Filtrar por género

سيف الله حسين الرواشدة

سيف الله حسين الرواشدة

سيف الله

نكتب لله ثم للوطن

26 - مئوية الجدار الحديدي، أملنا وأمنهم.
0:00 / 0:00
1x
  • 26 - مئوية الجدار الحديدي، أملنا وأمنهم.

    نشر "جابوتنسكي" في صحيفة" راسزبايت" الروسية في العام ١٩٢٣ مقالة بعنوان الجدار الحديدي، لخص الرجل فيها عقيدة الدولة العبرية ورواسخ ايدولوجيتها، كما أضاء بشكل لافت على طريقة التفكير الصهيونية بصوت صريح، اذ بدأ مقاله بالاعتراف بشكل سافر بمشروع الصهيونية الاستعماري في فلسطين -مع محاولته إضفاء بعد أخلاقي له في مقالة منفصلة- تحت عباءة العدل الواقعي والعنيف، وبحجة أحقية من لا يملك شيئا بالمطالبة بالفائض مما يملكه الاخرون. انطلق جابوتنسكي، وهو الاب الروحي لليمين الإسرائيلي الممتد من "بيغين" الى "نتنياهو" -الذي كان يعمل والده سكرتيرا للرجل في نيويورك- وعبر قيادات الليكود المختلفة، من نقطة واضحة جدًا، وهي: أن لا شعب تحت السماء مهما بلغ به التخلف والرجعية ومهما طال الفساد قياداته ونخبه، سيقبل بقوة اجنبية تستعمر أرضه، مادام يملك بصيصا من الامل في الانفلات والتحرر، مهما كانت الحوافز والمغريات الاقتصادية ولاجتماعية كبيرة، فلا يوجد عاقل قد يبدل بيته ومقابر عائلته بخدمات نقل ممتاز وفرص عمل جيدة، ولا يوجد شعب يرضى بجار مستعمر مهما كان طيبا. ويكمل في مقالته تحديد أهداف المشروع الصهيوني بإنشاء دولة استعمارية، يهودية القومية والأكثرية، لا يسمح للعرب أو غيرهم فيها الا أن يكونوا أقلية، حتى يتمكنوا من ممارسة الديموقراطية على الطريقة الصهيونية فقط، ولذلك فما يمكن تقديمه من تنازلات في أي مفاوضات هو محدود جدًا إذا اردت تحصيل هذا الهدف. يرسم الرجل معالم الطريق لإسرائيل لتفرض وجودها واندماجها في المنطقة بحكم فرض الواقع تحت خطة الجدار الحديدي، وهي تتمحور حول إيجاد قوة غاشمة (عسكرية واقتصادية) صهيونية ذاتية أو عبر تحالفات مع القوى العظمى، لا يستطيع العرب (الفلسطينيون أو غيرهم) التغلب عليها مهما طال بهم أمد المحاولة، كمن يقرع رأسه بجدار حديدي، وهذا يزرع في أفكار الجميع فكرة استقلالية وجود الدولة العبرية عن قبول المحيط بها، فهي أمر واقع ملموس، رفضك لها لا يضيرها وكذلك قبولك بها لا يعززها، إضافة للعمل الدائم للحفاظ على تخلف العرب ورجعيتهم. وفي اللحظة التي يفقد فها العرب الامل بالتحرير فلسطين، وتتخلى الحواضن الاجتماعية عن المقاومين والنخب الرافضة للمشروع الصهيوني، لتستبدلهم بنخب أكثر عقلانية – على حد وصف الرجل- سيكون وقت المفاوضات قد جاء، تلك التي تضمن لإسرائيل (الأرض، والأكثرية، ويهودية الدولة) إضافة للاندماج بالمنطقة، ومن هذه النقطة تحديدا يهاجم الرجل وأتباعه اليسار الإسرائيلي ومشاريع السلام والعيش المشترك – السابق لأوانها حسب اعتقادهم- متهمين اياهم بالغباء والسذاجة السياسية حينا والخيانة حينا آخر. الجدار الحديدي يلخص عقيدة إسرائيل (الأمنية والسياسية) ويتفق عليه طيف واسع منهم من اليمين الى اليسار، فلن تجد من يرفض قصف غزة وهدم مئات البيوت للرد على بضع صواريخ بدائية، أو هدم وتخريب مخيمات وقرى الضفة الغربية وقتل العشرات واعتقال المئات للرد على بعض الرصاص والعمليات الفردية، لأنهم بكل بساطة يريدون قتل الامل وليس الرد على الفعل المقاوم فقط. هذه الاطلالة على العقل الصهيوني تخبرنا: أن إسرائيل مستعمرة لا تفهم الا منطق القوة ولن تستريح مادمنا نملك أملا بغد أفضل.

    Sat, 05 Aug 2023 - 04min
  • 25 - قياس الارداة

    تتحكم قوة الارادة غالباً بالقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والعمل على تطبيقها للوصول الى الإنتاج المرجوة، وهذا القياس جائز على اتباع حمية غذائية أو المواظبة على التدريبات الرياضية اليومية، وصولا الى التحكم بالعادات الشرائية والالتزام بالاستراتيجيات والتوجهات العامة. وهذا يجعل الإرادة عاملا مفصليا في آلية اتخاذ القرارات والكفاءة في تطبيقها، وما سبق يعني أن منطقية القرار أو وجود خطة عمل مفصلة وواضحة لا يكفي لإنفاذ القرارات والحصول على النتائج المطلوبة، قد لا يبدو لك هذا صحيحا في بداية الامر، لكن التجربة العملية تثبته قطعا. ولنضرب مثالا علي ما سلف، دعنا نتخيل السيناريو التالي: أن المتبقي من راتبك هو ٢١ دينارًا في آخر ٧ أيام من الشهر، القرار المنطقي هنا سيكون أن تقسم هذه الدنانير على عدد الأيام المتبقية لتصرف ٣ دنانير بالمتوسط، وفي حال تجاوز هذا الحد في أي يوم سيتم تعويض هذا المقدار من حصة الأيام التالية، لكن خلال اليوم الأول شاهدت اعلان خصم لأكثر من ٧٠٪ في أحد المحال التجارية الخاصة بالمواد التموينية، هنا ستكون أمام خيارين: إما التمسك بخطة الانفاق اليومية وعدم الاستفادة من هذا الخصم، أو التخلي عنها لصالح استغلال هذه الفرصة، التي ستوفر لك ٧٠٪ من حصة المونة للشهر القادم. استغلال الخصم يمثل عامل المتعة أو الربح، والالتزام بالخطة يمثل عامل الألم أو الخسارة، (والربح والخسارة هنا يشبهان على الترتيب المتعة عند أول لقمة طعام تأكلها بعد جوع شديد وآخر لقمة تتوقف عندها عن الاكل) وهنا قد لا تنفع الإرادة بمفهومها العام وهو: مدى القدرة على مقاومة الاغراءات أو الضغوط، لكن ما قد ينفع هو تصغير معامل المتعة ما أمكن ليتساوى من حصة اليوم الواحد من الدخل ومضاعفة عامل الألم ليساوي أي قيمة قد تتجاوز ٣ دنانير حسب مثالنا السابق. هذا التصور الذي يحول الإرادة من شيمة خلقية غير قابلة للقياس الى معادلة رياضية محكومة لمعاملي الربح والخسارة قد يفيدنا في خسارة الوزن وربح مستقبل البلاد والعباد.

    Fri, 16 Jun 2023 - 03min
  • 24 - النفور في الأرباح والخسائر

    النفور في الأرباح والخسائر

    Sat, 22 Oct 2022 - 03min
  • 23 - يحدث في قاعة المرايا

    حديث في الاقتصاد السلوكي والتوجهات الحكومية

    Mon, 12 Sep 2022 - 03min
  • 22 - الأردنيون يملكون الحل

    تكاثرت الازمات والتحديات على بلادنا وتداخلت ملفاتها وتشابكت لتثقل كاهل الاردنيين، فمن البطالة والفقر والوباء الى نقص المياه وارتفاع الاسعار، وغموض الازمات السياسية، التي لم يعد يجدي معها حلول الفزعة المؤقتة قصيرة النظر والتأثير ولا الظواهر الصوتية واطلاق بالونات الاختبار في الهواء لكسب المزيد من الوقت، كما لم تعد تحتمل البلاد خفة بعض النخب السياسية وبحثها عن المنافع على حساب الصالح العام، التي تعزف على مزاج التوجه العام وليس الحاجة. عنوان التغلب العريض على كل هذه التحديات هو اشتباك المجتمع مع طروحات الاصلاح العميق الذي يجب أن تطال جميع المؤسسات والسياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فتبني الاردنيون لهذه الطروحات هو الضامن الوحيد لنفاذها ونجاحها، وبغير ذلك لن تتجاوز هذه نداءات حناجر وأوراق أصحابها. حشد المجتمع حول مشروع موحد وكسب ثقته في الاستراتيجيات المتبعة لانفاذه هو الملف الاصعب اليوم على طاولة صانع القرار، فقد تمكنت بلادنا من عبور كل الازمات بفضل التفاف الاردنيين حول دولتهم وايمانهم بمشروعها وخطط عملها وبكفاءة المؤسسات التي تدير مشاهد البلاد الاعلامية والسياسية والاقتصادية، اضافة لقدرة النخب السياسية على التغلغل في مفاصل المجتمع لتقوم بدور جسور الثقد التي تعبر الرسائل عبرها من والى عقل الدولة. مفتاح الحل يكمن في مؤسسة مجلس النواب التي تعرضت في السنوات السابقة لهجوم حاد، أضر بقدرتها على الارتكاز الى ثقل مجتمعي خلفها يمكنها من الضعط على الحكومات والخروج من دوائر التفعيات المتبادلة المغلقة، وتتحول الى الدور التشريعي والرقابي بدل الخدمي، وهذا يحتاج اعادة النظر بقانون الانتخاب ايضا للحد من ظاهرة نائب التنفيعات والتعينات وتعزيز صورة النائب السياسي التشريعي. بناء مجلس نواب بنكهة سياسية يعكس مزاج الشارع العام وتوجهاته، يمثل الخطوة الاولى في رحلة الحكومة البرلمانية، كما يشكل قناة تمكن الاردنيين من المشاركة في رسم السياسات والتوجهات العامة مما يمنحها ثقلا وفرص نجاح أكبر بسبب عكسها لاحتياجات الشارع وهمومه. كشفت الازمات الاخيرة عن خواصر رخوة خطيرة في المؤسسات الاعلامية التي تتصدر المشهد الاردني، وعن حالة اغتراب عميق بينها وبين الاردنيين الذين استعاضوا بوسائل التواصل الاجتماعي عنها، ناهيك عن قصرهذه المؤسسات عن مواكبة التطورات التكنولوجية السريعة في ادوات عرض الاخبار واخراجه، وهذا يحتاج افساح المجال للدماء الجديدة الشابة لتجري في عروق هذه المؤسسات بأدواتها ولغتها وسقوفها المرتفعة وبعدها عن شبكات الزبائنية التقليدية. الاردنيون يمكلون جميع الحلول المناسبة لبلادهم واحتياجاتهم، هذه الحقيقة المجربة تاريخيا يجب على الحكومات وصناع القرار الايمان بها والعمل بمعيتها وفتح قنوات التغذية الراجعة لسماع صوتهم والجلوس معهم على طاولة الحوار لنخرج بوصفة اصلاح ذات نكهة أردنية، وهذا يتعارض مع استيراد الحلول المعلبة الجاهزة التي تأتي على قياس الغير وبلغته ومصطلحاته وخصائصه التي تتماهى مع تجاربه التارخية وخبراته الخاصة وخصائص مجتمعاتهم، التي لا تشبه أهلنا ولا تتماشى معهم وتعمق اغتراب النخب والمؤسسات عن حواضنها المجتمعية الطبيبعة، لذلك لا يثقون بأصحابها ومن دون الثقة وشفافية الطرح وتشارك المعلومات لا يمكن أن ننجح في ادارة الازمات والعبور الى بر الامان.

    Wed, 21 Apr 2021 - 04min
Mostrar más episodios