الرحيم" في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 28].
والبِرّ بكسر الباء يُطلق على فعل الخير والإحسان والطاعة, والبَرُّ بالفتح هو المُحسن المكثر من فعل الخير، يقال: "فلان ٌ بارٌ بوالديه" إذا كان محسناً لهما, ومن هذا الباب جاء وصف الزهاد والعباد بالأبرار في قوله تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ) [آل عمران:198], والبَرُّ أبلغ من البار, ولذلك يقال: "الله بر"، ولم يقل: "الله بار", وقد جاء وصفاً في بر الأنبياء بوالديهم, قال الله عن يحيى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم:14], وقال عن عيسى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32]. أيها المسلمون: وبِرّ الله بخلقه يعني تتابع إحسانه إليهم وإصلاح جميع أحوالهم، فالبَرّ سبحانه هو الذي لا ينقطع إحسانه عن خلقه، شمل الكائنات كلَّها ببره وإحسانه وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، قال الإمام الخطابي: "البَر هو العطوف على عباده, المحسن إليهم, عمّ ببره جميع خلقه, فلم يبخل عليهم برزقه, وهو البرُّ بأوليائه, إذ خصهم بولايته, واصطفاهم لعبادته, وهو البَرُّ بالمحسن في مضاعفة الثواب له, والبر بالمسيء في الصفح, والتجاوز عنه".
وقال الحليمي: "معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر, ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم, ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة". عباد الله: وتتابع إحسانه وإنعامه سبحانه هو أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كلُّ موجود، ولذا فاقتران "البر" بـ "الرحيم" لعله من اقتران المسبَّب بالسبب, وتقديم "البَرِّ" على "الرحيم" أبلغ في المدح, والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبَّب إلى السبب.
قال ابن القيم:
والبَرُّ في أوصافه سبحانه *** هو كثرة الخيرات والإحسان
صدرت عن البر الذي هو وصفه *** فالبر حينئذ له نوعان
وصف وفعل فهو برُّ محسن *** مولى الجميل ودائم الإحسان
عباد الله: إذا تأملنا هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته، تبيّن لنا أن برّه سبحانه بخلقه على نوعين: النوع الأول: البرّ العام: وهو الإحسان الإلهي العام الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر، والسماوات والأرض، وما من مخلوقٍ إلا وقد أسبغ الله عليه من برِّه وإحسانه ونعمه ظاهراً وباطناً، فهيّأ له رزقه وقوته، وكساه الجمال وأحسن خلقه، وأعطاه ما ينفعه ودفع عنه ما يضرّه، بحسب ما تقتضيه حكمته سبحانه، وفي دعاء الملائكة: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً) [غافر:7], وقال تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم:34].
النوع الثاني: البرّ الخاص: وهو ما خصّ به المؤمنين المتقين دون غيرهم، فحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وتولاهم بولايته وأحاطهم بعنايته؛ فشرح صدورهم لطاعته, وأوزعهم شكر نعمته, ورزقهم والأمن والطمأنينة النفسيّة، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:156].
Thu, 26 May 2022 - 28min - 172 - اسم الله البر1
إن أسماء الحسنى وصفاته العلى تبعث الأمن والطمأنينة في قلب العبد المؤمن, ومن هذه الأسماء الحسنى التي سمى الله به نفسه اسم "البَر", وقد ورد مرة واحدة في سورة الطور مقترنا باسمه "الرحيم" في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 28].
والبِرّ بكسر الباء يُطلق على فعل الخير والإحسان والطاعة, والبَرُّ بالفتح هو المُحسن المكثر من فعل الخير، يقال: "فلان ٌ بارٌ بوالديه" إذا كان محسناً لهما, ومن هذا الباب جاء وصف الزهاد والعباد بالأبرار في قوله تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ) [آل عمران:198], والبَرُّ أبلغ من البار, ولذلك يقال: "الله بر"، ولم يقل: "الله بار", وقد جاء وصفاً في بر الأنبياء بوالديهم, قال الله عن يحيى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم:14], وقال عن عيسى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32]. أيها المسلمون: وبِرّ الله بخلقه يعني تتابع إحسانه إليهم وإصلاح جميع أحوالهم، فالبَرّ سبحانه هو الذي لا ينقطع إحسانه عن خلقه، شمل الكائنات كلَّها ببره وإحسانه وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، قال الإمام الخطابي: "البَر هو العطوف على عباده, المحسن إليهم, عمّ ببره جميع خلقه, فلم يبخل عليهم برزقه, وهو البرُّ بأوليائه, إذ خصهم بولايته, واصطفاهم لعبادته, وهو البَرُّ بالمحسن في مضاعفة الثواب له, والبر بالمسيء في الصفح, والتجاوز عنه".
وقال الحليمي: "معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر, ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم, ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة". عباد الله: وتتابع إحسانه وإنعامه سبحانه هو أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كلُّ موجود، ولذا فاقتران "البر" بـ "الرحيم" لعله من اقتران المسبَّب بالسبب, وتقديم "البَرِّ" على "الرحيم" أبلغ في المدح, والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبَّب إلى السبب.
قال ابن القيم:
والبَرُّ في أوصافه سبحانه *** هو كثرة الخيرات والإحسان
صدرت عن البر الذي هو وصفه *** فالبر حينئذ له نوعان
وصف وفعل فهو برُّ محسن *** مولى الجميل ودائم الإحسان
عباد الله: إذا تأملنا هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته، تبيّن لنا أن برّه سبحانه بخلقه على نوعين: النوع الأول: البرّ العام: وهو الإحسان الإلهي العام الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر، والسماوات والأرض، وما من مخلوقٍ إلا وقد أسبغ الله عليه من برِّه وإحسانه ونعمه ظاهراً وباطناً، فهيّأ له رزقه وقوته، وكساه الجمال وأحسن خلقه، وأعطاه ما ينفعه ودفع عنه ما يضرّه، بحسب ما تقتضيه حكمته سبحانه، وفي دعاء الملائكة: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً) [غافر:7], وقال تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم:34].
النوع الثاني: البرّ الخاص: وهو ما خصّ به المؤمنين المتقين دون غيرهم، فحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وتولاهم بولايته وأحاطهم بعنايته؛ فشرح صدورهم لطاعته, وأوزعهم شكر نعمته, ورزقهم والأمن والطمأنينة النفسيّة، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:156].
Thu, 26 May 2022 - 29min - 171 - اسم الله الوارث2
إن لكل اسم من أسماء الله دلالة تزيد في الإيمان واليقين, وتورث صاحبها السعادة والرضا, واسم الله "الوارث" له دلالات عظيمة فمن ذلك:
أن اسم الله الوارث يبين عظمة الرب -سبحانه- وأنه -عز وجل- مالك الملك ووارثه والمتصرف فيه, وأن كل شيء دونه إلى فناء, إلى جانب أنه يكشف حقيقة التملك عند الخلائق، فملكهم إلى زوال، وهو ملكٌ ناقصٌ ولحظيّ غير دائم، ناقصٌ من ناحية الكمّ إذ يبقى محدوداً بما وهبه الله، ومن ناحية القدرة على التصرّف شرعاً وقدراً، ولحظيٌّ مآله إلى زوال ثم يتركه إلى ورثته، بينما نجد أن ملك الله شاملٌ وكاملٌ لا يعتريه نقص، وباقٍ دائم لا يعتريه زوال، فهو الوارث على جهة الشمول والكمال، وهذا يجعلنا نستحضر عظمة الله -سبحانه- وأنه الوارث لكل شيء.
خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له: بُهلول, قد اعتزل الناس وعاش وحيداً, فقال هارون: عظني يا بُهلول قال: يا أمير المؤمنين! أين آباؤك وأجدادك من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبيك؟, قال هارون: ماتوا, قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم, قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم, فقال بُهلول: تلك قصورهم, وهذه قبورهم, فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت, زدني يا بهلول, قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع, فبكى هارون, وقال: زدني فقال: يا أمير المؤمنين! قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط فزاد بكاءه, وقال: زدني يا بهلول, فقال: يا أمير المؤمنين:
هب أنك ملكت كنوز كسرى *** وعُمرت السنين فكان ماذا؟
أليس القـبر غـاية كـل حيٍ *** وتُسأل بعده عن كل هذا؟
قال: بلى, ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك, وانطرح على فراشه مريضاً, ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت, وترك ملك كان يمتد من الصين شرقاً إلى جبال البرنس في فرنسا غرباً
Tue, 24 May 2022 - 28min - 170 - اسم الله الوارث1
إن لكل اسم من أسماء الله دلالة تزيد في الإيمان واليقين, وتورث صاحبها السعادة والرضا, واسم الله "الوارث" له دلالات عظيمة فمن ذلك:
أن اسم الله الوارث يبين عظمة الرب -سبحانه- وأنه -عز وجل- مالك الملك ووارثه والمتصرف فيه, وأن كل شيء دونه إلى فناء, إلى جانب أنه يكشف حقيقة التملك عند الخلائق، فملكهم إلى زوال، وهو ملكٌ ناقصٌ ولحظيّ غير دائم، ناقصٌ من ناحية الكمّ إذ يبقى محدوداً بما وهبه الله، ومن ناحية القدرة على التصرّف شرعاً وقدراً، ولحظيٌّ مآله إلى زوال ثم يتركه إلى ورثته، بينما نجد أن ملك الله شاملٌ وكاملٌ لا يعتريه نقص، وباقٍ دائم لا يعتريه زوال، فهو الوارث على جهة الشمول والكمال، وهذا يجعلنا نستحضر عظمة الله -سبحانه- وأنه الوارث لكل شيء.
خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له: بُهلول, قد اعتزل الناس وعاش وحيداً, فقال هارون: عظني يا بُهلول قال: يا أمير المؤمنين! أين آباؤك وأجدادك من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبيك؟, قال هارون: ماتوا, قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم, قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم, فقال بُهلول: تلك قصورهم, وهذه قبورهم, فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت, زدني يا بهلول, قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع, فبكى هارون, وقال: زدني فقال: يا أمير المؤمنين! قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط فزاد بكاءه, وقال: زدني يا بهلول, فقال: يا أمير المؤمنين:
هب أنك ملكت كنوز كسرى *** وعُمرت السنين فكان ماذا؟
أليس القـبر غـاية كـل حيٍ *** وتُسأل بعده عن كل هذا؟
قال: بلى, ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك, وانطرح على فراشه مريضاً, ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت, وترك ملك كان يمتد من الصين شرقاً إلى جبال البرنس في فرنسا غرباً
Tue, 24 May 2022 - 30min - 169 - اسم الله الحسيب2
أن يلجأ إلى الله ويدعوه باسمه الحسيب -سبحانه- خاصة عند الشدائد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يُكثرون الالتجاء إلى الحسيب -سبحانه- ويفوضون أمورهم إليه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: "(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَام- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)". (البخاري).
فمن حظ المؤمن أن يستشعر أن الله الحسيب هو الذي يكفيه ولا غنىً له عنه، بل لا يتصور العبد حياته دون ربه، فيديم اتصاله به ويديم افتقاره له ويتجسد ذلك في دوام الدعاء, والركون والتفويض على الحسيب -سبحانه-، ولذلك كان قَوْل إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- وَمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فِي الشَّدائدِ، (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ), دعا بها إبراهيم: (فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ), ودعا بها نبيّنا محمد وأصحابه: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ).
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ -أيّ: إسرافيل- قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ متى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا" (الترمذي وصححه الألباني).
ومن الآثار الإيمانية: أن يقف المسلم مع نفسه على الدوام لمحاسبتها، فيميز حركاتها وسكناتها، فإن كان خاطر النفس عند الهمّ يقتضي نية أو عقدًا أو عزمًا، أو فعلاً أو سعيًا خالصًا لله أمضاه وسارع في تنفيذه، وإن كان لعاجل دنيا، أو عارض هوى، أو لهوٍ أو غفلة، تركه وسارع في نفيه وتقييده، ثم يذكر أنه ما من فعلة -وإن صغُرت- إلا حاسب نفسه لِمَ فعلت؟.
فإن سلِم من هذا الأمر، سأل نفسه كيف فعلت؟ أبعلم أم بجهل؟ فإن الله -تعالى- لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصًا لوجهه وعلى سُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإن سلم من هذا سأل نفسه لمن فعلت؟ هل أردت بذلك وجه الله تعالى أم للسمعة والرياء؟.
Tue, 24 May 2022 - 29min - 168 - اسم الله الحسيب1
أن يلجأ إلى الله ويدعوه باسمه الحسيب -سبحانه- خاصة عند الشدائد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يُكثرون الالتجاء إلى الحسيب -سبحانه- ويفوضون أمورهم إليه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: "(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَام- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)". (البخاري).
فمن حظ المؤمن أن يستشعر أن الله الحسيب هو الذي يكفيه ولا غنىً له عنه، بل لا يتصور العبد حياته دون ربه، فيديم اتصاله به ويديم افتقاره له ويتجسد ذلك في دوام الدعاء, والركون والتفويض على الحسيب -سبحانه-، ولذلك كان قَوْل إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- وَمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فِي الشَّدائدِ، (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ), دعا بها إبراهيم: (فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ), ودعا بها نبيّنا محمد وأصحابه: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ).
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ -أيّ: إسرافيل- قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ متى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا" (الترمذي وصححه الألباني).
ومن الآثار الإيمانية: أن يقف المسلم مع نفسه على الدوام لمحاسبتها، فيميز حركاتها وسكناتها، فإن كان خاطر النفس عند الهمّ يقتضي نية أو عقدًا أو عزمًا، أو فعلاً أو سعيًا خالصًا لله أمضاه وسارع في تنفيذه، وإن كان لعاجل دنيا، أو عارض هوى، أو لهوٍ أو غفلة، تركه وسارع في نفيه وتقييده، ثم يذكر أنه ما من فعلة -وإن صغُرت- إلا حاسب نفسه لِمَ فعلت؟.
فإن سلِم من هذا الأمر، سأل نفسه كيف فعلت؟ أبعلم أم بجهل؟ فإن الله -تعالى- لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصًا لوجهه وعلى سُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإن سلم من هذا سأل نفسه لمن فعلت؟ هل أردت بذلك وجه الله تعالى أم للسمعة والرياء؟.
Tue, 24 May 2022 - 28min - 167 - اسم الله المقيت2
إن الله -تعالى- هو المقيت، ومعنى المقيت: خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فالمقيت -سبحانه- هو القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، الوهاب الرزاق، يصرَّف الأقوات بين جميع المخلوقات كيف يشاء، فهو -سبحانه- من أعطى كل إنسان وطير وحيوان قُوته على مر الأوقات، وهو الذي جعل في كل بلدة من المنافع والمكاسب والثمار ما لم يجعله في الأخرى؛ ليتبادل الناس حاجاتهم ومنافعهم، قال -تعالى-: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت:10].
وقد امتن المقيت -سبحانه- على عباده بأنواع رزقه الواصلة إليهم، فقال -عز من قائل-: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [عبس:24-32]؛ فكما تكفل المقيت -عز وجل- بكامل الرزق للإنسان والحيوان، فقد تكفل المقيت -سبحانه بقوت القلوب من المعرفة والإيمان والسعادة والأمان.
وبهذا المعنى فالمقيت يكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه؛ إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت.
أما المعنى الثاني لاسم الله المقيت فهو: المستولي على الشيء القادر عليه، وعلى هذا يكون معنى قول الله -عز وجل-: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) [النساء:85]؛ أي: مقتدرًا ومجازيًا، وهو من "أقات على الشيء" أي: قدر عليه، قال الزبير بن عبد المطلب:
وذي ضغن كففت الشر عنه *** وكنت على إساءته مقيتًا
أما المعنى الثالث لاسم الله المقيت فهو: الحافظ الحفيظ الذي أحاط بالعباد علمًا بأحوالهم وأفعالهم ونياتهم، القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، وهو المغيث لعباده في الشدائد إذا دعَوه، ومجيبهم ومخلّصهم، وعلاقة الحفيظ بالمقيت: أن المقيت مشتق من القوت، والقوت معناه: مقدار ما يحفظ الإنسان.
Fri, 20 May 2022 - 29min - 166 - اسم الله المقيت1
إن الله -تعالى- هو المقيت، ومعنى المقيت: خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فالمقيت -سبحانه- هو القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، الوهاب الرزاق، يصرَّف الأقوات بين جميع المخلوقات كيف يشاء، فهو -سبحانه- من أعطى كل إنسان وطير وحيوان قُوته على مر الأوقات، وهو الذي جعل في كل بلدة من المنافع والمكاسب والثمار ما لم يجعله في الأخرى؛ ليتبادل الناس حاجاتهم ومنافعهم، قال -تعالى-: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت:10].
وقد امتن المقيت -سبحانه- على عباده بأنواع رزقه الواصلة إليهم، فقال -عز من قائل-: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [عبس:24-32]؛ فكما تكفل المقيت -عز وجل- بكامل الرزق للإنسان والحيوان، فقد تكفل المقيت -سبحانه بقوت القلوب من المعرفة والإيمان والسعادة والأمان.
وبهذا المعنى فالمقيت يكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه؛ إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت.
أما المعنى الثاني لاسم الله المقيت فهو: المستولي على الشيء القادر عليه، وعلى هذا يكون معنى قول الله -عز وجل-: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) [النساء:85]؛ أي: مقتدرًا ومجازيًا، وهو من "أقات على الشيء" أي: قدر عليه، قال الزبير بن عبد المطلب:
وذي ضغن كففت الشر عنه *** وكنت على إساءته مقيتًا
أما المعنى الثالث لاسم الله المقيت فهو: الحافظ الحفيظ الذي أحاط بالعباد علمًا بأحوالهم وأفعالهم ونياتهم، القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، وهو المغيث لعباده في الشدائد إذا دعَوه، ومجيبهم ومخلّصهم، وعلاقة الحفيظ بالمقيت: أن المقيت مشتق من القوت، والقوت معناه: مقدار ما يحفظ الإنسان.
Fri, 20 May 2022 - 28min - 165 - اسم الله المالك2
إن المُلْك الحقيقي لله وحده؛ لا يشركه فيه أحدٌ، وكلّ مَنْ مَلَكَ شيئاً؛ فإنما هو بتمليك الله له، كما قال صلى الله عليه وسلم:” لا مَالك إلا الله”؛ وفي رواية:” لا مَلِك إلا الله”. وقد يُسمى بعض المخلوقين مَلكاً، إذا اتّسع ملكه، إلا أنّ الذي يستحقّ هذا الاسم؛ هو الله جل وعزّ لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحدٍ غيره، يُؤتى المُلك مَنْ يشاء، وينزع المُلك ممن يشاء، ويعز مَن يشاء؛ ويذلُّ مَنْ يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. فالمخلوقات لا تملك شيئاً، وقد أنكر تعالى على المشركين؛ الذين عبدوا هذه المخلوقات؛ التي هي مثلهم في الضعف والعبودية لله تعالى، وأنَّها لا تَمْلك من السماوات والأرض شيئاً، ولا مثقال ذرّة، ولا تنفع أحداً ولا تضرّه. قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ) (النحل: 73). وقال سبحانه: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (المائدة: 76). وقال سبحانه: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ: 22). وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) (فاطر: 13). فالله تبارك وتعالى هو المَالك لخَزائن السّماوات والأرض، بيدِه الخير، يَرزق مَن يشاء، وهو المَالك للموت والحياة والنُّشُور، والنّفع والضّر؛ وإليه يرجع الأمر كلّه، فهو المَالك لجميع الممالك، العُلوية والسُّفلية، وجميع مَنْ فيهما مَماليك لله؛ فقراء مُدبّرون. وهو سبحانه كلّ يومٍ هو في شأن؛ يتصرّف في ملكوته كيف يشاء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29). قال:” مِنْ شَأنِه أنْ يَغفر ذنباً، ويُفرّج َكرباً، ويَرفعَ قوماً، ويَخْفضَ قوماً آخرين”. وقال تعالى: (يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 247). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تَسُبّوا الدَّهْر، فإنَّ الله عزّ وجلّ قال: أنا الدَّهْر، الأيامُ والليالي لي، أُجَدّدها وأبْلِيها، وآتي بمُلوكٍ بعدَ ملوك”.
Fri, 20 May 2022 - 27min - 164 - اسم الله المالك1
إن المُلْك الحقيقي لله وحده؛ لا يشركه فيه أحدٌ، وكلّ مَنْ مَلَكَ شيئاً؛ فإنما هو بتمليك الله له، كما قال صلى الله عليه وسلم:” لا مَالك إلا الله”؛ وفي رواية:” لا مَلِك إلا الله”. وقد يُسمى بعض المخلوقين مَلكاً، إذا اتّسع ملكه، إلا أنّ الذي يستحقّ هذا الاسم؛ هو الله جل وعزّ لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحدٍ غيره، يُؤتى المُلك مَنْ يشاء، وينزع المُلك ممن يشاء، ويعز مَن يشاء؛ ويذلُّ مَنْ يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. فالمخلوقات لا تملك شيئاً، وقد أنكر تعالى على المشركين؛ الذين عبدوا هذه المخلوقات؛ التي هي مثلهم في الضعف والعبودية لله تعالى، وأنَّها لا تَمْلك من السماوات والأرض شيئاً، ولا مثقال ذرّة، ولا تنفع أحداً ولا تضرّه. قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ) (النحل: 73). وقال سبحانه: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (المائدة: 76). وقال سبحانه: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ: 22). وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) (فاطر: 13). فالله تبارك وتعالى هو المَالك لخَزائن السّماوات والأرض، بيدِه الخير، يَرزق مَن يشاء، وهو المَالك للموت والحياة والنُّشُور، والنّفع والضّر؛ وإليه يرجع الأمر كلّه، فهو المَالك لجميع الممالك، العُلوية والسُّفلية، وجميع مَنْ فيهما مَماليك لله؛ فقراء مُدبّرون. وهو سبحانه كلّ يومٍ هو في شأن؛ يتصرّف في ملكوته كيف يشاء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29). قال:” مِنْ شَأنِه أنْ يَغفر ذنباً، ويُفرّج َكرباً، ويَرفعَ قوماً، ويَخْفضَ قوماً آخرين”. وقال تعالى: (يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 247). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تَسُبّوا الدَّهْر، فإنَّ الله عزّ وجلّ قال: أنا الدَّهْر، الأيامُ والليالي لي، أُجَدّدها وأبْلِيها، وآتي بمُلوكٍ بعدَ ملوك”.
Fri, 20 May 2022 - 28min - 163 - اسم الله الحكم2
أصل الحكْم: المنع، ومنه حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل من السفاهة، ومنه الحكم؛ لأنه يمنع الخصمين من التعدي.
والحَكم من صيغ المبالغة وهو اسم فاعل بمعنى حاكم، قال تعال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف: 40], وحكَّمه في الشيء: إذا جعل الحكم إليه.
والحَكم -سبحانه-: هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والحكم –سبحانه-: هو المجازي كل نفس بما عملت، وهو -سبحانه-: حَكمٌ يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميِّز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، يحكم في خلقه حكماً إلزامياً لا يرد، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41].
والله -جل جلاله- هو الذي يحكم في خلقه بما أراد؛ لأنه لا يحتاج لشاهد، بل -سبحانه- يعلم كل شيء، فلا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى, لذلك فحكمه الحق والعدل، قال -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]؛ فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره -سبحانه-.
وهو -سبحانه- الحَكَمُ بين عباده, المظهر الحق من الباطل, المنتصف للمظلوم من الظالم, لا يقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب, حكم على القلوب بالرضا والقناعة, وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].
والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة.
Thu, 19 May 2022 - 28min - 162 - اسم الله الحكم1
أصل الحكْم: المنع، ومنه حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل من السفاهة، ومنه الحكم؛ لأنه يمنع الخصمين من التعدي.
والحَكم من صيغ المبالغة وهو اسم فاعل بمعنى حاكم، قال تعال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف: 40], وحكَّمه في الشيء: إذا جعل الحكم إليه.
والحَكم -سبحانه-: هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والحكم –سبحانه-: هو المجازي كل نفس بما عملت، وهو -سبحانه-: حَكمٌ يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميِّز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، يحكم في خلقه حكماً إلزامياً لا يرد، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41].
والله -جل جلاله- هو الذي يحكم في خلقه بما أراد؛ لأنه لا يحتاج لشاهد، بل -سبحانه- يعلم كل شيء، فلا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى, لذلك فحكمه الحق والعدل، قال -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]؛ فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره -سبحانه-.
وهو -سبحانه- الحَكَمُ بين عباده, المظهر الحق من الباطل, المنتصف للمظلوم من الظالم, لا يقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب, حكم على القلوب بالرضا والقناعة, وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].
والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة.
Thu, 19 May 2022 - 28min - 161 - اسم الله القابض2
القابض هو الذي يضيق الأرزاق ويقترها وفق حكمته، وفي كلا البسط والقبض صلاح أو ابتلاء لعبيده، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21]، وقال -عز من قائل-: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى: 27]، "فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدمًا ولا بخلًا" (الخطابي).
أما المعنى الثاني: فالقابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت أو بالنوم المكتوبان على العباد، فإذا قبض القابض -تعالى- روح عبد فقد أماته أو أنامه، وإذا بسطها الباسط -عز وجل- فقد أحياه أو أيقظه من نومه؛ ففي الصحيحين عن أبي قتادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين ناموا عن الصلاة: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء" (متفق عليه)
Wed, 18 May 2022 - 28min - 160 - اسم الله القابض1
القابض هو الذي يضيق الأرزاق ويقترها وفق حكمته، وفي كلا البسط والقبض صلاح أو ابتلاء لعبيده، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21]، وقال -عز من قائل-: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى: 27]، "فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدمًا ولا بخلًا" (الخطابي).
أما المعنى الثاني: فالقابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت أو بالنوم المكتوبان على العباد، فإذا قبض القابض -تعالى- روح عبد فقد أماته أو أنامه، وإذا بسطها الباسط -عز وجل- فقد أحياه أو أيقظه من نومه؛ ففي الصحيحين عن أبي قتادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين ناموا عن الصلاة: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء" (متفق عليه)
Wed, 18 May 2022 - 28min - 159 - اسم الله الرقيب2
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه".
يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة".
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].
إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.
Tue, 17 May 2022 - 28min - 158 - اسم الله الرقيب1
قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه".
يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر.
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة".
(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].
إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.
Tue, 17 May 2022 - 31min - 157 - اسم الله الغفار2
أَشْكُو إِلَيْكَ ذُنُوبًا لَسْتُ أُنْكِرُهَا *** وَقَدْ رَجَوْتُكَ يَا ذَا الْمَنِّ تَغْفِرُهَا
مِنْ قَبْلِ سُؤْلِكَ لِي فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** يَوْمَ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَهْوَالِ تَذْكُرُهَا
أَرْجُوكَ تَغْفِرُهَا فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** إِذْ كُنْتَ سُؤْلِي كَمَا فِي الْأَرْضِ تَسْتُرُهَا
اللَّهُمَّ! إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.
Sat, 07 May 2022 - 29min - 156 - اسم الله الغفار1
أَشْكُو إِلَيْكَ ذُنُوبًا لَسْتُ أُنْكِرُهَا *** وَقَدْ رَجَوْتُكَ يَا ذَا الْمَنِّ تَغْفِرُهَا
مِنْ قَبْلِ سُؤْلِكَ لِي فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** يَوْمَ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَهْوَالِ تَذْكُرُهَا
أَرْجُوكَ تَغْفِرُهَا فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** إِذْ كُنْتَ سُؤْلِي كَمَا فِي الْأَرْضِ تَسْتُرُهَا
اللَّهُمَّ! إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.
Sat, 07 May 2022 - 29min - 155 - اسم الله الواسع2
إن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبر معناها ودلالتها وآثارها في حياتنا؛ اسم الله "الواسع", والواسع اسم من أسماء الله ورد في القرآن، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115].
ويوصف -سبحانه- بأنّه موسٍع؛ لقوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)[الذّاريات:47]، ولما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- فَقَالَ:- في حديث أوّل من تُسعّر بهم النّار -: "وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا".
ولما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فَسَأَلَهُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: "أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ", ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: "إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا", ومثله ما جاء في دعاء الجنازة، روى مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ".
والواسع -سبحانه-: "هو الذي وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسِع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحدا إلاّ وهو يأكل رزقه", وقيل: "الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال".
ويقول الطبري -رحمه الله- عند قوله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 115] أي: "يسع خلقه كلهم بالكفاية والاتصال والجود والتدبير", ويقول الخطابي -رحمه الله-: "الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، والسعة في كلام العرب: الغنى, ويقال: الله يعطي عن سعة أي عن غنى".
Fri, 06 May 2022 - 27min - 154 - اسم الله الواسع1
إن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبر معناها ودلالتها وآثارها في حياتنا؛ اسم الله "الواسع", والواسع اسم من أسماء الله ورد في القرآن، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115].
ويوصف -سبحانه- بأنّه موسٍع؛ لقوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)[الذّاريات:47]، ولما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- فَقَالَ:- في حديث أوّل من تُسعّر بهم النّار -: "وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا".
ولما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فَسَأَلَهُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: "أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ", ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: "إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا", ومثله ما جاء في دعاء الجنازة، روى مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ".
والواسع -سبحانه-: "هو الذي وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسِع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحدا إلاّ وهو يأكل رزقه", وقيل: "الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال".
ويقول الطبري -رحمه الله- عند قوله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 115] أي: "يسع خلقه كلهم بالكفاية والاتصال والجود والتدبير", ويقول الخطابي -رحمه الله-: "الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، والسعة في كلام العرب: الغنى, ويقال: الله يعطي عن سعة أي عن غنى".
Fri, 06 May 2022 - 27min - 153 - اسم الله المجيد2
المجيد لغة: هو الكريم الفِعَال، ذو الشرف والمروءة، والكرم والسخاء. والمجيد -سبحانه-, هو المحمود في جميع أقواله وأفعاله، الجميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، المختص بالتعظيم والإجلال في قلوب أوليائه المؤمنين به، الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه, فهو الماجد والمجيد في ذاته وصفاته وأفعاله، ومنه يستمد كل مجد وكرامة وشرف وعزة.
المجيد تعالى الجميل في أفعاله، الجزيل في عطائه، ذو المجد والكبرياء، والعظمة والجلال، أعظم من كل شيء، وأكبر من كل شيء، له المجد كله؛ لكثرة أسمائه وصفاته، وسعتها وعظمتها، وكمال أفعاله، وكثرة خيره ودوامه.
والمجيد -سبحانه- لكثرة إحسانه وأفضاله, فهو الكريم الذي لا يمكن إحصاء نعمه وفضله، ملأ الكون نعمًا, وكل شيء في الكون هو محض فضله وكرمه، فهو -سبحانه- كثير الخير، واسع العطاء، يعامل العباد بالجود والكرم، وعمَّ فضله الجميع، شمل فضله وإحسانه المؤمنَ والكافرَ، والبرَّ والفاجر، والإنسان والحيوان: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء:20].
Thu, 05 May 2022 - 28min - 152 - اسم الله المجيد1
المجيد لغة: هو الكريم الفِعَال، ذو الشرف والمروءة، والكرم والسخاء. والمجيد -سبحانه-, هو المحمود في جميع أقواله وأفعاله، الجميل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، المختص بالتعظيم والإجلال في قلوب أوليائه المؤمنين به، الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات وسعتها، فكل وصف من أوصافه عظيم شأنه, فهو الماجد والمجيد في ذاته وصفاته وأفعاله، ومنه يستمد كل مجد وكرامة وشرف وعزة.
المجيد تعالى الجميل في أفعاله، الجزيل في عطائه، ذو المجد والكبرياء، والعظمة والجلال، أعظم من كل شيء، وأكبر من كل شيء، له المجد كله؛ لكثرة أسمائه وصفاته، وسعتها وعظمتها، وكمال أفعاله، وكثرة خيره ودوامه.
والمجيد -سبحانه- لكثرة إحسانه وأفضاله, فهو الكريم الذي لا يمكن إحصاء نعمه وفضله، ملأ الكون نعمًا, وكل شيء في الكون هو محض فضله وكرمه، فهو -سبحانه- كثير الخير، واسع العطاء، يعامل العباد بالجود والكرم، وعمَّ فضله الجميع، شمل فضله وإحسانه المؤمنَ والكافرَ، والبرَّ والفاجر، والإنسان والحيوان: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء:20].
Thu, 05 May 2022 - 27min - 151 - اسم الله الفتاح2
ما أجملَ أن تتعرَّف على اسم الله الفتَّاح، وتتدبَّر معانيه، وتدعوه به؛ فهو الذي يستجيب دعاءَكَ، ويحقِّق لكَ مرادَكَ ورجاءكَ، إذا آمنتَ أنَّ اللهَ هو الفتَّاح، هو الحَكَم، هو الذي يرفع ويخفض، هو الذي يكشف الحقائقَ، هو الذي يُجَلِّي الأمورَ، هو الذي يُزيل الالتباسَ، فلا تقلق مهما أصابكَ، ومتى جُهِلَ عليك وأُسِيءَ إليكَ فلا تَخَفْ ولا تحزن، فالله الفتَّاح ناصِرُكَ ومؤيدُكَ، إذا استقرَّ في نفسِكَ أن الله هو الفتَّاح الذي يفتح لكَ الأبوابَ المغلقةَ، والأمور المستعصيةَ، فلا تغتمَّ، وإذا أُوصِدَتْ أمامكَ أبوابُ الناس، وحِيلَ بينَكَ وبينَ ما تريد من الخير فلا تجزع، بل الجأ إلى الفتاح واهرع إلى الذي بيده مقاليدُ كلِّ شيء، أتدري يا عبدَ اللهِ مَنْ هو الفتَّاحُ؟ إنه الذي يفتح لعباده منافع الدنيا والدين، ويفتح لهم جميعَ أبواب الخيرات، ويفتح للعبد كلَّ ما أُغلق من أبواب بوجهه، نتيجةَ مصائب ومشكلات، ومعضلات وصعوبات، لو استقرَّ هذا المعنى بقلبِكَ، ولو تعبَّدْتَ اللهَ بهذه المعاني لكانت عزيمتُكَ أقوى من غيرِكَ، وهمتُكَ أعلى، ولكنتَ مطمئنًا؛ لأنَّكَ مع الفتَّاح -سبحانه-، وما دمتَ أنكَ تعبد اللهَ الفتاحَ فتذلَّلْ إليه، وانكسِرْ بين يديه، وأنزِلْ حاجتَكَ به، وسَلْهُ قائلًا: يا فتَّاحُ افتح لي أبوابَ رحمتك، يا فتاح افتح لي أبواب رزقِكَ، وكن مناجيًا له، لا يملك تدبيرَ أمري ولا يفرِّج همي إلا أنتَ يا فتاحُ، فافتح لي ما أُغلِقَ، ويسِّر لي ما عَسُرَ، وسهِّل عليَّ ما صَعُبَ، فهو الفتَّاح لِمَا أُغلِقَ، من أبواب هداية ورزق وعلم وتيسير، وَادْعُهُ بإخلاص ويقين وثقة بأنه وحدَه هو الذي يفتح لكَ الرزقَ من حيث لا تحتسب، فلا تلجأ لأحد سواه، ولا تَثِقْ إلا في رحمته وفضله، وعليكَ بقِصَر الأمل، وقَطْع الأمانيِّ، وصَرْف الرجاء إلا فيه سبحانه.
Wed, 27 Apr 2022 - 28min - 150 - اسم الله الفتاح1
ما أجملَ أن تتعرَّف على اسم الله الفتَّاح، وتتدبَّر معانيه، وتدعوه به؛ فهو الذي يستجيب دعاءَكَ، ويحقِّق لكَ مرادَكَ ورجاءكَ، إذا آمنتَ أنَّ اللهَ هو الفتَّاح، هو الحَكَم، هو الذي يرفع ويخفض، هو الذي يكشف الحقائقَ، هو الذي يُجَلِّي الأمورَ، هو الذي يُزيل الالتباسَ، فلا تقلق مهما أصابكَ، ومتى جُهِلَ عليك وأُسِيءَ إليكَ فلا تَخَفْ ولا تحزن، فالله الفتَّاح ناصِرُكَ ومؤيدُكَ، إذا استقرَّ في نفسِكَ أن الله هو الفتَّاح الذي يفتح لكَ الأبوابَ المغلقةَ، والأمور المستعصيةَ، فلا تغتمَّ، وإذا أُوصِدَتْ أمامكَ أبوابُ الناس، وحِيلَ بينَكَ وبينَ ما تريد من الخير فلا تجزع، بل الجأ إلى الفتاح واهرع إلى الذي بيده مقاليدُ كلِّ شيء، أتدري يا عبدَ اللهِ مَنْ هو الفتَّاحُ؟ إنه الذي يفتح لعباده منافع الدنيا والدين، ويفتح لهم جميعَ أبواب الخيرات، ويفتح للعبد كلَّ ما أُغلق من أبواب بوجهه، نتيجةَ مصائب ومشكلات، ومعضلات وصعوبات، لو استقرَّ هذا المعنى بقلبِكَ، ولو تعبَّدْتَ اللهَ بهذه المعاني لكانت عزيمتُكَ أقوى من غيرِكَ، وهمتُكَ أعلى، ولكنتَ مطمئنًا؛ لأنَّكَ مع الفتَّاح -سبحانه-، وما دمتَ أنكَ تعبد اللهَ الفتاحَ فتذلَّلْ إليه، وانكسِرْ بين يديه، وأنزِلْ حاجتَكَ به، وسَلْهُ قائلًا: يا فتَّاحُ افتح لي أبوابَ رحمتك، يا فتاح افتح لي أبواب رزقِكَ، وكن مناجيًا له، لا يملك تدبيرَ أمري ولا يفرِّج همي إلا أنتَ يا فتاحُ، فافتح لي ما أُغلِقَ، ويسِّر لي ما عَسُرَ، وسهِّل عليَّ ما صَعُبَ، فهو الفتَّاح لِمَا أُغلِقَ، من أبواب هداية ورزق وعلم وتيسير، وَادْعُهُ بإخلاص ويقين وثقة بأنه وحدَه هو الذي يفتح لكَ الرزقَ من حيث لا تحتسب، فلا تلجأ لأحد سواه، ولا تَثِقْ إلا في رحمته وفضله، وعليكَ بقِصَر الأمل، وقَطْع الأمانيِّ، وصَرْف الرجاء إلا فيه سبحانه.
Wed, 27 Apr 2022 - 29min - 149 - اسم الله الحفيظ2
من عجيب حفظ الله -تعالى- لعبده: أن يحفظه في ذريته من المكاره والأذى والشرور والردى، قال -تعالى- (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [النساء: 9]، وقد قص علينا ربنا خبر الغلامين اليتيمين الذين حفظ الله لهما كنزهما بسبب صلاح أبيهما.. قال سعيد بن المسيب لابنه ناصحا ومذكرا: "إني لأزيد في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك".
وقال الخليفة العادل في مملكته: عمر بن عبدالعزيز: "ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه".
وقال ابن المنكدر: "إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده، فما يزالون في حفظ الله وستره".
ومن حفظ الله في حال القوة والشباب حفظه ربه إذا كبر وشاب، أبو الطيب الطبري عالم عابد همام قد جاوز المائة عام متعه الله بالعقل والقوة وحسن القعود والقيام، فسُئل عن ذلك فقال: "هذا جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظهما الله -تعالى- علينا في الكبر، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64].
يا أهل الإيمان: إن أراد العبد حفظ الله فليحفظ حق الله وليحفظ أوامر الله، وليحفظ حدود الله.. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: "احفظ الله يحفظك" (أحمد والترمذي)، وأعظم ما يحفظ العبد من حق ربه هو تجريد التوحيد لرب العالمين فلا يشرك مع ربه أحدًا، ولا يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغيره -سبحانه- .. قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا".
Mon, 25 Apr 2022 - 29min - 148 - اسم الله الحفيظ1
من عجيب حفظ الله -تعالى- لعبده: أن يحفظه في ذريته من المكاره والأذى والشرور والردى، قال -تعالى- (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا) [النساء: 9]، وقد قص علينا ربنا خبر الغلامين اليتيمين الذين حفظ الله لهما كنزهما بسبب صلاح أبيهما.. قال سعيد بن المسيب لابنه ناصحا ومذكرا: "إني لأزيد في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك".
وقال الخليفة العادل في مملكته: عمر بن عبدالعزيز: "ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه".
وقال ابن المنكدر: "إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده، فما يزالون في حفظ الله وستره".
ومن حفظ الله في حال القوة والشباب حفظه ربه إذا كبر وشاب، أبو الطيب الطبري عالم عابد همام قد جاوز المائة عام متعه الله بالعقل والقوة وحسن القعود والقيام، فسُئل عن ذلك فقال: "هذا جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظهما الله -تعالى- علينا في الكبر، (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف: 64].
يا أهل الإيمان: إن أراد العبد حفظ الله فليحفظ حق الله وليحفظ أوامر الله، وليحفظ حدود الله.. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: "احفظ الله يحفظك" (أحمد والترمذي)، وأعظم ما يحفظ العبد من حق ربه هو تجريد التوحيد لرب العالمين فلا يشرك مع ربه أحدًا، ولا يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغيره -سبحانه- .. قال -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ بن جبل: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا".
Mon, 25 Apr 2022 - 29min - 147 - اسم الله الحميد2
إن الله سمى نفسه: الحميد، وهو مأخوذ من الحمد، والحمد نقيض الذم، وهو بمعنى الشكر والثناء, والمكافأة على العمل, فهو الحميد في أقواله وأفعاله، وفي شرعه وخلقه، وهُو المحمُود بكُل لسان، المعبود بكل آن، المستحق للحمد من كل إنسان. وإن لاسم الله الحميد معان عظيمة، ودلالات كبيرة تدور بين الفضل والشكر منها: أنه -سبحانه- الحميد الذي يوجه عباده إليه الحمد في السراء والضراء؛ لأنه أنعم عليهم واجتباهم، وأسكنهم رضوانه واصطفاهم، قال –تعالى- عنهم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) [فاطر:34]، وقال: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف:43]. ومن دلالاته: أنه لا ينبغي صرف الحمد إلا له، فهو من بسط لهم من فضله، وأغدق عليهم جزيل عطائه، فله جميع المحامد بأسرها؛ لأنه بدأ فأوجد، وخلق ورزق، وأنعم وأحسن، لا إله إلا هو، ولا رب سواه، كثرت مننه حتى فاتت العد, فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمد كله لا لغيره, كما أن المن منه لا من غيره. قال ابن القيم: وهو الحميد فكل حمد واقع *** أو كان مفروضًا مدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظـيره *** من غير ما عد ولا حسبــان هو أهله سبحانه وبحمده *** كل المحامد وصف ذي الإحسـان ومن دلالاته: أن يوفّق عباده للعمل برضاه، واختيار الطيب من القول والفعل، واتباع الطريق الذي اختاره لهم، قال -تعالى-: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج: 24].
Mon, 25 Apr 2022 - 28min - 146 - اسم الله الحميد1
إن الله سمى نفسه: الحميد، وهو مأخوذ من الحمد، والحمد نقيض الذم، وهو بمعنى الشكر والثناء, والمكافأة على العمل, فهو الحميد في أقواله وأفعاله، وفي شرعه وخلقه، وهُو المحمُود بكُل لسان، المعبود بكل آن، المستحق للحمد من كل إنسان. وإن لاسم الله الحميد معان عظيمة، ودلالات كبيرة تدور بين الفضل والشكر منها: أنه -سبحانه- الحميد الذي يوجه عباده إليه الحمد في السراء والضراء؛ لأنه أنعم عليهم واجتباهم، وأسكنهم رضوانه واصطفاهم، قال –تعالى- عنهم: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ) [فاطر:34]، وقال: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) [الأعراف:43]. ومن دلالاته: أنه لا ينبغي صرف الحمد إلا له، فهو من بسط لهم من فضله، وأغدق عليهم جزيل عطائه، فله جميع المحامد بأسرها؛ لأنه بدأ فأوجد، وخلق ورزق، وأنعم وأحسن، لا إله إلا هو، ولا رب سواه، كثرت مننه حتى فاتت العد, فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمد كله لا لغيره, كما أن المن منه لا من غيره. قال ابن القيم: وهو الحميد فكل حمد واقع *** أو كان مفروضًا مدى الأزمان ملأ الوجود جميعه ونظـيره *** من غير ما عد ولا حسبــان هو أهله سبحانه وبحمده *** كل المحامد وصف ذي الإحسـان ومن دلالاته: أن يوفّق عباده للعمل برضاه، واختيار الطيب من القول والفعل، واتباع الطريق الذي اختاره لهم، قال -تعالى-: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ) [الحج: 24].
Mon, 25 Apr 2022 - 29min - 145 - اسم الله الغفور2
يا عبد الله: مهما بلغت ذنوبك وخطاياك ومهما فاضت أوزارك ومعاصيك، ومهما فعلت وخطيت وجنيت، فإنك إن تبت تاب الله عليك، وإن استغفرت غفر الله لك، يروي أنس بن مالك أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله -تبارك وتعالى-: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة" (الترمذي). فلا تجعل الشيطان يحبسك في سجن ذنبك، ويُيئِّسك من مغفرة ربك كي لا تتوب وتستغفر، كلا بل أقبل؛ فـ(إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) [النجم:32]، هو -عز وجل- قد ناداك: لا تقنط ولا تيأس، قائلًا لي ولك: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53]. وإنك إن ندمت وقدمت إلى الله مستغفرًا متنصلًا، قَبِلك وأواك وغفر لك، فقد غفر لمن هم أعظم ذنبًا منك، فقد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله! ومن زعم أن المسيح هو ابن الله! ومن زعم أن عزيرًا ابن الله! ومن زعم أن الله فقير! ومن زعم أن يد الله مغلولة! ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة! فقال لهم جميعًا: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة:74].
Thu, 21 Apr 2022 - 26min - 144 - اسم الله الغفور1
يا عبد الله: مهما بلغت ذنوبك وخطاياك ومهما فاضت أوزارك ومعاصيك، ومهما فعلت وخطيت وجنيت، فإنك إن تبت تاب الله عليك، وإن استغفرت غفر الله لك، يروي أنس بن مالك أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله -تبارك وتعالى-: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة" (الترمذي).
فلا تجعل الشيطان يحبسك في سجن ذنبك، ويُيئِّسك من مغفرة ربك كي لا تتوب وتستغفر، كلا بل أقبل؛ فـ(إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) [النجم:32]، هو -عز وجل- قد ناداك: لا تقنط ولا تيأس، قائلًا لي ولك: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53].
وإنك إن ندمت وقدمت إلى الله مستغفرًا متنصلًا، قَبِلك وأواك وغفر لك، فقد غفر لمن هم أعظم ذنبًا منك، فقد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله! ومن زعم أن المسيح هو ابن الله! ومن زعم أن عزيرًا ابن الله! ومن زعم أن الله فقير! ومن زعم أن يد الله مغلولة! ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة! فقال لهم جميعًا: (أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [المائدة:74].
Thu, 21 Apr 2022 - 28min - 143 - اسم الله الحكيم2
وإن لله -تعالى- حِكَمَا فيما يجريه من أحوال الخلق، فما يقضي سبحانه من أمر إلا لحكمة، وإيماننا بأن الله حكيم يجعلنا نوقن بأن له الحكمةَ البالغة في أقداره وقضائه، إما في الحال أو في المآل، ولربما كره البعض بعض القدر، وتتجلى الأمور ويعلم حينها أن ما قدّره الله هو الخير، قال الله -تعالى-:(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:216]؛ فإنه –سبحانه- مَن يدري؟ فلعل وراء المكروه خيرا، ووراء المحبوب شرا، والعليم بالغايات البعيدة، المطلع على العواقب المستورة هو الذي يعلم وحده؛ ولأجل هذا فقد كان الأنبياء والصالحون يسلّمون لله في قضائه لعلمه بحكمته، ويتذكرون عند الملمّات اسم الحكيم، أولم يقل يعقوب حين علم بحجز ابنه الثاني: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:83]. قال ابن القيم: "فكم جنى أهل المعرفة بالله وأسمائه وصفاته ورسله من قصة يوسف من ثمرة، وكم استفادوا بها من علم وحكمة وتبصرة في حق يعقوب وحق يوسف وحق الإخوة وحق امرأة العزيز وحق أهل مصر وحق المؤمنين إلى يوم القيامة".
Wed, 20 Apr 2022 - 28min - 142 - اسم الله الحكيم1
وإن لله -تعالى- حِكَمَا فيما يجريه من أحوال الخلق، فما يقضي سبحانه من أمر إلا لحكمة، وإيماننا بأن الله حكيم يجعلنا نوقن بأن له الحكمةَ البالغة في أقداره وقضائه، إما في الحال أو في المآل، ولربما كره البعض بعض القدر، وتتجلى الأمور ويعلم حينها أن ما قدّره الله هو الخير، قال الله -تعالى-:(وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:216]؛ فإنه –سبحانه- مَن يدري؟ فلعل وراء المكروه خيرا، ووراء المحبوب شرا، والعليم بالغايات البعيدة، المطلع على العواقب المستورة هو الذي يعلم وحده؛ ولأجل هذا فقد كان الأنبياء والصالحون يسلّمون لله في قضائه لعلمه بحكمته، ويتذكرون عند الملمّات اسم الحكيم، أولم يقل يعقوب حين علم بحجز ابنه الثاني: (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:83].
قال ابن القيم: "فكم جنى أهل المعرفة بالله وأسمائه وصفاته ورسله من قصة يوسف من ثمرة، وكم استفادوا بها من علم وحكمة وتبصرة في حق يعقوب وحق يوسف وحق الإخوة وحق امرأة العزيز وحق أهل مصر وحق المؤمنين إلى يوم القيامة".
Wed, 20 Apr 2022 - 28min - 141 - اسم الله الودود2
إن أمنية كل إنسان في هذه الحياة أن يكون محبوبًا ممن حوله، غير منبوذ ولا مبغوض، ولا طريق لذلك أوثق ولا أتم ولا أسرع ولا أدوم من أن يتحبب العبد لربه -سبحانه وتعالى- فإذا أحبه الودود -عز وجل- حبب فيه أهل السماء وأهل الأرض، مصداق ذلك ما رواه أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تبارك وتعالى- إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض" (متفق عليه). وإنك -أيها المسلم- لن تجد عنتًا ولا صعوبة في أن يحبك الله؛ والسبب: أن الله هو الودود، وكفى. أيها المسلمون: إن الود هو خالص الحب وألطفه، والله -تعالى- هو الودود، فالود اسمه -تعالى- وفعله، والودود فعول بمعنى فاعل، فيكون معناه: الذي يود أهل طاعته ويحب الخير لجميع الخلق فيحسن إليهم ويثني عليهم ويتقرب إليهم بنصره ومعونته، فهو -تعالى- الـمُحِبُ لأنبيائه ورسله وأوليائه، المغدق عليهم من رحمته ومغفرته، القابل لتوبتهم، والمتقبل منهم أعمالهم الصالحة، والذي يرضى عنهم ويحبِّبهم إلى خلقه، فذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم:96]. ووده -تعالى- بإرادته الخير والإحسان إلى عباده، منزَّه عن ميل المودة ورقتها، فإن المودة لا تراد في حق من يُوَد إلا لثمرتها لا للرقة والميل، وهذا هو المتصور في حق الله -سبحانه وتعالى- دون ما يقارنها عند البشر من رقة وميل. أما المعنى الثاني لاسم الله الودود: فهو فعول بمعنى مفعول، فيكون معناه: المودود لكثرة إحسانه، المستحق لأن يوده خلقه فيعبدوه ويحمدوه، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة:165]، فهو -عز وجل- المحبوب من عباده الصالحين؛ لما عرفوا من كماله وجماله وجلاله وعظيم إحسانه وسابغ نعمه وأفضاله... قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بشكره والثناء عليه... والمعنى الثالث لاسم الله الودود: فهو الذي يزرع الود في القلوب ويؤلف بينها، ويصل المتقاطعين ويصلح بين المتخاصمين، ولا يقدر على ذلك إلا الله، قال -جلا وعلا-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:63]. وزرع -تبارك وتعالى- المودة بين الزوجين: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21]. وألف بين قلوب الأوس والخزرج بعد عداوة وحروب دامت بينهم مائة وعشرين سنة، قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103].
Mon, 18 Apr 2022 - 28min - 140 - اسم الله الودود1
إن أمنية كل إنسان في هذه الحياة أن يكون محبوبًا ممن حوله، غير منبوذ ولا مبغوض، ولا طريق لذلك أوثق ولا أتم ولا أسرع ولا أدوم من أن يتحبب العبد لربه -سبحانه وتعالى- فإذا أحبه الودود -عز وجل- حبب فيه أهل السماء وأهل الأرض، مصداق ذلك ما رواه أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله -تبارك وتعالى- إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في أهل الأرض" (متفق عليه).
وإنك -أيها المسلم- لن تجد عنتًا ولا صعوبة في أن يحبك الله؛ والسبب: أن الله هو الودود، وكفى.
أيها المسلمون: إن الود هو خالص الحب وألطفه، والله -تعالى- هو الودود، فالود اسمه -تعالى- وفعله، والودود فعول بمعنى فاعل، فيكون معناه: الذي يود أهل طاعته ويحب الخير لجميع الخلق فيحسن إليهم ويثني عليهم ويتقرب إليهم بنصره ومعونته، فهو -تعالى- الـمُحِبُ لأنبيائه ورسله وأوليائه، المغدق عليهم من رحمته ومغفرته، القابل لتوبتهم، والمتقبل منهم أعمالهم الصالحة، والذي يرضى عنهم ويحبِّبهم إلى خلقه، فذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم:96].
ووده -تعالى- بإرادته الخير والإحسان إلى عباده، منزَّه عن ميل المودة ورقتها، فإن المودة لا تراد في حق من يُوَد إلا لثمرتها لا للرقة والميل، وهذا هو المتصور في حق الله -سبحانه وتعالى- دون ما يقارنها عند البشر من رقة وميل.
أما المعنى الثاني لاسم الله الودود: فهو فعول بمعنى مفعول، فيكون معناه: المودود لكثرة إحسانه، المستحق لأن يوده خلقه فيعبدوه ويحمدوه، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة:165]، فهو -عز وجل- المحبوب من عباده الصالحين؛ لما عرفوا من كماله وجماله وجلاله وعظيم إحسانه وسابغ نعمه وأفضاله... قد امتلأت قلوبهم من محبته، ولهجت ألسنتهم بشكره والثناء عليه...
والمعنى الثالث لاسم الله الودود: فهو الذي يزرع الود في القلوب ويؤلف بينها، ويصل المتقاطعين ويصلح بين المتخاصمين، ولا يقدر على ذلك إلا الله، قال -جلا وعلا-: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ) [الأنفال:63].
وزرع -تبارك وتعالى- المودة بين الزوجين: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم:21].
وألف بين قلوب الأوس والخزرج بعد عداوة وحروب دامت بينهم مائة وعشرين سنة، قال -تعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا) [آل عمران:103].
Mon, 18 Apr 2022 - 28min - 139 - اسم الله الولي2
إن ولاية الله لخلقه تشمل جميع الخلق في الأرض وفي السماء، برهم وفاجرهم، المسلم منهم والكافر، وإن ولايته سبحانه تنقسم إلى قسمين: ولاية عامة: تقتضي الخلق والرزق والإحاطة، ومنها قوله تعالى: (ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) [الأنعام:62]. وولاية خاصة: تقتضي الهداية والتوفيق، قال سبحانه: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ) [البقرة:257] ، وتقتضي النصرة والتأييد كما في قوله تعالى: (بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) [آل عمران:150]، وتقتضي المحبة، قال عز من قائل: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف:196]، وتؤدي كذلك الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس:62] . وانظروا -رحمكم الله- إلى ولاية الله لعبده في أدق معانيها: تولى الله أمر سيدنا يوسف، فأحوج القافلة للماء في الصحراء ليذهبوا إلى البئر، ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبنى سيدنا يوسف، ثم أحوج الملك للرؤيا وتفسيرها ليخرجه من السجن، ثم أحوج مصر بأكملها للطعام ليكون عزيز مصر، كل هذا من أجل عبده الذي تولى أمره، انظر إلى آخر سورة يوسف: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101]، أتمم ولايتك علىَّ في القبر وتوفني مسلماً وأدخلني الجنة كما توليت أمري طوال حياتي.
Mon, 18 Apr 2022 - 27min - 138 - اسم الله الولي1
إن ولاية الله لخلقه تشمل جميع الخلق في الأرض وفي السماء، برهم وفاجرهم، المسلم منهم والكافر، وإن ولايته سبحانه تنقسم إلى قسمين: ولاية عامة: تقتضي الخلق والرزق والإحاطة، ومنها قوله تعالى: (ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ) [الأنعام:62]. وولاية خاصة: تقتضي الهداية والتوفيق، قال سبحانه: (اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ) [البقرة:257] ، وتقتضي النصرة والتأييد كما في قوله تعالى: (بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) [آل عمران:150]، وتقتضي المحبة، قال عز من قائل: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) [الأعراف:196]، وتؤدي كذلك الاطمئنان والسعادة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس:62] . وانظروا -رحمكم الله- إلى ولاية الله لعبده في أدق معانيها: تولى الله أمر سيدنا يوسف، فأحوج القافلة للماء في الصحراء ليذهبوا إلى البئر، ثم أحوج عزيز مصر للأولاد ليتبنى سيدنا يوسف، ثم أحوج الملك للرؤيا وتفسيرها ليخرجه من السجن، ثم أحوج مصر بأكملها للطعام ليكون عزيز مصر، كل هذا من أجل عبده الذي تولى أمره، انظر إلى آخر سورة يوسف: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101]، أتمم ولايتك علىَّ في القبر وتوفني مسلماً وأدخلني الجنة كما توليت أمري طوال حياتي.
Mon, 18 Apr 2022 - 27min - 137 - اسم الله المجيب2
مجيب السائلين حملت ذنبي *** وسرت على الطريق إلى حماكا ورحت أدق بابك مستجيرًا *** ومعتذرًا... ومنتظرًا رضاكا دعوتك يا مفرج كل كرب *** ولست ترد مكروبًا دعاكا وتبت إليك توبة من تراه *** غريقًا في الدموع ولا يراك
Sun, 17 Apr 2022 - 28min - 136 - اسم الله المجيب1Sun, 17 Apr 2022 - 28min
- 135 - اسم الله الغني2
الغني سبحانه-: الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، وغناه من لوازم ذاته. والغني -سبحانه- هو البر الجواد المحسن الذي لا تستغني عنه المخلوقات بأسرها في أي حال من أحوالها، فهي مفتقرة إليه في إيجادها، وفي بقائها، وفي كل ما تحتاجه أو تضطر إليه. وَهْوَ الْغَنِيْ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالَى شَأْنُهُ وَكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَلَيْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ أيها المؤمنون: وإن لغنى الله -عز وجل- مظاهر عديدة, منها: أنه لم يتخذ صاحبة، ولا ولداً، ولا شريكا في الملك، فهو الغني الذي كمل بنعوته وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه -سبحانه-, تنزه عن النقائص والعيوب، فمن نسب إليه تعالى نقصاً فقد نسب إليه ما ينافي غناه، قال تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [يونس: 68]. ومن مظاهر غناه تعالى: أن خزائن السماوات والأرض والرحمة بيده، وأن جوده على خلقه متواصل في جميع اللحظات والأوقات, يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه وما لم يسألوه, وما ينقص من ملكه مثقال ذرة. روى مسلم من حديث أبي ذر -رضِي الله عنْه- أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال الله -عز وجل-: "لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر". ومن مظاهر غناه تعالى: أنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً، ولو كفروا جميعاً لم ينقص ذلك من ملكه شيئاً، قال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) [إبراهيم: 8]. وفي الحديث القدسيّ يقول الله تعالى: "يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً"، وقال: "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني"
Sat, 16 Apr 2022 - 27min - 134 - اسم الله الغني1
الغني سبحانه-: الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه من الوجوه، وغناه من لوازم ذاته. والغني -سبحانه- هو البر الجواد المحسن الذي لا تستغني عنه المخلوقات بأسرها في أي حال من أحوالها، فهي مفتقرة إليه في إيجادها، وفي بقائها، وفي كل ما تحتاجه أو تضطر إليه.
وَهْوَ الْغَنِيْ بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ *** جَلَّ ثَنَاؤُهُ تَعَالَى شَأْنُهُ
وَكُلُّ شَيْءٍ رِزْقُهُ عَلَيْهِ *** وَكُلُّنَا مُفْتَقِرٌ إِلَيْهِ
أيها المؤمنون: وإن لغنى الله -عز وجل- مظاهر عديدة, منها: أنه لم يتخذ صاحبة، ولا ولداً، ولا شريكا في الملك، فهو الغني الذي كمل بنعوته وأوصافه، المغني لجميع مخلوقاته الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه -سبحانه-, تنزه عن النقائص والعيوب، فمن نسب إليه تعالى نقصاً فقد نسب إليه ما ينافي غناه، قال تعالى: (قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) [يونس: 68].
ومن مظاهر غناه تعالى: أن خزائن السماوات والأرض والرحمة بيده، وأن جوده على خلقه متواصل في جميع اللحظات والأوقات, يأمر عباده بدعائه، ويعدهم بإجابة دعواتهم بجميع مراداتهم، ويؤتيهم من فضله ما سألوه وما لم يسألوه, وما ينقص من ملكه مثقال ذرة. روى مسلم من حديث أبي ذر -رضِي الله عنْه- أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال الله -عز وجل-: "لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيدٍ واحدٍ وسألوني فأعطيت كل إنسانٍ مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر".
ومن مظاهر غناه تعالى: أنه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، فلو آمن أهل الأرض كلهم جميعاً ما زاد ذلك في ملكه شيئاً، ولو كفروا جميعاً لم ينقص ذلك من ملكه شيئاً، قال تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ) [إبراهيم: 8]. وفي الحديث القدسيّ يقول الله تعالى: "يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنَّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً"، وقال: "يا عبادي! إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضري فتضروني"
Sat, 16 Apr 2022 - 28min - 133 - اسم الله الصمد2
ن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ المُشْرِكِينَ قَالُوا لرَسُولِ الله: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ. فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: (قُلْ هُوَ الله أحَدٌ * الله الصَّمَدُ)، فَالصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إلاّ سَيَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إلاّ سَيُورَثُ، وإنَّ الله -عز وجلّ- لاَ يَمُوتُ ولاَ يُورَثُ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ)، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلاَ عِدْلٌ ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ" (رواه الترمذي). وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإِذَا قالُوا ذَلِكَ فقُولُوا: الله أَحَدٌ، الله الصَّمَدُ، لَمْ يلِدِ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَم يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ، ثُمَّ لْيَتْفُلْ عن يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيْطَانِ" (صححه الألباني) ، وسَمِعَ النَّبِيُّ رَجُلاً يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" (صححه الألباني). قال الشنقيطي -رحمه الله-: "قال بعض العلماء: (الصَّمَدُ) السيد الذي يُلْجَأ إليه عند الشدائد والحوائج. وقال بعضهم: هو السيد الذي تكامل سؤدده وشرفه وعظمته، وعلمه وحكمته، وقال بعضهم: (الصَّمَدُ) هو الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وعليه؛ فما بعده تفسيرٌ له. وقال بعضهم: هو الباقي بعد فناء خلقه...". وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الصمد الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته... وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل، وورد أيضًا في تفسيرها أن الصمد هو الذي تَصْمُد إليه الخلائق في حوائجها، يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته". فالصمد السيِّد المقصود الذي لا يُقضى أمر إلا بإذنه, والله -سبحانه- هو السيد الذي لا سيد غيره، فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد, وهو المقصود وحده بالحاجات، المجيب وحده لأصحاب الحاجات, وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه، ولا يقضي أحد معه. والصَّمَدُ -سبحانه- هو الغني بذاته والكل مفتقر إليه، وما من حي ولا ميت إلا وهم مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويشكونه فاقتهم؛ لأنه الكامل في أوصافه، وهو السيد الذي كمل سؤدده، العليم الذي كمل في علمه، الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء، الحليم الذي كمُل في حلمه، الحكيم الذي كمل في حكمته، الجواد الذي كمل جوده، وهكذا سائر أوصافه.
Sat, 16 Apr 2022 - 28min - 132 - اسم الله الصمد1
عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ -رضي الله عنه- أَنَّ المُشْرِكِينَ قَالُوا لرَسُولِ الله: انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ. فَأَنْزَلَ الله تَعَالَى: (قُلْ هُوَ الله أحَدٌ * الله الصَّمَدُ)، فَالصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُولَدُ إلاّ سَيَمُوتُ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إلاّ سَيُورَثُ، وإنَّ الله -عز وجلّ- لاَ يَمُوتُ ولاَ يُورَثُ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ)، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ وَلاَ عِدْلٌ ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ" (رواه الترمذي). وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك الناس أن يتساءلوا بينهم حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله؟ فإِذَا قالُوا ذَلِكَ فقُولُوا: الله أَحَدٌ، الله الصَّمَدُ، لَمْ يلِدِ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَم يَكُنْ لَهُ كُفْوًا أَحَدٌ، ثُمَّ لْيَتْفُلْ عن يَسَارِهِ ثَلاَثًا، وَلْيَسْتَعِذْ مِنَ الشَّيْطَانِ" (صححه الألباني) ، وسَمِعَ النَّبِيُّ رَجُلاً يَقُولُ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" (صححه الألباني). قال الشنقيطي -رحمه الله-: "قال بعض العلماء: (الصَّمَدُ) السيد الذي يُلْجَأ إليه عند الشدائد والحوائج. وقال بعضهم: هو السيد الذي تكامل سؤدده وشرفه وعظمته، وعلمه وحكمته، وقال بعضهم: (الصَّمَدُ) هو الذي (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)، وعليه؛ فما بعده تفسيرٌ له. وقال بعضهم: هو الباقي بعد فناء خلقه...". وقال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-: "الصمد الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته... وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل، وورد أيضًا في تفسيرها أن الصمد هو الذي تَصْمُد إليه الخلائق في حوائجها، يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه، وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته". فالصمد السيِّد المقصود الذي لا يُقضى أمر إلا بإذنه, والله -سبحانه- هو السيد الذي لا سيد غيره، فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد, وهو المقصود وحده بالحاجات، المجيب وحده لأصحاب الحاجات, وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه، ولا يقضي أحد معه. والصَّمَدُ -سبحانه- هو الغني بذاته والكل مفتقر إليه، وما من حي ولا ميت إلا وهم مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم، ويشكونه فاقتهم؛ لأنه الكامل في أوصافه، وهو السيد الذي كمل سؤدده، العليم الذي كمل في علمه، الرحيم الذي كمل في رحمته الذي وسعت رحمته كل شيء، الحليم الذي كمُل في حلمه، الحكيم الذي كمل في حكمته، الجواد الذي كمل جوده، وهكذا سائر أوصافه.
Sat, 16 Apr 2022 - 28min - 131 - اسم الله التواب2
إن العبد إذا تعرَّف على اسم الله التواب وعاش في ظلاله انهمرت عليه من المعاني والبركات والنفحات ما أفعم قلبه وألجم لسانه وهذَّب جوارحه، ومن تلك الفيوضات التي ينتفع بها العبد من معايشته لاسم الله التواب ما يلي: أولًا: ألا يقع العبد في سجن ذنبه: فإن الشيطان -دائمًا أبدًا- يجهد ويكد ليصنع من ذنوب العبد سجنًا له يحبسه فيه عن ربه؛ فيُيَئِّسه من رحمة ربه، ويوسوس له فيقول: "إن ذنبك أعظم من أن يُغفر، كيف تُقبل على الله وقد اقترفت وارتكبت كذا وكذا"، فلا يزال العبد -إن طاوع شيطانه- حبيسًا في سجن ذنبه لا يبارحه، لكنه إن علم وأدرك سعة توبة الله وأنه -عز وجل- قد سمى نفسه "التواب" ليتوب عليه وعلى أمثاله من المذنبين نفض وسوسة الشيطان عنه وهرع نادمًا تائبًا راجعًا إلى ربه مقبلًا عليه. ثانيًا: شدة اللجوء إلى الله -تعالى- والتعلق به: فما دام الإنسان يعلم أنه بأصل خلقته ضعيف لا مهرب له من الوقوع في الذنوب؛ كما قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (الترمذي)، أدرك إنه في حاجة ماسة إلى توبة "التواب" -سبحانه- ليغسله من ذنوبه كلما غلبته نفسه وارتكس في وحل الخطيئة، فيلجأ إلى التواب -عز وجل- ليخرجه من ظلمات الذنوب إلى فجر التوبة وضيائها. ثالثًا: تنقية توحيد العبد لربه وتخليصه من الشوائب: إن المسلم إذا قارف ذنبًا وأحس به كجبل يوشك أن يسقط عليه وضاقت عليه الدنيا بما رحبت وضاقت عليه نفسه، بحث عن الخلاص مما هو فيه من ذنب هو بريد جهنم، فلا يجد عند أحد دواءً ولا شفاءً من ذنبه ذلك إلا عند التواب وحده لا شريك له، وعندها يتعلم أنه لا يغفر الذنوب ولا يتوب على المذنبين إلا التواب -عز وجل-، وأن سواه لا يملك من شأن التوبة والغفران شيئًا، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) [آل عمران: 135]، وما تاب التواب على الذين خلفوا إلا حين أدركوا (وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ) [التوبة: 118]، وقد علَّمنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- في سيد الاستغفار أن نقول: "فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
Sat, 16 Apr 2022 - 28min - 130 - اسم الله التواب1
إن العبد إذا تعرَّف على اسم الله التواب وعاش في ظلاله انهمرت عليه من المعاني والبركات والنفحات ما أفعم قلبه وألجم لسانه وهذَّب جوارحه، ومن تلك الفيوضات التي ينتفع بها العبد من معايشته لاسم الله التواب ما يلي:
أولًا: ألا يقع العبد في سجن ذنبه: فإن الشيطان -دائمًا أبدًا- يجهد ويكد ليصنع من ذنوب العبد سجنًا له يحبسه فيه عن ربه؛ فيُيَئِّسه من رحمة ربه، ويوسوس له فيقول: "إن ذنبك أعظم من أن يُغفر، كيف تُقبل على الله وقد اقترفت وارتكبت كذا وكذا"، فلا يزال العبد -إن طاوع شيطانه- حبيسًا في سجن ذنبه لا يبارحه، لكنه إن علم وأدرك سعة توبة الله وأنه -عز وجل- قد سمى نفسه "التواب" ليتوب عليه وعلى أمثاله من المذنبين نفض وسوسة الشيطان عنه وهرع نادمًا تائبًا راجعًا إلى ربه مقبلًا عليه.
ثانيًا: شدة اللجوء إلى الله -تعالى- والتعلق به: فما دام الإنسان يعلم أنه بأصل خلقته ضعيف لا مهرب له من الوقوع في الذنوب؛ كما قالها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (الترمذي)، أدرك إنه في حاجة ماسة إلى توبة "التواب" -سبحانه- ليغسله من ذنوبه كلما غلبته نفسه وارتكس في وحل الخطيئة، فيلجأ إلى التواب -عز وجل- ليخرجه من ظلمات الذنوب إلى فجر التوبة وضيائها.
ثالثًا: تنقية توحيد العبد لربه وتخليصه من الشوائب: إن المسلم إذا قارف ذنبًا وأحس به كجبل يوشك أن يسقط عليه وضاقت عليه الدنيا بما رحبت وضاقت عليه نفسه، بحث عن الخلاص مما هو فيه من ذنب هو بريد جهنم، فلا يجد عند أحد دواءً ولا شفاءً من ذنبه ذلك إلا عند التواب وحده لا شريك له، وعندها يتعلم أنه لا يغفر الذنوب ولا يتوب على المذنبين إلا التواب -عز وجل-، وأن سواه لا يملك من شأن التوبة والغفران شيئًا، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) [آل عمران: 135]، وما تاب التواب على الذين خلفوا إلا حين أدركوا (وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ) [التوبة: 118]، وقد علَّمنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- في سيد الاستغفار أن نقول: "فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
Sat, 16 Apr 2022 - 28min - 129 - اسم الله الحليم2
حلم الله سبحانه وتعالى له صور ومظاهر يدركها المتأمل، ومن ذلك: إمهال العصاة، فهو يشاهد معصية العصاة، ويرى مخالفة الأمر، ثم لا يستفزه غضبٌ، لم يعاجل الكفار بعذابٍ يستأصلهم، بل أمهلهم وتركهم، وهذا من صفات كماله. فحِلْمُه -سبحانه- عليهم ليس لعجزه عنهم، بل إنه -سبحانه- يستر ويغفر، يمهل عباده الطائعين ليزدادوا من الخير والثواب، ويمهل العاصين لعلهم يرجعون إلى الطاعة والصواب، ولو أنه عجّل لعباده الجزاء ما نجا أحد من العقاب، فسبحان الحليم الغفور, (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61]. وإمهال الحليم -سبحانه- للعصاة في الدنيا فيه حِكَم بالغة؛ فلعل الله يُخرِج من ظهور هؤلاء مَنْ يؤمن به، ومَنْ يحمل راية الدين ويدافع عنه، وقد حدث هذا كثيرًا في تاريخ الإسلام، فمِنْ ظَهْر أبي جهل جاء عكرمة، وأمهل الله خالد بن الوليد، فكان أعظمَ قائد في الإسلام. ومن صور حلمه: أن يُدرّ على خلقه صنوف النعم الظاهرة والباطنة، فالله الكريم الحليم يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويقيته وهو منهمك في معاصيه، قال تعالى: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء: 20]، كما أن حِلْمَه -سبحانه- ليس لحاجته إليهم، بل يحلم عنهم، ويصفح ويغفر مع استغنائه عنهم، قال تعالى: (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ) [محمد:38]. ومن صور حلم الله وعفوه -سبحانه-: أنه لا يؤاخذ عباده بلغوِ اليمين، الذي كثيرًا ما يقع فيه المسلم، قال الحليم -سبحانه-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [البقرة: 225]. ومن صور حلمه: استقرار الحياة رغم كثرة المعاصي والفساد, قال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]؛ فلولا حلم الله عن الجناة، لما استقرت البحار والسماوات والأرض لغضبهما وحنَقهما على العصاة، لما يحصل من شدة الكفر وعظيم الجرائم، قال تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) [مريم: 88 - 91]. فسبحان الحليم الذي (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
Fri, 15 Apr 2022 - 28min - 128 - اسم الله الحليم1
حلم الله سبحانه وتعالى له صور ومظاهر يدركها المتأمل، ومن ذلك:
إمهال العصاة، فهو يشاهد معصية العصاة، ويرى مخالفة الأمر، ثم لا يستفزه غضبٌ، لم يعاجل الكفار بعذابٍ يستأصلهم، بل أمهلهم وتركهم، وهذا من صفات كماله.
فحِلْمُه -سبحانه- عليهم ليس لعجزه عنهم، بل إنه -سبحانه- يستر ويغفر، يمهل عباده الطائعين ليزدادوا من الخير والثواب، ويمهل العاصين لعلهم يرجعون إلى الطاعة والصواب، ولو أنه عجّل لعباده الجزاء ما نجا أحد من العقاب، فسبحان الحليم الغفور, (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61].
وإمهال الحليم -سبحانه- للعصاة في الدنيا فيه حِكَم بالغة؛ فلعل الله يُخرِج من ظهور هؤلاء مَنْ يؤمن به، ومَنْ يحمل راية الدين ويدافع عنه، وقد حدث هذا كثيرًا في تاريخ الإسلام، فمِنْ ظَهْر أبي جهل جاء عكرمة، وأمهل الله خالد بن الوليد، فكان أعظمَ قائد في الإسلام.
ومن صور حلمه: أن يُدرّ على خلقه صنوف النعم الظاهرة والباطنة، فالله الكريم الحليم يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويقيته وهو منهمك في معاصيه، قال تعالى: (كُلاً نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا) [الإسراء: 20]، كما أن حِلْمَه -سبحانه- ليس لحاجته إليهم، بل يحلم عنهم، ويصفح ويغفر مع استغنائه عنهم، قال تعالى: (وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ) [محمد:38].
ومن صور حلم الله وعفوه -سبحانه-: أنه لا يؤاخذ عباده بلغوِ اليمين، الذي كثيرًا ما يقع فيه المسلم، قال الحليم -سبحانه-: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [البقرة: 225].
ومن صور حلمه: استقرار الحياة رغم كثرة المعاصي والفساد, قال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [فاطر: 41]؛ فلولا حلم الله عن الجناة، لما استقرت البحار والسماوات والأرض لغضبهما وحنَقهما على العصاة، لما يحصل من شدة الكفر وعظيم الجرائم، قال تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا) [مريم: 88 - 91].
فسبحان الحليم الذي (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
Fri, 15 Apr 2022 - 29min - 127 - اسم الله الشكور2
يقول ابن القيم عن الشكور -سبحانه وتعالى-: "فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة؛ فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بقوله بأن يثنى عليه بين ملائكته وفى ملأه الأعلى ويلقى له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله؛ فإذا ترك له شيئًا أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئًا رده عليه أضعافًا مضاعفة، وهو الذى وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك" (عدة الصابرين)، ويقول في النونية: وهو الشكور فلن يضيع سعيهم *** لكــــن يــضــاعــفــه بـــلا حــــســـــبــان ما للـــعبــــاد عــــلــيــه حـــــق واجـــب *** هو أوجب الأجر العظيم الشأن كــــلا ولا عــــمـــل لــديــه ضــــائـــع *** إن كان بالإخلاص والإحسـان إن عـــذبـوا فــبــعـدلـه أو نـعــمـوا *** فبفـضـلــه والـحـمــد للمنــان والشكور صيغة مبالغة من الشاكر؛ فإن كان معنى الشاكر: الذي يجازي العباد على أعمالهم ويزيدهم من فضله، فإن معنى الشكور: الكثير الشكر لعباده، الذي يجزي بالقليل كثيرًا وبالزهيد عظيمًا.
Thu, 14 Apr 2022 - 28min - 126 - اسم الله الشكور1
يقول ابن القيم عن الشكور -سبحانه وتعالى-: "فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة؛ فإنه يعطي العبد ويوفقه لما يشكره عليه، ويشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بقوله بأن يثنى عليه بين ملائكته وفى ملأه الأعلى ويلقى له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله؛ فإذا ترك له شيئًا أعطاه أفضل منه، وإذا بذل له شيئًا رده عليه أضعافًا مضاعفة، وهو الذى وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك" (عدة الصابرين)، ويقول في النونية:
وهو الشكور فلن يضيع سعيهم *** لكــــن يــضــاعــفــه بـــلا حــــســـــبــان
ما للـــعبــــاد عــــلــيــه حـــــق واجـــب *** هو أوجب الأجر العظيم الشأن
كــــلا ولا عــــمـــل لــديــه ضــــائـــع *** إن كان بالإخلاص والإحسـان
إن عـــذبـوا فــبــعـدلـه أو نـعــمـوا *** فبفـضـلــه والـحـمــد للمنــان
والشكور صيغة مبالغة من الشاكر؛ فإن كان معنى الشاكر: الذي يجازي العباد على أعمالهم ويزيدهم من فضله، فإن معنى الشكور: الكثير الشكر لعباده، الذي يجزي بالقليل كثيرًا وبالزهيد عظيمًا.
Thu, 14 Apr 2022 - 29min - 125 - اسم الله المتين2
عِبَادَ اللهِ: إِنَّكَ حِينَمَا تَتَأَمَّلُ فِي اسْمِ الْمَتِينِ، وَتَتَدَبَّرُهُ، تَشْعُرُ بِعَظَمَةِ اللهِ، وَقُوَّتِهِ، وَبِحُسْنِ الْمَلَاذِ إِلَيْهِ، وَاللُّجُوءِ إِلَيْهِ، فَأَنْتَ تَبُثُّ شَكْوَاكَ لِمَتِينٍ؛ فَاللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قُوَّتُهُ مُتَمَاسِكَةٌ، لَيْسَ لِلنَّقْصِ فِيهَا مَجَالٌ؛ فَهُوَ الْمَتِينُ الَّذِي فَاقَ بِقُوَّتِهِ قُوَّةَ الْآخَرِينَ وَلَوِ اجْتَمَعَتْ، وَالْمَتِينُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا؛ فَهُوَ فِي إِحْقَاقِ الْحَقِّ لَا يَلِينُ، وَفِي إِرْهَاقِهِ وَإزْهَاقِهِ الْبَاطِلَ لَا يَلِينُ، وَفِي هَيْمَنَتِهِ لَا يَلِينُ، وَلِأَنَّ اللهَ هُوَ الْمَتِينُ فَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، وَلِأَنَّهُ وَحْدَهُ الْمَتِينُ جَعَلَ لِكُلِّ قُوَّةٍ بَعْدَ قُوَّتِهِ ضَعْفًا، وَلِكُلِّ قُوَّةٍ مَهْمَا طَالَتْ زَوَالًا، وَلِكُلِّ قُوَّةٍ مَهْمَا طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ هَزِيمَةً وَخُسْرَانًا. عِبَادَ اللهِ: سَادَتِ الْعَالَمَ إِمْبِرَاطُورِيَّاتٌ ظَنَّهَا النَّاسُ بِمَتَانَةٍ؛ لَكِنَّ سُرْعَانَ مَا زَالَتْ، وَأَصْبَحَتْ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ، وَحَدَثًا عَابِرًا، وَلَوْ لَمْ يُدَوِّنْهُ التَّارِيخُ مَا عَلِمَ عَنْهَا أَحَدٌ، وَكَانَ يَظُنُّ مَن عَاشَ أَوْجَ مَجْدِهَا أَنَّهَا لَنْ تَزُولَ أَوْ تَنْهَارَ، أَوْ يُصِيبَهَا الضَّعْفُ وَالانْكِسَارُ! فَكُلُّ مَخْلُوقٍ مَهْمَا قَوِيَ يَضْعُفُ، وَكُلُّ قَوِيٍّ مَهْمَا اشْتَدَّتْ قُوَّتُهُ يَنْهَارُ، إِلَّا الْقَوِيَّ الْمَتِينَ الْجَبَّارَ، فَاللهُ هُوَ الْمَتِينُ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، ذَو الْبَأْسِ الشَّدِيدِ، وَلِأَنَّهُ الْمَتِينُ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، فَجَعَلَ حِرَاسَةَ السَّمَاءِ شَدِيدَةً؛ حَيْثُ مُلِئَتْ حَرَسًا وَشُهُبًا، وَاللهُ هُوَ الْمَتِينُ، فَقَامَتْ بِأَمْرِهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ. عِبَادَ اللهِ: وَلِأَنَّهُ الْمَتِينُ خَافَتْهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ خَوْفًا شَدِيدًا، وَخَضَعَتْ لِأَمْرِهِ الْجِبَالُ، وَالشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَاللهُ هُوَ الْمَتِينُ؛ فَهُوَ مُحِيطٌ بِكُلِّ الْمَعَارِفِ وَالْمَعْلُومَاتِ، وَيَقْهَرُ وَلَا يُقْهَرُ، وَيَغْلِبُ وَلَا يُغْلَبُ؛ فَتَبَارَكَ اللهُ الْمَتِينُ بِقُوَّتِهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَعَظَمَتِهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْقَوِيُّ الْمَتيِنُ.
Wed, 13 Apr 2022 - 28min - 124 - اسم الله المتين1
عِبَادَ اللهِ: إِنَّكَ حِينَمَا تَتَأَمَّلُ فِي اسْمِ الْمَتِينِ، وَتَتَدَبَّرُهُ، تَشْعُرُ بِعَظَمَةِ اللهِ، وَقُوَّتِهِ، وَبِحُسْنِ الْمَلَاذِ إِلَيْهِ، وَاللُّجُوءِ إِلَيْهِ، فَأَنْتَ تَبُثُّ شَكْوَاكَ لِمَتِينٍ؛ فَاللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قُوَّتُهُ مُتَمَاسِكَةٌ، لَيْسَ لِلنَّقْصِ فِيهَا مَجَالٌ؛ فَهُوَ الْمَتِينُ الَّذِي فَاقَ بِقُوَّتِهِ قُوَّةَ الْآخَرِينَ وَلَوِ اجْتَمَعَتْ، وَالْمَتِينُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ضَعِيفًا؛ فَهُوَ فِي إِحْقَاقِ الْحَقِّ لَا يَلِينُ، وَفِي إِرْهَاقِهِ وَإزْهَاقِهِ الْبَاطِلَ لَا يَلِينُ، وَفِي هَيْمَنَتِهِ لَا يَلِينُ، وَلِأَنَّ اللهَ هُوَ الْمَتِينُ فَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، وَلِأَنَّهُ وَحْدَهُ الْمَتِينُ جَعَلَ لِكُلِّ قُوَّةٍ بَعْدَ قُوَّتِهِ ضَعْفًا، وَلِكُلِّ قُوَّةٍ مَهْمَا طَالَتْ زَوَالًا، وَلِكُلِّ قُوَّةٍ مَهْمَا طَغَتْ وَتَجَبَّرَتْ هَزِيمَةً وَخُسْرَانًا.
عِبَادَ اللهِ: سَادَتِ الْعَالَمَ إِمْبِرَاطُورِيَّاتٌ ظَنَّهَا النَّاسُ بِمَتَانَةٍ؛ لَكِنَّ سُرْعَانَ مَا زَالَتْ، وَأَصْبَحَتْ أَثَرًا بَعْدَ عَيْنٍ، وَحَدَثًا عَابِرًا، وَلَوْ لَمْ يُدَوِّنْهُ التَّارِيخُ مَا عَلِمَ عَنْهَا أَحَدٌ، وَكَانَ يَظُنُّ مَن عَاشَ أَوْجَ مَجْدِهَا أَنَّهَا لَنْ تَزُولَ أَوْ تَنْهَارَ، أَوْ يُصِيبَهَا الضَّعْفُ وَالانْكِسَارُ! فَكُلُّ مَخْلُوقٍ مَهْمَا قَوِيَ يَضْعُفُ، وَكُلُّ قَوِيٍّ مَهْمَا اشْتَدَّتْ قُوَّتُهُ يَنْهَارُ، إِلَّا الْقَوِيَّ الْمَتِينَ الْجَبَّارَ، فَاللهُ هُوَ الْمَتِينُ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ، ذَو الْبَأْسِ الشَّدِيدِ، وَلِأَنَّهُ الْمَتِينُ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، فَجَعَلَ حِرَاسَةَ السَّمَاءِ شَدِيدَةً؛ حَيْثُ مُلِئَتْ حَرَسًا وَشُهُبًا، وَاللهُ هُوَ الْمَتِينُ، فَقَامَتْ بِأَمْرِهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ.
عِبَادَ اللهِ: وَلِأَنَّهُ الْمَتِينُ خَافَتْهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ خَوْفًا شَدِيدًا، وَخَضَعَتْ لِأَمْرِهِ الْجِبَالُ، وَالشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ، وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَاللهُ هُوَ الْمَتِينُ؛ فَهُوَ مُحِيطٌ بِكُلِّ الْمَعَارِفِ وَالْمَعْلُومَاتِ، وَيَقْهَرُ وَلَا يُقْهَرُ، وَيَغْلِبُ وَلَا يُغْلَبُ؛ فَتَبَارَكَ اللهُ الْمَتِينُ بِقُوَّتِهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَعَظَمَتِهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْقَوِيُّ الْمَتيِنُ.
Wed, 13 Apr 2022 - 27min - 123 - اسم الله القوي2
الله جلّ جلاله هو " القوي " بل هو " القوي " وحده ، ولا قوي سواه ، وكل قوة في الأرض مستمدة من قوة الله ، كل قوة في الأرض في الذوات والأشياء مستمدة من قوة الله تعالى ، تأييداً للمؤمنين ، أو استدراجاً لغير المؤمنين ، أو تسخيراً للجمادات ، لحكمة بالغةٍ بالغة عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها ، الآية الدقيقة أيها الأخوة ، يحتاجها كل واحد منا ، قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ "
العلماء قالوا : هناك حب في الله ، وهناك حب مع الله ، الحبّ في الله عين التوحيد والحبّ مع الله عين الشرك ، والفرق كبير بينهم ، إنك تحب الله ، محبة الله هي الأصل ، من لوازم هذه المحبة أن تحبّ رسوله ، أن تحبّ أنبياءه ، أن تحبّ رسله ، أن تحبّ أصحاب النبي جميعاً ، أن تحبّ المؤمنين ، أن تحبّ أولياء الله الصالحين ، أن تحبّ زوجتك ، أن تحبّ أولادك ، أن تحبّ المساجد ، أن تحبّ كتاب الله ، أن تحبّ قراءته ، أن تحبّ تفسيره ، أن تحبّ فهمه ، هذا حبّ في الله ، هناك حبّ أصلي ، وهناك فروع لهذه المحبة ، أما الحب مع الله أن تحب جهة لا يرضى الله عنها ، لكن مصلحتك مرتبطة بها ، هذا حب مع الله ، الأول عين التوحيد ، والثاني عين الشرك ، الآن : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ "Tue, 12 Apr 2022 - 27min - 122 - اسم الله القوي1
الله جلّ جلاله هو " القوي " بل هو " القوي " وحده ، ولا قوي سواه ، وكل قوة في الأرض مستمدة من قوة الله ، كل قوة في الأرض في الذوات والأشياء مستمدة من قوة الله تعالى ، تأييداً للمؤمنين ، أو استدراجاً لغير المؤمنين ، أو تسخيراً للجمادات ، لحكمة بالغةٍ بالغة عرفها من عرفها ، وجهلها من جهلها ، الآية الدقيقة أيها الأخوة ، يحتاجها كل واحد منا ، قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ "
العلماء قالوا : هناك حب في الله ، وهناك حب مع الله ، الحبّ في الله عين التوحيد والحبّ مع الله عين الشرك ، والفرق كبير بينهم ، إنك تحب الله ، محبة الله هي الأصل ، من لوازم هذه المحبة أن تحبّ رسوله ، أن تحبّ أنبياءه ، أن تحبّ رسله ، أن تحبّ أصحاب النبي جميعاً ، أن تحبّ المؤمنين ، أن تحبّ أولياء الله الصالحين ، أن تحبّ زوجتك ، أن تحبّ أولادك ، أن تحبّ المساجد ، أن تحبّ كتاب الله ، أن تحبّ قراءته ، أن تحبّ تفسيره ، أن تحبّ فهمه ، هذا حبّ في الله ، هناك حبّ أصلي ، وهناك فروع لهذه المحبة ، أما الحب مع الله أن تحب جهة لا يرضى الله عنها ، لكن مصلحتك مرتبطة بها ، هذا حب مع الله ، الأول عين التوحيد ، والثاني عين الشرك ، الآن : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ "Tue, 12 Apr 2022 - 28min - 121 - اسم الله الحق2
الحق " هو الشيء الموجود والثابت ، أما الباطل قد يكون موجوداً إلى حين ، الشرق الذي رفع شعار لا إله ، بقي سبعين عاماً ثم انهار ، لأن الله سبحانه وتعالى كان يقول : " إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " زهوق صيغة مبالغة ، يعني أكبر باطل ، معه قنابل نووية بعدد مخيف ، انهار ، ومليون باطل ينهار ، مليون فكر منحرف ، مليون عقيدة منحرفة ، ومليون فرقة ضالة تنهار " إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " فإذا بني البناء على الشاقول فهو بناء حق ، لأنه موجود وسيستمر ، أما إذا بني من دون شاقول هذا البناء باطل ، لأنه الآن موجود ولكن سوف ينهار . " الحق " نقيض الباطل .
Thu, 07 Apr 2022 - 27min - 120 - اسم الله الحق1
الحق " هو الشيء الموجود والثابت ، أما الباطل قد يكون موجوداً إلى حين ، الشرق الذي رفع شعار لا إله ، بقي سبعين عاماً ثم انهار ، لأن الله سبحانه وتعالى كان يقول : " إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " زهوق صيغة مبالغة ، يعني أكبر باطل ، معه قنابل نووية بعدد مخيف ، انهار ، ومليون باطل ينهار ، مليون فكر منحرف ، مليون عقيدة منحرفة ، ومليون فرقة ضالة تنهار " إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً " فإذا بني البناء على الشاقول فهو بناء حق ، لأنه موجود وسيستمر ، أما إذا بني من دون شاقول هذا البناء باطل ، لأنه الآن موجود ولكن سوف ينهار .
" الحق " نقيض الباطل .Thu, 07 Apr 2022 - 28min - 119 - اسم الله القهار2
إنَّ القهار هو اسم من أسماء الله الحسنى، و في الأصل اللغوي: يأتي على وزن فعّال وقيل مشتق من القهر؛ فالقهّار: "صيغة مبالغة من اسم الفاعل القاهر"، قال الطبري: القهار بقدرته و الغالب بعزته لكل ما سواه، وفي الاصطلاح: أي الذي لا موجود إلا ومسخر تحت قهر الله -عزّ وجلّ- و قبضته، إلّا أنَّ هنالك فرق بين القاهر والقهار، حيث قيل إنَّ القاهر: هو الذي له العلو في القهر والأمر عنده متحقق بأي مكان و زمان، وهذا العلو مرتبط بعلو الشأن والفوقية، قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}، أمّا اسم الله القهار هو الذي له علو القهر مع الكثرة، بمعنى أنّه يقهر جميع الظالمين والطغاة، وقهر الله -عز وجل- أليمٌ شديد يشفي صدور المؤمنين،[٦] ولكن من الجدير بالذكر أنَّ القهر لا يكون فقط للظالمين والعصاة بل الله القهار لجميع مخلوقاته دون استثناء، وما هذا إلا من تمام ربوبية وسلطان الله تعالى
Wed, 06 Apr 2022 - 29min - 118 - اسم الله القهار1
إنَّ القهار هو اسم من أسماء الله الحسنى، و في الأصل اللغوي: يأتي على وزن فعّال وقيل مشتق من القهر؛ فالقهّار: "صيغة مبالغة من اسم الفاعل القاهر"، قال الطبري: القهار بقدرته و الغالب بعزته لكل ما سواه، وفي الاصطلاح: أي الذي لا موجود إلا ومسخر تحت قهر الله -عزّ وجلّ- و قبضته، إلّا أنَّ هنالك فرق بين القاهر والقهار، حيث قيل إنَّ القاهر: هو الذي له العلو في القهر والأمر عنده متحقق بأي مكان و زمان، وهذا العلو مرتبط بعلو الشأن والفوقية، قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}،
أمّا اسم الله القهار هو الذي له علو القهر مع الكثرة، بمعنى أنّه يقهر جميع الظالمين والطغاة، وقهر الله -عز وجل- أليمٌ شديد يشفي صدور المؤمنين،[٦] ولكن من الجدير بالذكر أنَّ القهر لا يكون فقط للظالمين والعصاة بل الله القهار لجميع مخلوقاته دون استثناء، وما هذا إلا من تمام ربوبية وسلطان الله تعالى
Wed, 06 Apr 2022 - 27min - 117 - اسم الله الواحد2
ورد اسم الله الواحد في القراَن الكريم في أكثر من موضع وغالبًا ما يُقترن مع اسم القهار لأنه وحده قهر كل متكبر، حيث جاء في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ والسماوات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}،ومعنى اسم الله الواحد بأنه فعال لما يُريد لذلك ما أهلك الله تعالى قومًا إلا ذكرهُم بأنه أهلك أشد منهم قوة، إلا قوم عاد عند هلاكهم قال جل جلاله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}،وهذا يعني أن قوم عاد ما كان أقوى منهم إلا الله الواحد القهار، وهذا بدهي أن يُدرِكهُ المُسلم لأن من خلق المخلوق أقوى منه والمخلوق مهما اشتد من قوةٍ لن يبلُغ قوة الواحد القهار.
وجاء معنى اسم الله الواحد أيضًا أنه سبحانه القائم بنفسه، المنفرد بوصفه، الكامل بذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو الذي كان ولم يكن معه شيء قبله أو بعده، ووجود المخلوقات لم يزِد الواحد كمالًا كان مفقودًا، أو أزال نقصًا كان موجودًا، وحدانيته قائمة على معنى الغنى بالنفس، والانفراد بالكمال، وكمال الوصف، وهو الواحد لا شريك له، فلا صلاح للسماوات والأرض من غير وحدانية الله -عز وجل-، وهو الواحد المُنفرد بالمُلك وحده خلق الخلق بلا معين، ولا ظهير ولا مشير، كما جاء في قوله سبحانه: {قل اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
Tue, 05 Apr 2022 - 28min - 116 - اسم الله الواحد1
ورد اسم الله الواحد في القراَن الكريم في أكثر من موضع وغالبًا ما يُقترن مع اسم القهار لأنه وحده قهر كل متكبر، حيث جاء في قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ والسماوات وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}،ومعنى اسم الله الواحد بأنه فعال لما يُريد لذلك ما أهلك الله تعالى قومًا إلا ذكرهُم بأنه أهلك أشد منهم قوة، إلا قوم عاد عند هلاكهم قال جل جلاله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}،[٤]وهذا يعني أن قوم عاد ما كان أقوى منهم إلا الله الواحد القهار، وهذا بدهي أن يُدرِكهُ المُسلم لأن من خلق المخلوق أقوى منه والمخلوق مهما اشتد من قوةٍ لن يبلُغ قوة الواحد القهار. وجاء معنى اسم الله الواحد أيضًا أنه سبحانه القائم بنفسه، المنفرد بوصفه، الكامل بذاته، وأسمائه وصفاته وأفعاله، وهو الذي كان ولم يكن معه شيء قبله أو بعده، ووجود المخلوقات لم يزِد الواحد كمالًا كان مفقودًا، أو أزال نقصًا كان موجودًا، وحدانيته قائمة على معنى الغنى بالنفس، والانفراد بالكمال، وكمال الوصف، وهو الواحد لا شريك له، فلا صلاح للسماوات والأرض من غير وحدانية الله -عز وجل-، وهو الواحد المُنفرد بالمُلك وحده خلق الخلق بلا معين، ولا ظهير ولا مشير، كما جاء في قوله سبحانه: {قل اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}
Tue, 05 Apr 2022 - 28min - 115 - اسم الله المتعال2
المتعال هو من أسماء الله الحسنى وورد اسم الله المُتَعَالِ في القرآن الكريم مرة واحدة، في قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ . ورد من حديث عبد الله بن عمر أنه قال: [المتعال (أسماء الله الحسنى)] قرأ رسول اللهِ ﷺ هذهِ الآيةَ وهو على المنبرِ: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}"، قال: «يقولُ اللهُ: أنا الجبارُ، أنا المتكبرُ، أنا الملكُ، أنا المتعالُ.. يمجِّدُ نفسَه»، قال: فجعل رسولُ اللهِ ﷺ يُردِّدُها حتى رجف به المنبرُ حتى ظننا أنه سيَخِرُّ به. العلي: تعطي صفة العلو بكل المعاني. أما الأعلى: ففيه معنى المفاضلة، بمعنى أن له العلو ولا أحد يعلوه، هو الأعلى من كل أحد ومن كل شئ. المُتَعَالِ هو القاهر لخلقه بقدرته التامة. وأغلب المفسرين جعلوا هذا الاسم دالًا على علو القهر وهو أحد معاني العلوّ، أي أن المُتعال هو المُستعلي على كل شيء بقدرته فالفرق بين العليَّ والمتعالي أن العلي فيها معنى علو القهر لكن المتعاليَ فيها علو القهر وزيادة، أي بلغ منزلة عظيمة جدًا في قهره وكبريائه سبحانه وتعالى لعباده.
Mon, 04 Apr 2022 - 27min - 114 - اسم الله المتعال1
المتعال هو من أسماء الله الحسنى وورد اسم الله المُتَعَالِ في القرآن الكريم مرة واحدة، في قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ .
ورد من حديث عبد الله بن عمر أنه قال:
[المتعال (أسماء الله الحسنى)] قرأ رسول اللهِ ﷺ هذهِ الآيةَ وهو على المنبرِ: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}"، قال: «يقولُ اللهُ: أنا الجبارُ، أنا المتكبرُ، أنا الملكُ، أنا المتعالُ.. يمجِّدُ نفسَه»، قال: فجعل رسولُ اللهِ ﷺ يُردِّدُها حتى رجف به المنبرُ حتى ظننا أنه سيَخِرُّ به.
العلي: تعطي صفة العلو بكل المعاني.
أما الأعلى: ففيه معنى المفاضلة، بمعنى أن له العلو ولا أحد يعلوه، هو الأعلى من كل أحد ومن كل شئ.
المُتَعَالِ هو القاهر لخلقه بقدرته التامة. وأغلب المفسرين جعلوا هذا الاسم دالًا على علو القهر وهو أحد معاني العلوّ، أي أن المُتعال هو المُستعلي على كل شيء بقدرتهفالفرق بين العليَّ والمتعالي أن العلي فيها معنى علو القهر لكن المتعاليَ فيها علو القهر وزيادة، أي بلغ منزلة عظيمة جدًا في قهره وكبريائه سبحانه وتعالى لعباده.
Mon, 04 Apr 2022 - 28min - 113 - اسم الله العلي2
قال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب”الإبانة” له:”وأئمتُنا كسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبدالله ابن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي: متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش، وأن علمه بكل مكان، وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا..”.
- قال عبد الله بن المبارك وسأله علي بن الحسن بن شقيق:”كيف ينبغي لنا أنْ نَعْرف ربّنا عزّ وجل؟ قال:” على السّابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه ها هنا على الأرض”.
- وقيل ليزيد بن هارون: من الجهمية؟ فقال:” مَنْ زعم أن الرَّحمن على العرش اسْتوى؛ على خلاف ما يقرُ في قلوب العامة؛ فهو جَهْمي”/
Sat, 26 Mar 2022 - 28min - 112 - اسم الله العلي1
قال الشيخ أبو نصر السجزي في كتاب”الإبانة” له:”وأئمتُنا كسفيان الثوري ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعبدالله ابن المبارك وفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي: متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش، وأن علمه بكل مكان، وأنه يرى يوم القيامة بالأبصار، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا..”.
- قال عبد الله بن المبارك وسأله علي بن الحسن بن شقيق:”كيف ينبغي لنا أنْ نَعْرف ربّنا عزّ وجل؟ قال:” على السّابعة على عرشه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه ها هنا على الأرض”.
- وقيل ليزيد بن هارون: من الجهمية؟ فقال:” مَنْ زعم أن الرَّحمن على العرش اسْتوى؛ على خلاف ما يقرُ في قلوب العامة؛ فهو جَهْمي”/
Sat, 26 Mar 2022 - 28min - 111 - اسم الله العظيم2
العظيم هو الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه، فله سبحانه وتعالى صفة العظمة في كل شيء، فهو عظيم في ذاته، عظيم في أفعاله، عظيم في صفاته وكل ما كان من دونه سبحانه وتعالى فصغير"، لو ملأ قلبك بهذه فإنها تحفظك أن تخاف ما سواه سبحانه، ولم تخاف وليس في الكون عظيم غيره؟ فلا يعظم أحد مثله فهو وحده ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه. - قال الأصفهاني: "العظمة صفة من صفات الله لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يعظم لمال، ومنهم من يعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم،ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم بمعنى دون معنى؛ أما الله عز وجل فيعظم في الأحوال كلها". - ويقول ابن الأثير: "العظيم معناه الذي جاوز قدره عز وجل حدود العقول فلا تدركه الأبصار، ولا تدركه العقول حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته"، فالله عظيم لدرجة لا يستوعبها عقلك القاصر الذي ليس بعظيم لذا فهو لا يستوعب معرفة عظمة الله عزوجل، فهو محدود مهما راح وغدا.
Fri, 25 Mar 2022 - 29min - 110 - اسم الله العظيم1
العظيم هو الذي يعظمه خلقه ويهابونه ويتقونه، فله سبحانه وتعالى صفة العظمة في كل شيء، فهو عظيم في ذاته، عظيم في أفعاله، عظيم في صفاته وكل ما كان من دونه سبحانه وتعالى فصغير"، لو ملأ قلبك بهذه فإنها تحفظك أن تخاف ما سواه سبحانه، ولم تخاف وليس في الكون عظيم غيره؟ فلا يعظم أحد مثله فهو وحده ذو العظمة والجلال في ملكه وسلطانه. - قال الأصفهاني: "العظمة صفة من صفات الله لا يقوم لها خلق، والله تعالى خلق بين الخلق عظمة يعظم بها بعضهم بعضًا، فمن الناس من يعظم لمال، ومنهم من يعظم لفضل، ومنهم من يعظم لعلم،ومنهم من يعظم لسلطان، ومنهم من يعظم لجاه، وكل واحد من الخلق إنما يعظم بمعنى دون معنى؛ أما الله عز وجل فيعظم في الأحوال كلها". - ويقول ابن الأثير: "العظيم معناه الذي جاوز قدره عز وجل حدود العقول فلا تدركه الأبصار، ولا تدركه العقول حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته"، فالله عظيم لدرجة لا يستوعبها عقلك القاصر الذي ليس بعظيم لذا فهو لا يستوعب معرفة عظمة الله عزوجل، فهو محدود مهما راح وغدا.
Fri, 25 Mar 2022 - 30min - 109 - اسم الله القيوم2
ابن القيم قال: "هو القائم بنفسه، الذي قيام كل شيء به، أي: هو المقيم لغيره، فلا قيام لغيره بدون إقامته له، وقيامه هو بنفسه، لا بغيره"، قام بنفسه، وقام كل شيء به؛ يعني: أنه هو الذي أقامه، فكل ما سواه محتاج إليه بالذات، والله -تبارك وتعالى- هو القيوم، هذا الاسم الكريم الجامع لصفات الأفعال، أو هذا الوصف الذي يتضمنه هذا الاسم يجمع صفات الأفعال: (التدبير، والرزق)، فهو قائم على كل شيء، وقائم على كل نفس، وهذا من معاني الربوبية، فإن الرب هو السيد، والمتصرف بخلقه، والمربي لهم بالنعم الحسية، والمعنوية، الظاهرة، والباطنة، فهذه الأسماء -كما ترون- تتصل ببعضها اتصالاً وثيقاً، والله هو الذي يرزق، هذا من معاني القيوم، ومن معاني الرب، هو الذي يحفظ كل شيء، ويتصرف فيه كما أراد زيادة، ونقصاً، وتبديلاً، وتغييراً. والمقصود أن القيوم: يدل على المبالغة من القيام، فإن الله يقول: أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْالرعد:33، قائم، يقوم عليها بما كسبت، فيحصي ذلك، ويحاسبها على ما اقترفت، وجنت، كما أنه -تبارك وتعالى- يجازي كل عامل بعمله، أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌالرعد:33، وصيغة المبالغة: (القيوم)، فهو -تبارك وتعالى- يقيم أمر أهل السموات، والأرض، بل يقيم السموات والأرض وما فيهما، ويدبرهما، ويرزق أهلهما، فالحي -الذي سبق الكلام عليه-: يجمع صفات الذات، والقيوم: يجمع صفات الأفعال؛ فإن من كمال حياته أن يكون سميعاً، بصيراً، إلى غير ذلك من صفات الذات
Tue, 22 Mar 2022 - 28min - 108 - اسم الله القيوم1
ابن القيم قال: "هو القائم بنفسه، الذي قيام كل شيء به، أي: هو المقيم لغيره، فلا قيام لغيره بدون إقامته له، وقيامه هو بنفسه، لا بغيره"، قام بنفسه، وقام كل شيء به؛ يعني: أنه هو الذي أقامه، فكل ما سواه محتاج إليه بالذات، والله -تبارك وتعالى- هو القيوم، هذا الاسم الكريم الجامع لصفات الأفعال، أو هذا الوصف الذي يتضمنه هذا الاسم يجمع صفات الأفعال: (التدبير، والرزق)، فهو قائم على كل شيء، وقائم على كل نفس، وهذا من معاني الربوبية، فإن الرب هو السيد، والمتصرف بخلقه، والمربي لهم بالنعم الحسية، والمعنوية، الظاهرة، والباطنة، فهذه الأسماء -كما ترون- تتصل ببعضها اتصالاً وثيقاً، والله هو الذي يرزق، هذا من معاني القيوم، ومن معاني الرب، هو الذي يحفظ كل شيء، ويتصرف فيه كما أراد زيادة، ونقصاً، وتبديلاً، وتغييراً.
والمقصود أن القيوم: يدل على المبالغة من القيام، فإن الله يقول: أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْالرعد:33، قائم، يقوم عليها بما كسبت، فيحصي ذلك، ويحاسبها على ما اقترفت، وجنت، كما أنه -تبارك وتعالى- يجازي كل عامل بعمله، أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌالرعد:33، وصيغة المبالغة: (القيوم)، فهو -تبارك وتعالى- يقيم أمر أهل السموات، والأرض، بل يقيم السموات والأرض وما فيهما، ويدبرهما، ويرزق أهلهما، فالحي -الذي سبق الكلام عليه-: يجمع صفات الذات، والقيوم: يجمع صفات الأفعال؛ فإن من كمال حياته أن يكون سميعاً، بصيراً، إلى غير ذلك من صفات الذات
Tue, 22 Mar 2022 - 28min - 107 - اسم الله الحي2
قال ابنُ جريرٍ الطبري: "وأما قولُه الحيُّ فإنَّهُ يعني: الذي له الحياةُ الدائمةُ والبقاءُ، الذي لا أولَ له يُحدُّ ولا آخِرَ له يُؤمَّدُ، إذ كَانَ كلُّ ما سِوَاه فإنه وإن كان حيًّا فلحياتِهِ أولٌ محدودٌ، وآخرٌ مأمودٌ، ينقطع بانقطاعِ أمدِها وينقضي بانقضاءِ غايتِها".
والحيُّ سُبْحَانَهُ هو المتصفُ بالحياةِ كوصفِ ذاتٍ للهِ لا يتعلق بمشيئتِهِ، وإنْ تعلَّقَ بها فالإحياءُ وصفُ فعلِهِ.
ولَـمَّا كان كلُّ ما سِوى اللهِ حياتُه قائمة على إحياءِ اللهِ، وإحياءُ الله يدلُّ بالضرورةِ عَلَى وصفِ الحياةِ، عَلَى اعتبار أنَّ الحياةَ الذاتيةَ لله هِيَ الحياةُ الحقيقيةُ وكل مَنْ سِواه يفنى أو قابلٌ للفناء بمشيئةِ اللهِ، فإنَّ اسمَ الله الحيّ دالٌّ عَلَى الوَصفينِ معًا، الحياةُ كوصفِ ذاتٍ والإحياءُ كوصفِ فعلٍ، ومِنْ هنا كانت دعوةُ الموحِّدين إِلَى الاعتمادِ على اللهِ؛ لأنه الحيُّ الذي لا يموت كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58].
Mon, 21 Mar 2022 - 27min - 106 - اسم الله الحي1
قال ابنُ جريرٍ الطبري: "وأما قولُه الحيُّ فإنَّهُ يعني: الذي له الحياةُ الدائمةُ والبقاءُ، الذي لا أولَ له يُحدُّ ولا آخِرَ له يُؤمَّدُ، إذ كَانَ كلُّ ما سِوَاه فإنه وإن كان حيًّا فلحياتِهِ أولٌ محدودٌ، وآخرٌ مأمودٌ، ينقطع بانقطاعِ أمدِها وينقضي بانقضاءِ غايتِها". والحيُّ سُبْحَانَهُ هو المتصفُ بالحياةِ كوصفِ ذاتٍ للهِ لا يتعلق بمشيئتِهِ، وإنْ تعلَّقَ بها فالإحياءُ وصفُ فعلِهِ. ولَـمَّا كان كلُّ ما سِوى اللهِ حياتُه قائمة على إحياءِ اللهِ، وإحياءُ الله يدلُّ بالضرورةِ عَلَى وصفِ الحياةِ، عَلَى اعتبار أنَّ الحياةَ الذاتيةَ لله هِيَ الحياةُ الحقيقيةُ وكل مَنْ سِواه يفنى أو قابلٌ للفناء بمشيئةِ اللهِ، فإنَّ اسمَ الله الحيّ دالٌّ عَلَى الوَصفينِ معًا، الحياةُ كوصفِ ذاتٍ والإحياءُ كوصفِ فعلٍ، ومِنْ هنا كانت دعوةُ الموحِّدين إِلَى الاعتمادِ على اللهِ؛ لأنه الحيُّ الذي لا يموت كما قال سُبْحَانَهُ: ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ ﴾ [الفرقان: 58].
Mon, 21 Mar 2022 - 27min - 105 - اسم لله الكبير2
الكبير من صيغ المبالغة على وزن فعيل ، والمبالغة كما تعلمون مبالغة كم ومبالغة نوع ، هذا الفعل الذي منه الكبير كبر يكبر كبراً فهو كبير ، والكبر نقيض الصغر ، وكبر بالضم أي عظم ، والكبير والصغير من الأسماء المتضايفة ، قد تضيف اسماً إلى اسم أو اسماً إلى اسم ، ما معنى هذا الكلام ؟ يعني إنسان أحياناً يكون كبيراً بالنسبة إلى إنسان ويكون صغيراً بالنسبة إلى إنسان آخر ، المعلم في الصف يعني إنسان يحمل شهادة جامعية ، عمره ثلاثون سنة أمام طلاب صغار هو كبير بالنسبة إليهم لكن أمام عَلم من أعلام الأمة في اختصاصه هو صغير أمامه ، فالأسماء المتضايفة تكون تارةً كبيرة بالنسبة إلى شيء وتارة صغيرة بالنسبة إلى شيء آخر ، من هذا الملمح أن الله عز وجل أحياناً يقول : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ " [الواقعة:75] مواقع النجوم ، بين الأرض وبين بعض النجوم أربعة وعشرين مليار سنة ضوئية يعني من أجل أن أقطع أربع سنوات ضوئية بمركبة أرضية أحتاج إلى خمسين مليون عام ، الأربعة والعشرين مليار سنة ومع ذلك هذا القسم بالنسبة إلى الله لا شيء إذاً لا أقسم ، أما بالنسبة إلينا شيء كبير
Sat, 19 Mar 2022 - 27min - 104 - اسم الله الكبير1
الكبير من صيغ المبالغة على وزن فعيل ، والمبالغة كما تعلمون مبالغة كم ومبالغة نوع ، هذا الفعل الذي منه الكبير كبر يكبر كبراً فهو كبير ، والكبر نقيض الصغر ، وكبر بالضم أي عظم ، والكبير والصغير من الأسماء المتضايفة ، قد تضيف اسماً إلى اسم أو اسماً إلى اسم ، ما معنى هذا الكلام ؟ يعني إنسان أحياناً يكون كبيراً بالنسبة إلى إنسان ويكون صغيراً بالنسبة إلى إنسان آخر ، المعلم في الصف يعني إنسان يحمل شهادة جامعية ، عمره ثلاثون سنة أمام طلاب صغار هو كبير بالنسبة إليهم لكن أمام عَلم من أعلام الأمة في اختصاصه هو صغير أمامه ، فالأسماء المتضايفة تكون تارةً كبيرة بالنسبة إلى شيء وتارة صغيرة بالنسبة إلى شيء آخر ، من هذا الملمح أن الله عز وجل أحياناً يقول : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ " [الواقعة:75] مواقع النجوم ، بين الأرض وبين بعض النجوم أربعة وعشرين مليار سنة ضوئية يعني من أجل أن أقطع أربع سنوات ضوئية بمركبة أرضية أحتاج إلى خمسين مليون عام ، الأربعة والعشرين مليار سنة ومع ذلك هذا القسم بالنسبة إلى الله لا شيء إذاً لا أقسم ، أما بالنسبة إلينا شيء كبير
Sat, 19 Mar 2022 - 28min
Podcasts similares a أسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسي
- 8 Hour Binaural Beats 8 Hour Sleep Music
- La Venganza Será Terrible (oficial) Alejandro Dolina
- Aprender de Grandes Aprender de Grandes
- Superscoreboard Bauer Media
- Deportes COPE COPE
- Dante Gebel Live Dante Gebel
- MÚSICA DE LOS 80'S🎶🎙️😎 Eva Sthefany Guadarrama
- La ContraHistoria Fernando Díaz Villanueva
- History Extra podcast Immediate Media
- Palabra Plena, con Gabriel Rolón Infobae
- Venganzas del Pasado Juan Schwindt
- Carlos Pagni en Odisea Argentina LA NACION
- Luis Novaresio en +Entrevistas LA NACION
- Libros para Emprendedores Luis Ramos
- Metafísica Activa Metafísica Activa
- Claudio Zuchovicki en Neura Neura
- Radio Baladas Viejitas Románticas Oscar Canto
- LOS COMICOS AMBULANTES Pirata Podcast
- Audiolibros Por qué leer Por qué leer
- The Night Train® Powlo & Herb Stevens
- Cuentos de medianoche Radio Nacional Argentina
- Historias de nuestra historia Radio Nacional Argentina
- TED en Español TED
- Cafe con Victor Victor Abarca