Filtrer par genre
- 122 - كيف حفظ القرآن - 5 - شهداء الكتاب
درسنا في الحلقة السابقة علاقة الشهادة بالعلم، فلا يشهد أحد في الدين إلا بعلم من الكتاب المنزل، ثم فرقنا بين الشاهد والشهيد، فوجدنا أن الشهيد هو حامل للأمانة، وليس مجرد شاهد عابر، وتأكد ضرورة حصول حامل الوصية على صفة العدالة لأنها أمانة، وقلنا بأن أمانة حمل الوصية الربانية أعلى وأكبر من أي وصية أخرى. و ختمنا الحديث عن علاقة الكتاب السماوي الذي هو مصدر العلم في الدين بوجود شهداء يحملون هذه الأمانة، ندرس في هذه الحلقة مصطلح " شهداء الكتاب " من خلال أربع آيات كريمة، لنؤكد على ارتباط هذا الكتاب بالشهادة والشهداء، ونثبت من خلال ذلك وصف من يحمل الكتاب كرسالة يؤديها إلى الناس بالشهيد.
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ آل عمران [99]﴿ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ الأنعام [150]
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ ﴾ المائدة [44]
﴿ وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمْ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الأنعام [144]
Thu, 24 Oct 2024 - 20min - 121 - كيف حفظ القرآن - 4 - الشاهد والشهيد
ندرس في هذه الحلقة ارتباط الشهادة بالعلم، ثم الفارق بين الشاهد والشهيد، ثم ندرس ارتباط الشهداء بالكتاب السماوي في حلقات لاحقة إن شاء الله.
﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ ﴾ يوسف [81] (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَاباً مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ ﴾ الزخرف [19]-[21] ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ التوبة [17] ﴿ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ ﴾ البقرة [282] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنْ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذاً لَمِنْ الآثِمِينَ ﴾ المائدة [106]
Wed, 16 Oct 2024 - 22min - 120 - كيف حفظ القرآن - 3 - الحدث المشهود
تحدثنا في الحلقة السابقة عن التعريف الاجتماعي للقرآن وقلنا بأنه وصية الله الباقية، أي الوصية التي أبقاها الله لبني البشر حتى يستقيموا على نهجه القويم، أما في هذه الحلقة فنتحدث عن تنزيل القرآن، وعن مستوى هذا الأمر في زمن الرسالة كحدث تاريخي، حيث اكتسب ذلك الحدث مكانة في ذلك الزمان استمرت ليومنا هذا، إذ لم يكن القرآن الكريم كتابًا عاديًا كبقية الكتب البشرية، لا من حيث كونه معجزة ربانية، أو كونه اشتمل على إخبارات لا يقدر بشر على الإتيان بها ولكن من حيث كيفية وصوله للناس وتأثرهم به وتفاعلهم معه. ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ﴾ الفرقان [32] ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ﴾ محمد [20]-[21] ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ﴾ الأنفال [31] ﴿ وَأَذَانٌ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ التوبة [3]
Wed, 02 Oct 2024 - 17min - 119 - كيف حُفظ القرآن - 2 - وصية الله
نتحدث ومن خلال ثلاث آيات عن مسمى الكتب السماوية بالوصية، هذه الكلمة تعطي دلالة على أهمية النص، لذا فإن الموصِي يثبته، والموصَى يحفظه، وندرس ومن خلال ثلاث آيات عن مسمى الكتاب بـ "البقية"، ويمكن دمج هذين المسميين بفهم العلاقة بينهما، فالكتاب السماوي هو الوصية الباقية، أو بمعنى آخر هو الوصية التي يبقيها الله للناس و التي من خلالها نرجع إلى نهج الله القويم وصراطه المستقيم. وسنعتبر هذا التعبير هو المسمى الاجتماعي للقرآن الكريم. ومنه ننطلق إن شاء الله لمعرفة كيف حفظ القرآن الكريم في الحلقات القادمة إن شاء الله.
آيات ذكرت عبارة " وصية الله"
﴿ وَمِنْ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنْ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ أَالذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمْ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمْ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الأنعام [144]
﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ الأنعام [151].
﴿ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ الأنعام [152]-[153]
آيات ذكرت عبارة " بقية الله "
﴿ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ هود [85]-[87]
﴿ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ البقرة [248]
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ الزخرف [26]-[28]
Wed, 25 Sep 2024 - 22min - 118 - كيف حفظ القرآن؟ - 1 - قاعدة اللطف
مقدمة نتحدث في هذه الحلقة عن قاعدة اللطف الإلهي، فما الذي نقصده بهذه القاعدة؟ قاعدة اللطف تعني أن الله عز وجل غالب على أمره، ولا أحد من خلقه يستطيع أن يغير في مجرى الأحداث شيء فتتبدل تبعًا لذلك مشيئته وإرادته. سندرس هذا المعنى من خلال آيتين في قصة نبي الله يوسف (ع) وقصة نبي الله موسى (ع)، لنجعل من تلك القاعدة أساس في البحث عن موضوع حفظ القرآن الكريم، ونستعرض بعد ذلك ثلاث آيات هي الآيات التي وعد الله عز وجل فيها بجمع القرآن وحفظه.
الاستشهاد على قاعدة اللطف
﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنْ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنْ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ يوسف (100).
﴿ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ القصص [10]-[13]
آيات الحفظ
﴿ لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ القيامة [16]-[19]﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ الحجر [9]
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ فصلت (41)-(42)
خاتمة
هل تم حفظ القرآن بواسطة الإعجاز بعيدًا عن سنن الحياة؟ أم أن اللطف الرباني تدخل في مجريات الأمور؟ أم بهما معًا؟ لاشك أن الله عز وجل قادر على أن يحفظ كتابه بالإعجاز فيمنع عنه الاعتداء فلا يتمكن أحد من أن يناله بالعبث! ولكن نعلم أنه سبحانه يُوصي نبيّه والمؤمنين باتباع سنن الحياة حتى في المواجهات والحروب، فيأمره – مثلًا - أن يحرّض المؤمنين على القتال، ويوصي المؤمنين بأن يعدو العدة، ثم بعد كل التجهيزات تكون العقيدة حاضرة في قلب المؤمن وهي: أن النصر من عند الله العزيز الحكيم، وقد رأينا في حفظ النبيين الكريمين يوسف وموسى عليهما السلام أنه كان بلطف وخفاء، فكانت مجريات الأمور كما هي أمام ناظر الناس، ولكن إرادة الله كانت هي الغالبة.
Wed, 18 Sep 2024 - 22min - 117 - كيف حفظ القرآن - تمهيد
القرآن حدث شهده الناس أثناء التنزيل، كتب بإملاء الرسول بواسطة شهداء الجيل الأول، ثم جمع بواسطتهم كونهم أمناء عليه وكونه وصية الله الباقية، ثم نشر إلى الأمصار دون أن يكون فيه اختلاف بين رسم حروفه في تلك النسخ. ذلك ما يمكن أن نفهمه من خلال تدبر الآيات ودراستها.
وصلنا هذا الكتاب الرباني موحدًا في الحرف والشكل والرسم في جميع النسخ التي بين أيدينا اليوم، بغض النظر عن القراءات المختلفة، وإن وجد اختلاف طفيف بين بعضها البعض فإن ذلك الاختلاف لا يمس عقيدة ولا حكمًا من أحكام القرآن الكريم بالتغيير، وهذا ما يهمنا، لذا فإن تلك القراءات ليست محط اهتمام هذه الدراسة، ولها مختصون هم العارفون بها. ما تهدف إليه هذه الدراسة هو الإجابة على سؤال هو : كيف حفظ الله عز وجل رسم وحروف القرآن الكريم؟ وكيف حُفظ من التبديل! وهي محاولة للإجابة على هذا السؤال من القرآن فقط.
Thu, 12 Sep 2024 - 11min - 116 - القرآن واهل الكتاب - 9 - الشهادة والنصرة
لقد وصف الله عز وجل حملة الكتب السماوية بأنهم شهداء، وهذا التعبير القرآني يعبر عن حملهم للتوراة، فمن كان يحمل التوراة أو الإنجيل ويعلم ما فيها، هو شاهد، فإذا طلبت منه الشهادة على حكم أو قضية من التوراة وأداها فهو شهيد، يشهد بما جاء في التوراة من أحكام وعقائد، ولأن القرآن الكريم مصدق لما بين يديه، وأهل الكتاب يعلمون بذلك، لذا كانت شهادتهم بهذا العلم أمام الناس هو نصرة للرسالة، وقد طلبت منهم النصرة فمنهم من آمن وشهد ونصر، ومنهم من كتم الحق وكفر وخذل نفسه بعدم النصرة.
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ آل عمران [98]-[99]
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنْ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ الأحقاف [8]-[10]
﴿ قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ الأنعام [149]-[150]
﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ﴾ آل عمران [81]-[82]
Mon, 29 Jul 2024 - 23min - 115 - القرآن وأهل الكتاب - 8 - مصدقًا لما بين يديه
استكمالًا لما درسناه في الحلقات السابقة، نكمل الحديث حول علاقة أهل الكتاب بالإسلام وعلاقة التوراة بالقرآن الكريم، في هذه الحلقة نتحدث عن العبارة القرآنية الكريمة " مصدقًا لما بين يديه " حيث نضع دلالة هذه العبارة في سياق كون أن العقيدة والشرع واحد لا يتغير بين الكتب السماوية. والعبارة القرآنية تتحدث عن نفسها، فهي تتحدث عن التصديق، وهذه العبارة تصف القرآن بأنه مصدق لما بين يديه وما بين يديه هو التوراة والإنجيل، وتصديقه شامل لا جزئي، فإن صدق في جانب ولم يصدق في جانب آخر كان ذلك إخلال في التصديق ونقص فيه، ولا يمكن نتيجة لذلك أن نسميه مصدقًا، نستعرض بعض الآيات التي أوردت هذه العبارة الكريمة والتي نفهم من خلالها شمول التصديق في العقائد والأحكام، نبدأ في آخر آية سورة يوسف (ع) والتي تبين أن قصة يوسف هي أحد دلائل التصديق، ثم ننتقل إلى آيات التحكيم في سورة المائدة والتي تبين أن التصديق يشمل الأحكام كذلك. ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ يوسف [111] ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ المائدة [46] ﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ﴾ المائدة (47) ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ المائدة (48) ﴿ وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ المائدة [49]-[50]
Thu, 06 Jun 2024 - 23min - 114 - القرآن وأهل الكتاب - 7 - الذين أوتوا العلم
إن إيمان طائفة من أهل الكتاب بالقرآن الكريم وانسجامهم معه دليل آخر على أن ماجاء في القرآن من أحكام وشرائع وعقائد لا تختلف عما جاءت في التوراة، ولقد سجل لنا القرآن الكريم مواقف لفرق منهم آمنت بالرسالة، وتنوع ذلك الإيمان بين الإيمان الاعتيادي الذي يحتاج إلى تفكير وتأمل إلى الإيمان المباشر واللحظي الذي يسبق كل تفكير وتأمل لما وجد في القرآن من حقيقة لايمكن دحضها أو إنكارها.
﴿ وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ آل عمران [199] ﴿ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاء مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ ﴾ العنكبوت [46]-[47] ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾ القصص [51]-[54] ﴿ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ﴾ الإسراء [106]-[109]
Sat, 18 May 2024 - 20min - 113 - القرآن وأهل الكتاب - 6 - إقامة التوراة والإنجيل
تحدثنا في الحلقة السابقة وتحت عنوان "أحكام مشتركة" عن حكمين وجدنا أن التوراة تتوافق فيهما مع القرآن الكريم، وهما حكم اتجاه القبلة، وأحكام النكاح، ثم بعد أن تحققنا من هذا التوافق، تساءلنا في خاتمة الحلقة: هل يمكن أن يكون هذا التوافق جزئي، بمعنى أن القرآن الكريم تطابق مع الكتب السماوية في بعض الأحكام، لكنه ألغى وبدل البعض الآخر؟! قبل أن نصل لإجابة محكمة على هذا السؤال الهام، نريد أن نؤكد على أهمية حكم اتجاه القبلة في الدين والذي يعني وجود نصوص مشتركة وواحدة فقط، والذي يصب في اتجاه أنه لا تبديل لأحكام الله فيها عبر الأزمان، فاتجاه القبلة يعطي دلالة في الشكل والمضمون لكون أن الدين واحد في كل تفاصيله، وهذا في حد ذاته إجابة على نفس السؤال، لكننا لن نكتفي بهذه الإجابة، وسنضيف أدلة قرآنية أخرى أكثر بيانًا. لإحكام الإجابة عن هذا السؤال نتحدث في هذه الحلقة - إن شاء الله - عن الأمر الرباني إلى أهل الكتاب بإقامة التوراة والإنجيل، نثبته من عدة آيات في سورة المائدة والجن وآل عمران، ثم نتساءل عن دلالات هذا الأمر في سياق ما نتحدث عنه. ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ ﴾ المائدة [44] ﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ﴾ المائدة [47] ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ المائدة [68] ﴿ وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً ﴾ الجن [16]–[17] ﴿ لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ آل عمران [113]-[115] ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ المائدة [15]
Thu, 09 May 2024 - 21min - 112 - القرآن وأهل الكتاب - 5 - أحكام مشتركة
فهمنا من خلال الجدال الدائر بين الرسالتين وجود مقياس واحد يتم الرجوع له والاحتكام إليه، وقد فهمنا من خلال ذلك الجدال بعض الأحكام المتطابقة، في هذه الحلقة نكمل المسير ونشير إلى حكمين من الأحكام التي أكد القرآن أنها موجودة أصلًا لدى أهل الكتاب وأنهم يعرفونها حق المعرفة، الأول هو حكم أساسي في الملة وهو اتجاه القبلة المتمثل في المسجد الحرام الذي تم التطرق له في الحلقة السابقة بصورة مقتضبة حين استعرضنا آيات من سورة آل عمران، والثاني في أحكام النكاح.
﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذاً لَمِنْ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ البقرة [145]-[146]
﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ البقرة [146]
﴿ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمْ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنْ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ النساء [25]-[26]
Tue, 09 Apr 2024 - 26min - 110 - القرآن وأهل الكتاب - 4 - الجدال
تحدثنا في الحلقة السابقة عن التحكيم الذي كان يمارسه بعض من أهل الكتاب مع النبي، وتبين لنا من خلال الآيات أنه لايمكن أن يكون هذا التحكيم لولا أن الحكم والشرع واحد لدى أهل الكتاب ورسالة النبي محمد، وهذا ما يؤكد أن القرآن الكريم لم يأت بأحكامٍ مختلفة عما سبقه من الكتب.
في هذه الحلقة نؤكد على هذا المعنى من خلال عنوان آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو ( الجدال )، ونقصد بهذا العنوان الجدالات التي كانت تحدث في زمن الرسالة بين النبي محمد (ص) و أهل الكتاب في الأحكام والعقائد والتي كانت مبنية على أساس الكتاب السماوي وإحضاره أو إحضار الذين يشهدون به.
نأخذ لذلك مثالًا من سورة آل عمران نستعرض من خلاله جدال حدث بين الرسول (ص) وبين أهل الكتاب الذين حرموا في الطعام ما لم ينزل الله به سلطانا، فكانت المحاججة من قبل النبي بإحضار التوراة، ندرس هذه الحادثة ثم نضع دلائلها في سياق ما نتحدث به عن علاقة أهل الكتاب بالقرآن، وبالتحديد عن علاقتهم بأحكامه الشرعية.
يقول الله عز وجل:
﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ آل عمران [93]-[99]
Thu, 04 Apr 2024 - 19min - 109 - القرآن وأهل الكتاب - 3 - التحكيم
درسنا في الحلقة السابقة البشارة التي وردت في التوراة والإنجيل ومن قبلها دعوة نبي الله إبراهيم، وعلاقة ذلك برسالة القرآن، فإذا كان بنو إسرائيل مُبَشرين بالنبي محمد في التوراة والإنجيل، ويعلمون أن نبي الله إبراهيم قد دعا بإرسال رسول في هذه البقعة الطاهرة، على أنهم هم أبناء نبي الله إبراهيم (ع) والذين ساروا على نهجه فهذا يعني أن رسالة النبي محمد هي رسالتهم التي يجب أن يؤمنوا بها وأن يصدقوها وينصروها.
وقد ختمنا الحديث في الحلقة السابقة بسؤال الانطباق بين القرآن والتوراة، وكان سؤالنا ماهو مدى انطباق هذين الكتابين؟ في العقائد والأحكام؟ إجابة على هذا السؤال واستكمالًا لهذا الموضوع نتحدث في هذه الحلقة عن عنوان لا يقل أهمية ويعتبر دليلًا على أن رسالة جميع الرسل هي رسالة الإسلام، في هذه الحلقة ندرس موضوع (التحكيم) الذي ذكر في القرآن الكريم في أكثر من موضع، وسيتبين لنا من خلال هذا التحكيم أن الأحكام والعقائد الواردة في التوراة والإنجيل هي ذاتها التي نزلت على نبي الله محمد (ص) في القرآن الكريم، مما يعني أن الانطباق تام وليس جزئي.
نقصد بالتحكيم هو طلب الحكم الديني والشرعي من النبي محمد من قبل أهل الكتاب، فقد كانت فرق منهم تتوجه له (ص) لطلب العلم في بعض الأحكام ، نطرح التساؤل: لماذا كانت تلك الطوائف تفعل ذلك؟ وما دلالة هذا الفعل، وكيف نفهم إجابة السؤال المطروح في هذه الحلقة في ضوء ما نفهمه من ذلك، لفهم هذا الموضوع ندرس في هذه الحلقة الآيات من سورة المائدة من آية (41) وحتى الآية (45).
﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة [41]
﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ المائدة [42]
﴿ وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ﴾ المائدة [43]
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ ﴾ المائدة [44]
﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾ المائدة [45]
Thu, 28 Mar 2024 - 25min - 108 - القرآن وأهل الكتاب - 2 - البشارة
لا زلنا في معرض الإجابة على نفس السؤال: وهو لماذا يخصص الله عز وجل خطابه لبني إسرائيل في بداية سورة البقرة ويأمرهم بالإيمان بالقرآن الكريم؟ نستكمل الإجابة على هذا السؤال في هذه الحلقة ، ونستعرض حقيقة قرآنية أخرى وهي البشارة، ونقصد بها البشارة ببعثة النبي محمد (ص) في الكتب السماوية السابقة، ثم نضع التساؤلات حول دلالة تلك البشارة؟ لِمَ يتم التبشير بها ؟ ولم تستحوذ هذه الرسالة على كل ذلك الاهتمام؟
نستعرض البشارة النبوية في ثلاث آيات من القرآن الكريم، الأول في آية (9) من سورة الصف، والثانية في سورة الأعراف الآية (157)، والثالثة في سورة البقرة من الآية (127) إلى الآية (129) ، ثم بعد ذلك الاستعراض نصل إلى نتيجة لفهم الترابط بين حلقة اليوم والحلقة السابقة.
﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ الصف (6)
﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الأعراف [157]
﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ البقرة [127]-[129]
Mon, 25 Mar 2024 - 20min - 107 - القرآن وأهل الكتاب - 1 - لا تكونوا أول كافر به
في بداية رحلتنا لفهم تلك العلاقة نتساءل عن علاقة بني إسرائيل برسالة القرآن الكريم! وعن علاقته بالتوراة! ونطرح السؤال : لم يوجه القرآن الكريم ومن بداية سورة البقرة خطابه المباشر لبني إسرائيل؟
للإجابة على هذا السؤال ندرس في هذه الحلقة آيتي (40) – (41) من سورة البقرة للتعرف على جانب من تلك العلاقة.
يقول الله عز وجل :
﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾ البقرة [40]-[41]
Thu, 21 Mar 2024 - 25min - 106 - القرآن وأهل الكتاب - تمهيد
هناك سؤال مهم يؤسس لفهم أعمق للقرآن الكريم هو : هل لأهل الكتاب الذين سبقوا رسالة النبي محمد (ص) علاقة بالقرآن الكريم؟ وهذا السؤال لا يثير فضولنا إليه الواقع الحالي المستقل عن القرآن الكريم ، بل هو سؤال يستحثك القرآن نفسه أن تسأله، ويستحثك لأن تبحث عن إجابة له لكثرة الآيات التي تتعرض لأهل الكتاب وتداخلهم مع الرسالة في جوانب عدة. وهذا السؤال يقود إلى أسئلة أخرى يمكنها أن تفتح آفاق كثيرة لفهم هذه العلاقة من جذورها.
الإجابة على هذا السؤال هي نعم، هناك علاقة وطيدة بين أهل الكتاب وبين القرآن الكريم، وكثيرة هي الأدلة والشواهد على ذلك، وهذه الدروس تدور حول ذكر الإثباتات القرآنية على ذلك، ولكي تبين دلالة هذا الارتباط من خلال (9) محاور وتحت عنوان واحد( القرآن وأهل الكتاب). ومن شأن هذه الإجابة أن تفتح لنا الفهم الأعمق والأدق لسياق آيات القرآن الكريم، لذا تعتبر هذه الدراسة تأسيسة لمفاهيم متقدمة.
Thu, 14 Mar 2024 - 22min - 105 - تأملات في سورة لقمان - 1 - كأن لم يسمعها
تأملات في سورة لقمان في الآيات من آية 6 إلى 8 ومن آية 15 إلى 14
﴿ وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ لقمان [6]-[8]
﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ لقمان [13]-[15]
Mon, 26 Feb 2024 - 25min - 104 - معاني الصلاة في القرآن - 17 - التسبيح باسم الله العظيم
تحدثنا في الحلقة السابقة عن التسبيح بالحمد وقلنا أنه تسبيح بواسطة الحمد، فعندما نقول الحمد لله فإننا نسبح الله، وعندما نثني عليه فإننا نسبحه كذلك، يقول الله عز وجل :
﴿ وَقُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنْ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً ﴾ الإسراء (111)
في هذه الحلقة لنا وقفة مع التسبيح باسم الله العظيم، وكما فهمنا من أمر التسبيح بالحمد، فإن الحمد لله باللفظ أو المعنى تعني التسبيح، فكذلك يكون مع التسبيح باسم الله العظيم، فإننا نسبح الله بذكر اسمه العظيم، فنقول: سبحان ربي العظيم. أمر القرآن الكريم بتسبيح الله باسمه العظيم في ثلاث مواضع، آياتان منهما في سورة الواقعة وآية أخرى في سورة الحاقة، نقف أمام مقاطع هذه الآيات لنفهم سياقها ثم نضع بعد ذلك أمر التسبيح باسم الله العظيم ضمن ذلك السياق، لنفهم المراد من ذلك الأمر بصورة أوضح، وذلك بفهم معاني العظمة التي ذكرت كأمثلة والتي سبقت ذلك الأمر.
Sat, 01 Jul 2023 - 26min - 103 - معاني الصلاة في القرآن - 16 - التسبيح بالحمد
تعلمنا من الحلقة السابقة أن للتسبيح أثر كبير في حياة المؤمن فهو مسار يتحرك فيه من القلق إلى الطمأنينة، ويبعث إيمانه من الضعف إلى القوة، ويدفع صلته بالله من البعد إلى الاقتراب، وقد تأكد لنا أن التسبيح هو أن لا نرى غير الله فاعلًا ولا مؤثرا في هذه الحياة، بعد نفي كل أحاسيس القوة عن النفس وعن غيرها في أن يكون لها التأثير. ولقد وجدنا سابقا أن هناك تسبيح بالمعنى يسبق لفظة التسبيح نفسها، واليوم نتحدث عن تسبيح الله بالحمد، الذي أمر الله به في أكثر من موضع في القرآن، وقد مر بنا آية (سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس) فما هو التسبيح بالحمد؟.
Sat, 01 Jul 2023 - 22min - 102 - معاني الصلاة في القرآن - 15 - أثر التسبيح
كنا قد تحدثنا في الحلقة السابقة عن معاني التسبيح، وأنه يمكننا أن نسبح الله باللفظ بعد أن يمتلئ بالمعنى، وقد تعلمنا أيضًا أن هناك عبارات تمجد الله وتسبحه دون أن تذكر لفظة التسبيح، ووجدنا أن مواقف التسبيح تعددت، فمنها ماهو استغفاري الاستداركي، ومنها ماهو تسبيح دائم لا ينفك عنه المؤمن ويتعايش معه ولا يخرج عنه، ومنه ما يمكن أن نسميه بالتسبيح الاستباقي الذي يقف كوقاية للإنسان من الغفلة والنسيان.
في هذه الحلقة نتطرق لدور التسبيح في الشفاء من هموم النفس وأمراض القلب، للمؤمن وللكافر الجاحد، لقد امتلأ القرآن الكريم بأصناف التسبيح لتذكير المؤمن والكافر على حد سواء بقدر الإنسان وقدر الله عز وجل، فنجاح هذه المعادلة لها تأثير كبير في نفس المؤمن أو المبتعد عن دائرة الإيمان في فهم لغة القرآن والمسار الذي يتحدث فيه.
Sat, 01 Jul 2023 - 24min - 101 - معاني الصلاة في القرآن - 14 - التسبيح بالمعنى
لفظة التسبيح التي نتلفظ بها تبقى جوفاء مالم تمتلئ بالمعنى، ونبدأ في هذه الحلقة بتطبيق فهمنا للتسبيح العملي في الآيات التي تمت دراستها في الحلقة السابقة لنعلم ما يجب على المؤمن في كل حالة من تلك الحالات كي يعود للتسبيح الحقيقي، ويمكننا أن نعد تلك الأمثلة نماذج للتسبيح الاستدراكي والذي يقع في موقع الاستغفار، وهو الذي يقع بعد الغفلة أو النسيان فيستدرك فيه المؤمن بالتسبيح، وننتقل بعد ذلك لإدراج مثالين هما بمثابة التسبيح الدائم أو التسبيح الوقائي الإستباقي والذي يعبر عن وعي المؤمن الدائم بقدره وقدر الله عز وجل دون الوقوع في الخطأ. ﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ يونس (68) ﴿ وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ البقرة (31)-(32) ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ أَنْ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ القلم (18)-(29) ﴿وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ المائدة (116) -(118) ﴿ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ المائدة (117) - (118) ﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ الزخرف (12)-(14) #الصلاة
Sat, 27 May 2023 - 27min - 100 - معاني الصلاة في القرآن - 13 - نقض التسبيح
ندخل بهذه الحلقة في فصل جديد من فصول هذا البحث وهو الفصل المتعلق بالتسبيح، نريد أن نفهم معنى التسبيح ونفهم كذلك علاقته مع بعض حركات الصلاة، ونريد أن ندخل إلى معنى التسبيح من خلال الآيات الكريمة، ونتساءل كيف استخدم القرآن الكريم هذه الكلمة؟ ولأن موضوع التسبيح هو موضوع واسع وكبير، ويشغل حيزًا كبيرًا في القرآن الكريم، نأخذه على مراحل ونتوغل فيه برفق، ونبدأ في حلقة اليوم بالتعرف على التسبيح من زواية ما ينقض التسبيح. ﴿ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ #يونس (68) ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ #البقرة (31)-(32) ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ أَنْ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَارِمِينَ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ #القلم (18)-(29)
Sat, 13 May 2023 - 24min - 99 - معاني الصلاة في القرآن - 12 - دوام التسبيح
معاني الصلاة في القرآن - 12 - رحلة البحث عن الإله - 4 - دوام التسبيح | حلمي العلق هذه الحلقة تختم موضوع البحث عن الإله بتبيين أن التسبيح دائم لتربط المواضيع السابقة كلها بالصلاة الدائمة التي لا تنقطع، الحديث في الآيات التالية ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ﴾ الأنبياء (19)-(20) #الأنبياء ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنْ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ﴾ #فصلت (37)-(38). ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ #طه (130) ﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ #غافر (60) ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً﴾ #النساء (103) ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ #الشرح (8) -(9)
Fri, 12 May 2023 - 17min - 98 - معاني الصلاة في القرآن الكريم - 11- رحلة البحث عن الإله - 3- دوام الاتصال
ندرس في هذه الحلقة ومن خلال 4 آيات كريمة معنى دوام الاتصال الذي يجب أن يكون عليه المؤمن، وذلك من خلال دراسة آيتين تتحدثان عن حالة الانسان حين يمسه الضر، وكيف يتصل بالله في تلك الحالة، فيلجأ له لجوء العابد المخلص، إلا أنه ما يلبث أن يعود إلى حاله الذي كان عليه حين تزول حالة الخطر، ويمكن أن نسمي تلك الحالات وضع المسرفين. ثم نستعرض آية تصف حال المؤمنين في جميع حالاتهم بدوام الاتصال بالله عز وجل ويمكن أن نسميها حالة الذاكرين، أما الآية الأخيرة فتعطي مقارنة واضحة بين الفريقين، الأول هو الداعي إلى الله في حالة الضر فقط، والثاني هو المتصل بالله على الدوام.
أولًا: حالات المسرفين يقول الله عز وجل : ﴿وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً ﴾ الإسراء (67)# ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ يونس (12)# ثانيًا : حالات الذاكرين ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾آل_عمران (190) - (191)# ﴿ وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ﴾الزمر (9)-(8)#
Sun, 23 Apr 2023 - 21min - 97 - معاني الصلاة في القرآن -10- الإله والصلاة
يقول الله عز وجل:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنْ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنْ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾
الأنعام ( 74) - (79)
لقد عبرت لنا قصة إبراهيم أن المحتاج لذلك التواصل هو الإنسان نفسه، وهذا مايبيّن حاجته للصلاة، وهذا ما تؤكده آيات كثيرة حين تشير إلى أن المصائب التي تمر بالإنسان تجعله يلجأ إلى الله، ولكن سرعان ما يبتعد حين يشعر بالأمان المادي الظاهر، والآيات تنتقد ذلك اللجوء المؤقت وتقول كان من المفترض أن يكون حاله في الرخاء نفس حاله في الشدة، لأنه المحتاج لذلك وليس الإله، فالصلاة هي حاجة حقيقية لدى الإنسان الذي استشعر حقيقة نفسه.
Tue, 11 Apr 2023 - 18min - 96 - معاني الصلاة في القرآن - 9 - رحلة البحث عن الإله - 1 - لا أحب الآفلينThu, 06 Apr 2023 - 28min
- 95 - تأملات قرآنية حول الزواج - 2 - ليس الذكر كالأنثى
الزواج هو رباط بين الذكر والأنثى هو نقطة انطلاق حضارة القيم والمبادئ والأخلاق ودعوة الإخلاص لله عز وجل، حضارة يمكن أن تتأسس عليها حضارة الفكر والآلة والتقدم بشتى صوره وأشكاله، وبدونها لا يمكن أن نعيش تلك الحضارة إلا بصورة زائفة خالية من المعنى، وجوهر تأسيس حضارة الإنسان يكمن في أن يعرف كلا من الذكر والأنثى موقعه ومكمن القوة فيه.
Fri, 18 Nov 2022 - 16min - 94 - تأملات قرآنية حول الزواج - 1 - من نفس واحدة
قد يتصور الرجل بما ملكه الله سبحانه وتعالى من موقع قيادي في هذه الحياة أن في المرأة نقص عنه، والقرآن يؤكد أنهما من نفس واحدة ومن مرتبة واحدة فلا فرق بينهما في القدر أمام الله، ولا يوجد نقص في المرأة لا في القدر ولا في الخلقة، وإنما يوجد اختلاف في الأدوار ليس أكثر، والمرأة مسؤولة أمام الله كما هو الرجل ولا فرق بينهما إلا بالتقوى.
Fri, 18 Nov 2022 - 19min - 93 - معاني الصلاة في القرآن - 8 - القنوت
ذكرت كلمة القنوت في القرآن الكريم (11) مرة، ثلاث مرات منها في موضوع الصلاة، و تعبر في استخداماتها عن الذلة والتواضع والانقطاع التام في الإيمان. والقنوت هو عودة المؤمن لربه بإيمان منه أنه الملاذ الذي يلوذ به، وهو مرتبة إيمانية يكون المؤمن فيها منسجماً انسجاماً تاماً مع أوامر الله فيستسلم لها بإحسان وبما يُرضي الله عنه
Fri, 18 Nov 2022 - 23min - 92 - معاني الصلاة في القرآن - 7 - القيامFri, 18 Nov 2022 - 17min
- 91 - معاني الصلاة في القرآن - 6 - الصلاة والتسبيحThu, 17 Nov 2022 - 20min
- 90 - معاني الصلاة في القرآن - 5 - الصلاة وقيم الكتاب
﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾
الآية تبين أن للصلاة نهي كما بينت آية صلاة شعيب أن للصلاة أمر كذلك، وقلنا أن حقيقة الأمر والنهي تكون كنص في الكتاب، ولكن إلصاق هذين الفعلين بالصلاة له دلالة بينة أن الصلاة هي المعين على تنفيذ تلك الأوامر، فتلك الأوامر تمر عبر الصلاة، فإن نفذت كانت الصلاة حقيقية، وإن لم تنفذ كانت مجرد أفعال لا معنى لها.
Thu, 17 Nov 2022 - 21min - 89 - معاني الصلاة في القرآن - 4 - الصلاة والكتاب(2)
ارتباط المؤمن بالله سينعكس حتمًا على سلوكه من خلال التزامه بالشريعة، والعكس صحيح، فعدم التزام المؤمن بالتشريع هو مؤشر على انقطاع الصلة بين العبد وبين المشرع، وحين يأمرنا الله عز وجل بالاستعانة بالصبر والصلاة، فالصبر يكون على شيئين على المكاره وعلى الطاعات، فالصلاة هي المصدر المعين على تنفيذ أومر الله والالتزام بأخلاق الشريعة.
Thu, 17 Nov 2022 - 17min - 88 - معاني الصلاة في القرآن - 3 - الكتاب والصلاةWed, 16 Nov 2022 - 26min
- 87 - معاني الصلاة في القرآن - 2 - الذكر
كانت بعض القبائل القديمة تكتب تعاليم الوصايا العشر في شريط وتربطه كوثاق يلتف في سواعدها وسواعد أبناءها ، ويكتبونها في مداخل بيوتهم وغرف معيشتهم أو في زوايا منازلهم تعبيرًا عن شدة التصاقهم بتعاليم الإله، وحتى لا ينسوا شيئًا من تلك التعاليم في أي لحظة من اللحظات، حلقة هذا اليوم هي استكمال للحلقة السابقة والمتعلقة بتعريف الصلاة.
Wed, 16 Nov 2022 - 39min - 86 - معاني الصلاة في القرآن- 1 - الصلة
ما يقوم به الرسل هو أنهم يرممون الصلاة التي تهدمت ويعيدون تشييدها في الضمائر حية مرة أخرى، مؤدى رسالتهم هو إعادة العلاقة بين العبد وربه لتحيا من جديد، وإعادة الصلاة التي أضاعها الناس باتباع الشيطان والشهوات، الصلاة بمقوماتها الكاملة هي عماد الدين وأساسه، فلا يمكن أن تكون هناك تعاليم ربانية بدون صلاة ولا استجابة حقيقية لتلك التعاليم إلا إذا أقيمت ركائزها في قلوب المؤمنين.
Wed, 16 Nov 2022 - 33min - 85 - دراسة في العبارة القرآنية ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)-3- التأويل الثانيSun, 23 Oct 2022 - 18min
- 84 - دراسة في آية (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)-2-التأويل الأولSun, 23 Oct 2022 - 14min
- 83 - دراسة في آية (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا)-1- دراسة الكلمات
دراسة كلمات آية (48) من سورة المائدة
﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ المائدة (48)
Sun, 23 Oct 2022 - 13min - 82 - مفهوم الإيمان - 6 - لاريب فيه
يقول الله عز وجل وفي بداية سورة البقرة : ﴿ الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ البقرة (1)-(2)، ما يعطل فاعلية القرآن ويوقفه عن التأثير هو أن نحكم عليه بدلًا من أن نتخذه حاكمًا، وأن نضع له الحدود والمقاييس التي يتحدث فيها حسب الموروث، ونؤطره بأطر لا يخرج عنها، حينها تكون مفاهيم القرآن سجينة الأفكار والحدود التي وضعناه فيها.
Sun, 23 Oct 2022 - 43min - 81 - مفهوم الإيمان - 6 - الأنداد
نعلم أن الكتاب المنزل هو منطلق الإيمان، وعلى المؤمن أن يؤمن بالكتاب كله فلا يؤمن ببعض ويكفر ببعض، على أن وجود الغلو في الدين يسبب الكفر ببعض الكتاب لأن عقيدة الأنداد تخالف الكتب السماوية، وهي ما تتسبب في الكفر ببعض الكتاب وهو ما يقود أصحاب تلك العقائد إلى مرض القلب، فلا هم مؤمنون بالكتاب كله ولا هم كافرون به بل يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلًا.
Sun, 23 Oct 2022 - 30min - 80 - مفهوم الإيمان - 4 - مثل البعوضة
بدأت سورة البقرة المباركة بالحديث عن مراتب الناس في الإيمان بالكتاب، ثم أعقبت ذلك بمثل مهم هو محط بحثنا في هذه الحلقة وهو مثل البعوضة، نتعرف على حقيقة هذا المثل ثم بعد ذلك نتعرف ومن خلال الحلقات القادمة إن شاء الله على أثر ذلك المثل في العقائد وكيف آلت الأقوام السابقة إلى الابتعاد عن كتبها بسبب الوقوع في حقيقة هذا المثل.
Sun, 23 Oct 2022 - 28min - 79 - مفهوم الإيمان - 3- العروة الوثقىSat, 22 Oct 2022 - 30min
- 78 - مفهوم الإيمان - 2 - التقوى والعمل
التقوى تنبع من الخوف، والخوف ينشأ من المعرفة، والمعرفة بدأت من الإنذار الذي يُنذر الله به الناس عبر رسله. المتقي يتشدد تمسكًا خوفًا من الله، خشية الإنذار، وهو يقي نفسه النار التي توعد الله بها المخالفين لأوامره. أما الآيات هي التي تُنذر الإنسان، عندما يقول الله سبحانه وتعالى : ( أفغير الله تتقون ) يعني أفغير كلمات الله تخافون؟ أفغير إنذار الله تخشون؟
Sat, 22 Oct 2022 - 25min - 77 - مفهوم الإيمان - 1- ففروا إلى اللهSat, 22 Oct 2022 - 21min
- 76 - الإيمان - 0 - تمهيد - علاقة الإيمان بالإنذار
دراسة حول علاقة الإيمان بالإنذار وعلاقة الإنذار بالآيات، وعلاقة التقوى بالآيات الشريفة. تم استعراض الآيات الشريفة :
﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْيدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)﴾ الذاريات
﴿يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (36)﴾ الأعراف
Sat, 22 Oct 2022 - 19min - 75 - الشهداء في الدين - 3 - الشهداء على الناسWed, 12 Oct 2022 - 11min
- 74 - الشهداء في الدين - 2- الشهداء على الكتابWed, 12 Oct 2022 - 12min
- 73 - الشهداء في الدين - 1 - الشاهد والشهيدWed, 12 Oct 2022 - 09min
- 72 - أفلا يتدبرون - 8 - الذين يمسكون بالكتابSat, 08 Oct 2022 - 12min
- 71 - أفلا يتدبرون - 7 - نعمة اللهSat, 08 Oct 2022 - 10min
- 70 - أفلا يتدبرون - 6 - ادخلوا في السلم كافةFri, 07 Oct 2022 - 09min
- 69 - أفلا يتدبرون - 5 - ليحكم بينهم
القرآن الكريم ليس شعار ، القرآن حقيقة يجب أن تطبق وحاكم يجب أن يأخذ موقعه في الحكم، كتاب الله حاكم، لأنه نازل من عند المالك إلى العبيد المملوكين، فما الذي يحجبهم عن قول خالقهم وسيدهم وربهم الأعلى، أهي اللغة؟ أم تركيبات الألفاظ؟ أم النفس وأهواؤها؟ والقلب وأمراضه؟ أكثر ما يتهم به القرآن المعرضين عنه ليس نقصان المهارات التي تؤهلهم لفهمه، ولكنه يشير في أغلب الأحيان إلى هوى النفوس ومرض القلوب، هي المعضلة الكبرى التي تحول بين المرء وبين هذه الكلمات وهذه الحقيقة.
Fri, 07 Oct 2022 - 09min - 68 - أفلا يتدبرون - 4 - أشد حبًا للهThu, 06 Oct 2022 - 12min
- 67 - أفلا يتدبرون - 3 - أجيبوا داعي اللهThu, 06 Oct 2022 - 10min
- 66 - أفلا يتدبرون - 2- يهدي إلى الحق
ينقل لنا القرآن الكريم صورًا للذين آمنوا به، وهذه الصور مهمة كونها تبين حقيقة وطبيعة هؤلاء الأشخاص، فإذا تأملنا في طبيعتهم وطريقة تلقيهم للقرآن تمكنّا من أن نضع لأنفسنا مبادئ تؤهلنا لأن ننهل من هذا الكتاب العزيز كما هم نهلوا ونقترب منه كما هم اقتربوا، فمن خلال محاولة الاقتراب إلى صفات أولئك المؤمنين أو الاعتبار بطبيعة إيمانهم يكون مدخلنا للقرآن العزيز.
Thu, 06 Oct 2022 - 10min - 65 - أفلا يتدبرون - 1 - خذوا ما آتيناكم بقوة
هذا العنوان مستوحى من آية في سورة البقرة، هو أمر مخصص لبني إسرائيل حسب السياق، ولكن لا يمكن تخصيصه في ضرورة العمل به ، فالأمر يؤخذ بعمومه على أساس القيمة التي يحملها كلام الله المنزل، والقرآن الكريم هو كلام الله وعليه يجب أن يؤخذ بقوة أيضًا. نستعرض الآية ثم نقف عند بعض التساؤلات لنأخذ من خلال الإجابة على تلك التساؤلات الفائدة المتعلقة بنا.
Wed, 05 Oct 2022 - 10min - 64 - خواطر قرآنية - 17- الاخلاص
اخلاص العبودية لها علاقة بالكتاب المنزل والعبادة المخلصة، إذ أن الكتاب يمثل أوامر الرب وهو السيد الأوحد، وتوجه قلب هذا العبد المؤمن نحو هذا الكتاب وأخذ الأوامر منه وحده تمثل تلك العبادة المخلصة، أما إن استقبل هذا العبد أوامره من أكثر من جهة فقد تشاركت تلك الجهات في ملكية هذا العبد، لأنه يستجيب لأكثر من آمر، وينهى من قبل أكثر من ناهي، فلا يكون خالصًا لأي أحد منهم.
Wed, 05 Oct 2022 - 09min - 63 - خواطر قرآنية - 16 - عهد الله
وعد الله الذي وعد الله به المؤمنين في الكتاب هو عهد الله لنا، ووعد المؤمن بالاستجابة لهذا الكتاب وتطبيق مافيه وعدم الانحراف عنه لغيره هو عهدنا إلى الله، وبهذين العهدين تكونت الرابطة وتكون الميثاق بيننا وبين هذا الكتاب، ندرس كيف استخدم القرآن الكريم لهذا المسمى الهام، وكيف اعتبرنا معاهدين، ثم نستعرض آية من آيات الميثاق التي يجب أن نمر عليها بوعي وأن لا نمر عليه الذي لا يعنيه ما يقال.
Wed, 05 Oct 2022 - 13min - 62 - خواطر قرآنية - 15 - الفرقانWed, 05 Oct 2022 - 07min
- 61 - خواطر قرآنية - 14 - الاستغناء عن الكتاب
مع مرور الزمن وتعاقب الأجيال ترتبط الأمم التابعة إلى أنموذجها المعرفي الذي نشأت عليه، وتبنى على أساس ذلك الأنموذج المعقولات واللا معقولات، فما ألفته من آباءها يكون هو المعقول والمنطقي والمعروف، وما خالفه فهو غير منطقي وغير معروف وغير معقول. وعلى هذا تتكوّن عند الإنسان مجموعة قيمية يقبل من خلالها المعارف أو يرفضها، لكن بدون أن يجتهد هو في تأسيسها أو البحث عنها من مصدرها النقي الخالص وهو ما أنزل الله.
Tue, 04 Oct 2022 - 09min - 60 - خواطر قرآنية - 13 - اتباع الآباءSun, 02 Oct 2022 - 10min
- 59 - خواطر قرآنية - 12- الاقتداء بالأثر
يبنى الدين على أساس من البصيرة التي تقود إلى السلم، لا على أساس العمى الذي يقود للعصبية، وكل الرسالات التي وجد لها مؤمنون وأنصار ومتبعون، إنما آمنوا بها لأنهم خاضوا معركة التفكير ، وعقدوا المقارنة الموضوعية التي تقود إلى الأهدى، إنما آمنوا واستحقوا كلمة " المؤمنون" لأنهم تأملوا وفكروا وعقدوا مقارنة الأهدى.
Sat, 01 Oct 2022 - 10min - 58 - خواطر قرآنية - 11 - الأثر
الرسول يصطف دائماً مناصراً لدعوة الله مناصرًا لآيات الله، أما المعاندون فكانوا يصطفون مع ما خلفه آباءهم من أثر ، الكتب السماوية لا ترفض الإثر لأنه شيء طبيعي في كل أمة، بل وتستشهد بأحداث ووقائع يعلمها الناس وعلموها من آباءهم، ولكن المشكلة التي يرفضها الكتاب السماوي هي الأخذ بذلك الأثر كله على حساب ما أنزل الله
Sat, 01 Oct 2022 - 09min - 57 - خواطر قرآنية - 10 - المطالبة بالبرهانSat, 01 Oct 2022 - 07min
- 56 - خواطر قرآنية - 9 - البرهانSat, 01 Oct 2022 - 07min
- 55 - خواطر قرآنية - 8 - السلطانSat, 01 Oct 2022 - 07min
- 54 - خواطر قرآنية - 7- الميزانSat, 01 Oct 2022 - 08min
- 53 - عقيدة الأماني - 9 - الفساد
الفساد الذي تخلفه عقيدة الأمنيات كبير، وهو فساد يضاف إلى فساد الوقوع في الشرك والاستهانة بالذنوب والمعاصي والكبائر، وتضييع العمل الصالح، نتعرف على ذلك من خلال ثلاث مقاطع في ثلاث سور وهي:
1- سورة القلم من آية (35) إلى (41)، ونؤكد من خلالها على تأثير عقيدة الأمنيات على إفساد الآخرة.
2- سورة البقرة من آية (111) إلى آية (113) ونتعرف من خلالها تأثير عقيدة الأمنيات في إحداث الفرقة، والشعور بالتعالي والتكبر على الآخر.
3- وأخيرًا وليس بآخرًا في سورة ص من آية (27) إلى (29) لنرى ارتباط الوقوع في عقيدة الأمنيات في إفساد عقيدة القسط الرباني.
Thu, 22 Sep 2022 - 18min - 52 - عقيدة الأماني - 8 - العمى عن الكتابThu, 22 Sep 2022 - 16min
- 51 - عقيدة الأماني - 7 - الشركThu, 22 Sep 2022 - 20min
- 50 - عقيدة الأماني - 6 - الفتنة
علمنا من الدرس السابق أن الشيطان الرجيم يفسد عقيدة العمل فيبطلها إما بالتقليل من أهميتها، أو بصرف الطاقة الإيمانية والحركية في أعمال لا قيمة لها ولا وزن لها يوم القيامة، وهذا هو ما آلت إليه الأمم السابقة في عهد النبي محمد (ص). اليوم في هذه الحلقة ندرس أحد أفعال الشيطان الذي يكشفه القرآن الكريم للنبي محمد (ص)، ويكشف من خلاله حقيقة ما جرى على الأمم السابقة، وكيف مكر بهم الشيطان دون أن يشعروا، ندرس ذلك في سورة الحج في أحد المقاطع الأربعة التي خصصناها لدراسة عقيدة الأمنيات، وهو المقطع الذي لم نتناوله بالدراسةفي هذه السلسلة لحد الآن.
Sat, 03 Sep 2022 - 23min - 49 - عقيدة الأماني - 5 - الأماني والشيطان
بعد أن علمنا أن عقيدة الأمنيات تخالف ملة إبراهيم، توصلنا في الحلقة السابقة إلى نتيجة مفادها أن معرفة التصنيف لا يكفي، أي لا يكفي معرفة أن هناك عقيدة أمنيات وعقيدة عمل، فإن كنا نريد أن نتخلص من عقيدة الأمنيات في حياتنا الإيمانية علينا أن نبدأ بمحو الأمية، محو أمية الكتاب والحصول على المعرفة الكافية التي تكون درعًا منيعًا للمؤمن ضد إفساد الشيطان ومكائده، وقد علمنا بالعلاقة الوطيدة بين الأمية والوقوع في هذه الفتنة، وعلمنا بالخطر الذي يتهدد الأمم الموحدة إن هي عاشت في الأمية.
Fri, 02 Sep 2022 - 21min - 48 - عقيدة الأماني - 4 - الأماني والأميةThu, 25 Aug 2022 - 18min
- 47 - عقيدة الأماني - 3 - الأماني وملة إبراهيمMon, 22 Aug 2022 - 15min
- 46 - عقيدة الأماني - 2 - عقيدة العملSat, 20 Aug 2022 - 13min
- 45 - عقيدة الأماني - 1 - ماهي عقيدة الأماني
عقيدة الأمنيات هي أحد المفاهيم التي يؤكد القرآن الكريم على ضرورة دحضها وطردها من القلوب والأفكار، وسنجد من خلال البحث إن شاء الله، أنها مرتبطة بمفاهيم أخرى، بملة إبراهيم ومفهوم القراءة والأمية، ومفهوم الشرك، وعقيدة القسط الرباني، ونعلم من خلال طرح المفاهيم العشر سابقًا أنها كانت مترابطة فيما بينها وتقود في النهاية إلى تكوين كيان عقائدي متكامل.
Fri, 19 Aug 2022 - 13min - 44 - تدبر في الآيات من سورة النساء من آية 59- إلى الآية 70Fri, 12 Aug 2022 - 25min
- 43 - التدبر - 3- اشتراطات التدبر
القرآن مصحح للإنسان على الدوام، ولا تنتهي فاعليته إلا لدى الذين اعتبروه أساطير الأولين. والنفس إما أن توجه الإتهام إليها أو توجهه لغيرها، والنفس التي تنحى للتصحيح يفتح لها باب الهدى الرباني، أما النفس التي لا تقبل الحقائق ولا تستسلم لها وتحب أن تغرق في الأكاذيب، وكان ما تهواه أعز عليها من الله فإن أحسن الحديث يرخص في عينيها، لأنها مضطرة لاستبداله بحديث يتوافق مع ما تهوى، وهذا الاستبدال هو بيع بالرخيص، لأنه مقايضة بشيء يملكه الإنسان بين يديه لاستجلاب شيء تكون نفسه راغبة فيه.
Tue, 09 Aug 2022 - 11min - 42 - التدبر - 2 - منهجية التدبرTue, 09 Aug 2022 - 09min
- 41 - التدبر - 1 - الفارق بين التدبر والتفسيرTue, 09 Aug 2022 - 11min
- 40 - دورة التدبر التمهيدية - 5 - ملاحظات وخاتمةTue, 09 Aug 2022 - 06min
- 39 - دورة التدبر التمهيدية - 4- كيف نفهم القرآن؟
إذا كنت آمنت بالقرآن بالتجربة و عشت الإيمان الحقيقي ولمست بقلبك أن هذا كلام الله، فأنت مدان لهذا الكتاب، ويجب أن نعلم أن هذا الكتاب غيور ولا يريد أن يرى منافسًا له في قلبك، صاحب هذا الكتاب يريد أن يراك مملوك له بالكامل ويريد أن يرى هذه الملكة متجسدة في تمسكك بالكتاب، وتمام تلك الملكية أن لا يراك تطيع أحدًا غيره، وتجسيد ذلك أن لا يرى في قلبك قداسة لكتاب غيره.
Tue, 09 Aug 2022 - 39min - 38 - دورة التدبر التمهيدية - 3 - قيمة القرآن
إن الإحساس بإيمان الهوية خادع، ويبدو أننا بسببه تجاوزنا مرحلة هامة افترضنا أنها بدهية، فنحن نحاول دراسة وفهم القرآن الكريم من نقطة متقدمة وحرقنا مراحل أساسية لم نراعيها في إيماننا بالله وبالقرآن وبدأنا الحركة من منطقة متقدمة على أساس أننا مؤمنون، ولكن من الممكن أن يكون إيماننا هذا إيمان هوية لا إيمان صفة، إذ لا يكفي حتى نأخذ بالقرآن أن ننتمي للأمة المؤمنة، بل لابد وأن نتصف بصفة الإيمان.
Sun, 07 Aug 2022 - 27min - 37 - دورة التدبر التمهيدية - 2- تجربة الإيمانSun, 07 Aug 2022 - 36min
- 36 - دورة التدبر التمهيدية - 1 - التعريفاتSat, 07 May 2022 - 23min
- 35 - خواطر قرآنية - 6 - التقدير
🔘 خواطر قرآنية
6- التقدير
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلْ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ الأنعام (92)
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ الحج (67)
✨ مظاهر تقدير الله أشكال متنوعة.
✨ القرآن يكشف حقيقة تقدير الإنسان لله.
مدة المقطع : 12 دقيقة.
🌐 t.me/helmielg
Mon, 04 Apr 2022 - 11min - 34 - 5- خواطر قرآنية - المقامFri, 03 Dec 2021 - 11min
- 33 - 4- خواطر قرآنية - الرهبة
🔘 خواطر قرآنية
4- الرهبة
﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ البقرة (40)
✨ المكانة العلمية ليست هي المعيار الوحيد لمعرفة كتاب.
✨ الحسد أحد الأمراض المدمرة.
✨ في الآية 40 من سورة البقرة يطالب الله عز وجل من بني إسرائيل أن يرهبوه.
✨ نحتاج للوقوف في منزلة الرهبة حتى نتدبر القرآن بصورة صحيحة.
Fri, 26 Nov 2021 - 10min - 32 - 3- خواطر قرآنية - الشفاء
🔘 خواطر قرآنية
3- الشفاء
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ يونس (57)
✨ في الإنسان جزء غيبي هو المتحكم الرئيسي في تقبل الحقائق القرآنية.
✨ الشيطان يوسوس في صدور الناس.
✨ الأفكار تفسد حين تفسد النفس.
✨ متطلب أساسي لتدبر القرآن هو طلب الشفاء.
Fri, 19 Nov 2021 - 09min - 31 - خواطر قرآنية 2 | البغيThu, 28 Oct 2021 - 07min
- 30 - خواطر قرآنية 1 | التواضع للعلمFri, 22 Oct 2021 - 10min
- 29 - مفاهيم قرآنية 10 | الإسلامFri, 15 Oct 2021 - 18min
- 28 - مفاهيم قرآنية 9 | الإيمانFri, 08 Oct 2021 - 12min
- 27 - مفاهيم قرآنية 8 | القسطFri, 01 Oct 2021 - 13min
- 26 - مفاهيم قرآنية 7 | الأمنيات
🔘 مفاهيم قرآنية
7⃣ الأمنيات
▪️ (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) سورة البقرة (111)
✨ ماهي الأمنيات؟
✨ مفهوم التمني في القرآن.
✨ ماعلاقة التمني بالجنة ؟
✨ ماعلاقةالأماني بملة إبراهيم؟
مدة المقطع : 14 دقيقة.
---------------------------
مدونة حلمي العلق
🌐 t.me/helmielg
Fri, 24 Sep 2021 - 14min - 25 - مفاهيم قرآنية 6 | الرسول
🔘 مفاهيم قرآنية
5⃣ الرسول
▪️ (وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) سورة المائدة (43)
✨ ماعلاقة قول الرسول بقول الله سبحانه وتعالى؟
✨ هل للرسول أقوال تخالف ما أنزل الله؟
مدة المقطع : 13 دقيقة.
---------------------------
مدونة حلمي العلق
🌐 t.me/helmielg
Fri, 17 Sep 2021 - 13min - 24 - مفاهيم قرآنية 5 | الطاغوتFri, 10 Sep 2021 - 12min
- 23 - مفاهيم قرآنية 4 | الشرك
🔘 مفاهيم قرآنية
4️⃣ الشرك
▪️ سورة النحل من آية (32) إلى آية (44)
( لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38)) سورة الكهف
▪️ ( قُلْ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22)) سورة سبأ
▪️( وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) سورة لقمان
✨ القرآن يتحدث عن الشرك كمفهوم وليس كصورة نمطية في عبادة الأصنام.
✨ الشرك أحد المواضيع الرئيسية في القرآن الكريم، ولا بد من الخوف من الوقوع فيه.
✨ قبل أن ندخل في موضوع الشرك يجب أن نبدأ بالخشية.
✨ ما الذي فعله صاحب الجنة في سورة الكهف حتى يتهمه صاحبه بالشرك؟
✨ أول وصية من وصايا لقمان لابنه هي أن لا يشرك بالله.
✨ ما معنى أن الشرك ظلم عظيم؟
Fri, 03 Sep 2021 - 14min - 22 - مفاهيم قرآنية 3 | الملة
🔘 مفاهيم قرآنية
3️⃣⃣ الـمـلـة
▪️ ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنْ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (123)) النحل
▪️ (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)) الحج
✨ أي مفهوم قرآني غير موجود في الواقع، فليست المشكلة في القرآن.
✨ ما اسم الدين؟ وما اسم الملة؟
✨ ما علاقة النبي محمد (ص) بملة إبراهيم؟
✨ ما علاقة القرآن بملة إبراهيم؟
✨ ما علاقتنا نحن بملة إبراهيم؟
Fri, 27 Aug 2021 - 11min
Podcasts similaires à تأملات قرآنية - حلمي العلق
- 8 Hour Binaural Beats 8 Hour Sleep Music
- La Venganza Será Terrible (oficial) Alejandro Dolina
- Aprender de Grandes Aprender de Grandes
- Superscoreboard Bauer Media
- Deportes COPE COPE
- Dante Gebel Live Dante Gebel
- MÚSICA DE LOS 80'S🎶🎙️😎 Eva Sthefany Guadarrama
- La ContraHistoria Fernando Díaz Villanueva
- History Extra podcast Immediate Media
- Palabra Plena, con Gabriel Rolón Infobae
- Venganzas del Pasado Juan Schwindt
- Carlos Pagni en Odisea Argentina LA NACION
- Luis Novaresio en +Entrevistas LA NACION
- Libros para Emprendedores Luis Ramos
- Metafísica Activa Metafísica Activa
- Claudio Zuchovicki en Neura Neura
- Radio Baladas Viejitas Románticas Oscar Canto
- LOS COMICOS AMBULANTES Pirata Podcast
- Audiolibros Por qué leer Por qué leer
- The Night Train® Powlo & Herb Stevens
- Cuentos de medianoche Radio Nacional Argentina
- Historias de nuestra historia Radio Nacional Argentina
- TED en Español TED
- Cafe con Victor Victor Abarca