Nach Genre filtern

مدونة اليوم

مدونة اليوم

مونت كارلو الدولية / MCD

موضوعات اجتماعية - سياسية يناقشها صحفيون وكتاب ومدونون من وجهة نظر اجتماعية حديثة واضعين تحت منظار النقد الخطابات التقليدية وباحثين خصوصاً عن تفعيل الدور النسوي للمرأة في قضايا مجتمعها.

1057 - جمانة حداد: أنا الجنوب..
0:00 / 0:00
1x
  • 1057 - جمانة حداد: أنا الجنوب..

    أنا الجنوب. ليس في ذاكرة أرضي إِلاّ أعمارُ التيه والدمار والتشرد والموت. ليس في جسد أرضي إِلاّ رائحةُ المقابر والجروح المفتوحة والدم المتخثّر.

    أنا الجنوب، جنوب لبنان. أحمل في لاوعيي ينابيع الدموع من الماضي إلى المستقبل، مروراً بحاضر أجيالي المفجوعة بمصائرها القتيلة. كلّما أشرقتْ شمسٌ، تداعى فوق عمري المتثاقل جبلٌ للهزيمة تلو جبلٍ. كلّما غابت شمسٌ، أسدلتُ في ثنايا عمري عيون أطفالي المغمضة وآهات الأمّهات المكتومة وجموح الحياة المتلاشية.

    أنا الجنوب، جنوب لبنان. مراراً حاولوا قتلي، لكني لم أشأ أن أموت. قرّرتُ أن أتحدّى ما لا يمكن تحدّيه، ومواجهة ما لا يمكن مواجهته. قرّرتُ أن أحمل موتي، وأتحامل عليه، وأتعايش معه، وأصير الشاهد والشهيد. كان عليَّ أن أواصل حياتي المذبوحة أمامي، بينما أشاهد بناتي وأبنائي ينسلخون عني مرة تلو مرة. وكنتُ في كل مرة ينسلخون وينزحون ويتشردون أتساءل: ترى هل يمشون حقاً أم هم يغوصون في فجوةٍ لامتناهيةٍ من الوجع؟

    هؤلاء الذين يقيمون فيَّ، كيف يمكنني أن أغطّي جثثهم بالراحات المفتوحة، وكيف لي أن أسهر على دماثة دمائهم وحشرجات عيونهم الزائغة؟

    هؤلاء الذين أنا أقيم فيهم، لم يعد في مقدوري أن أحصي نومهم الأبديّ فيَّ، ولا فرارهم الدائم في الظلمة ولا جروحهم غير القابلة للالتئام.

    أنا الجنوب. أشجاري التي كنتُ أنتظر الربيع لأفتحها على المطلق، لأبلّغ بها عن الجريمة، مَن يستعيدها لتكون منارة للكتب التي لن تُكتَب، والروايات التي لن تُروى، والأشعار التي لن تُغنّى؟

    أنا الجنوب، جنوب لبنان، أرض الإبنة الجنوبية والأمّ الجنوبية والجدّة الجنوبية، أستجمع في روحي وهج الجمر ورماد المجزرة، لأنقلها إلى وَرَثَتي، جيل الزمن الآتي، والمكان الآتي، لكي يعيدوا، من أجلي ومن أجلهم، اختراع الحياة.

    Thu, 21 Nov 2024
  • 1056 - غادة عبد العال: نباتشيات طبيبة في الأرياف!

    في البداية كان انتشار الهوس بالسوشيال ميديا محدود بين المشتركين المعتادين للإنترنت،  لكن بعد كده انتشر الهوس ده إلى فئات المجتمع كلها، فأصبح الكل بيدور لنفسه عن جمهور، والكل يلجأ للسوشيال براندينج، والتسويق للشخص و لعمله أصبح شيء معتاد لأي حد شغال في أي مجال، من أول سمكري السيارات وحتى جراج المخ والأعصاب.

    وإذا كانت بعض الشغلانات مافيش ضرر من نشر أصحابها لنماذج أعمالهم. نجار بيعرض أوضة نوم أبدع في قويمتها. مهندس بيعرض تصميمه لكوبري جديد. لكن لو كل دول مافيش مشاكل من كلامهم على السوشيال ميديا عن شغلهم، نيجي لحد الطب ونشد خط أحمر.

    الطبيب تحديدا المفروض إن جزء لا يتجزأ من تعامله مع مرضاه هو الحفاظ على سريتهم. سرية معلوماتهم وسرية أمراضهم، وبنسمع كتير في المستشفيات بره عن أطباء بيرفضوا يفصحوا عن أي تفصيلة عن مرض شخص ما إلا إلى أقاربه من الدرجة الأولى.

    بس ده هناك .. عندهم!. عندنا بأه ومع انتشار السوشيال ميديا كوسيلة رخيصة التمن للدعاية، بدل اليفط اللي واقفين فيها الأطباء عاقدين أذرعتهم زي الجني بتاع ألف ليلة و ليلة. يكفي الطبيب إنه يفتح لايف ويقعد يحكيلنا عن مرضاه، ومافيش مانع من شوية شطة وفلفل تزود من التعليقات والشير ليصبح الفيديو حديث المدينة، ويكسب الطبيب زبائن جداد، باعتباره الدكتور المشهور اللي بيطلع ع النت.

    و لا يتورع بعض الأطباء عن إنهم  كمان يبتزوا مرضاهم عاطفيا بالضغط عليهم عشان يطلعوا مع الطبيب في صورة أو بوست أو فيديو، بيشيدوا بعبقريته وبإزاي حياتهم قبل ما يقابلوه كانت مختلفة تماما عن بعدها. 

    أي طفل في أي دولة أجنبية هيقولك إن كل دي أشياء غير أخلاقية، وإن المريض لما بييجي للطبيب بيكونن في أضعف حالاته، محتاج يحط ثقته بين إيديه. لكن السوشيال ميديا وبريقها بيخلي الكثير من الأطباء يرموا القسم والأخلاقيات ورا ضهرهم. أصل ما كل الناس بتعمل كده، جت ع الطبيب يعني.

    الأسبوع الماضي صحينا في يوم على فيديو لطبيبة بتعمل كده بالظبط، طلعت في فيديو تحكي فيه عن حكايات خاصة لمريضات قابلتهم في نباتشيات قسم أمراض النسا في مستشفى من مستشفيات الأقاليم . المريضات جم للطبيبة بشكواهم وهم فاكرين إنهم بين إيدين أمينة، لكن الطبيبة قررت إن حكاياتهم ومشاكلهم وسيلة كويسة تشهرها شوية وتزود رجلين الزباين على عيادتها. لكن المرة دي زودت الشطة شويتين تلاتة أربعة عشرين، ووصلت لاتهام المجتمع كله بالانحلال، وطلبت من الجميع يروحوا يحللوا عشان يتأكدوا إن أولادهم  هم فعلا أولادهم. وكل ده بناءا على نباتشية أو اتنين أو بناءا على مواهبها التأليفية أملا في الحصول على المزيد من الانتشار.

    وقد كان لها ما أرادت، اتشهرت الطبيبة جدا، واشتهر الفيديو جدا جدا، حتى وصل للسلطات اللي شافت فيه تعدي على قيم الأسرة المصرية ونشر ادعاءات كاذبة عن المجتمع. وشرفت الطبيبة في السجن في انتظار القادم من درجات التقاضي.

    وعلى الرغم من عدم ارتياحي لفكرة الحبس، واعتقادي ان الموضوع كان كفاية يتم التعامل معاه في النيابة الإدارية وليست العامة. لكن كل أمنياتي إن حكاية طبيبة الأرياف تكون رادع لكل طبيب نسي إنه بيمتهن مهنة خاصة جدا وحساسة جدا ليها قيم وأخلاقيات مختلفة عن مهن تانية كتير، ويا ريت يبطل يتعامل مع السوشيال ميديا زيه زي أي مهندس أو مدرس أو سباك أو نجار!  

    Tue, 19 Nov 2024
  • 1055 - سناء العاجي: هكذا يجد نجباء الحروب الحل لمشكلاتهم الاجتماعية والسياسية والحقوقية
    Mon, 18 Nov 2024
  • 1054 - ما الذي يحدث في ليبيا والعراق؟

    بعد سقوط عدد من الحكومات العربية وصعود الميليشيات الدينيّة، واستيلائها على الحكم، أصبحنا نسمع عن ليبيا التي تريد التحكّم بملابس المرأة، وتفصِلُها عن المجتمع، والعراق الذي يريد أن يجعل التحرّش بالأطفال، واغتصابهم حلالا باسم الزواج، واليمن الذي تراجع أكثر ممّا كان، ممّا يجعلنا نتيّقن أنّ الليل حالك.

    شاهدت فيديو لأب يحضر حفل تخرّج ابنته في مدينة تعز في اليمن، الأب يعمل في السعودية وأراد أن يفاجئ ابنته بحضوره. إلى هنا الحدث عاديّ جدًّا، ومكرّر. يقترب الأب من منصّة الحفل، فتجري ابنته التي ترتدي الحجاب، وتحتضن والدها. ما زال الأمر عاديًّا، إلى أن قرأت التعليقات على الفيديو، وهنا كانت الصدمة. تعليقات غريبة مثل: "ذهبت رجولته، وسقطت عفّتها"، "الأب يحتاج تربية قبل البنت، كيف يرضى بهذا المنظر"، "انفتاح غير لائق كيف تحضن والدها".. إلخ من التعليقات المريضة التي أصابتني بالهلع والغثيان. لم أصدّق كيف أصبح المجتمع مريضًا بهذا الشكل إلى درجة أنه يستنكر حبّ أب لابنته! ويصنّف فتاة محجّبة بأنّها متبرّجة. ماذا فعل بهم شيوخ الدين وبعقولهم؟!

    استرجعت في ذاكرتي ذاك الشيخ الذي قال بأن على الابنة أن تتحجّب أمام والدها، المرض بدأ هنا عندما تمّ إعطاء هؤلاء الشيوخ المنابر عبر الإعلام الحكوميّ العربيّ، وفي الجوامع، وسيطروا على هذه العقول لسنوات طويلة. هؤلاء الشباب أصحاب الفكر المريض هم نتاج لترك هؤلاء الشيوخ يلعبون بعقول الأطفال والشباب، فلماذا تفاجأنا؟! ثُمّ إذا سقطت حكومة تأتي هذه الجماعات الدينيّة كبديل، وتجد بيئة خصبة داعمة لها، وتصبح أصواتنا -نحن الرافضين لهذه الجرائم- خافتة جدًّا.

    أنا متفائلة بطبعي، وأرى أنّ حكم الجماعات الدينيّة سيجعل هذه الشعوب ترفضها مع الأيام، فاليوم نرى فسادهم، وكذبهم، وحكمهم الفاشل بعد أن أزعجونا لسنوات طويلة أنّ حكمهم الدينيّ سيكون هو الحلّ لكلّ المشاكل، اليوم تبيّن أنّهم أساس كلّ المشاكل. الإسلام السياسيّ بشقّيه السنّيّ والشيعيّ نراه اليوم يختطف أبسط حقوق النساء والفتيات في دول منهارة اقتصاديًّا وثقافيًّا، ولكن إن ساهمنا جميعًا في التوعية كلٌّ من منبره على صفحته الخاصّة في وسائل التواصل الاجتماعيّة، فبالتأكيد سنساهم في التغيير.

    أنا مؤمنة بأنّ لا بدَّ لهذا القيد أن ينكسر، ولا بدّ لليل أن ينجلي.

    Fri, 15 Nov 2024
  • 1053 - جمانة حداد: الحياة حروب

    الحياة حروبٌ كلها. ليس فيها أي لحظة سلام تدوم، ولا أيّ هدنة يركن إليها، ولا أي أمان يعتمد عليه. حتى ليقول المرء في قرارته: لماذا الحياة، إذا كانت حربًا مفتوحةً لا هوادة فيها، داخل الذات أولًا ومعها، وحربًا مفتوحةً موازية هي حرب الظروف والأحوال التي تدهم المرء، وتحاصره من كلّ جهة، فضلًا عن الحروب المسعورة التي تخاض على مدار الوقت مع الحمقى الذين خلقوا هذه الظروف والمعطيات، ويعيدون خلقها مراراً وتكراراً، ليمنعوكَ من العيش الهانئ.

    أستعير فكرة هذا المقال من فرانز كافكا، وأضيف أنّ هؤلاء اليوم في كلّ مكان، وفي كلّ وقت. هم يحكمون العالم، ويديرون السياسة، ويشنّون الحروب، حروب القتل والإبادة والظلم والقهر والاحتلال والالغاء والتفقير، وهم يملكون مفاتيح الاقتصاد، والمال، والثروات، وينشرون الفقر، والجوع، والمرض، والأوبئة، وانعدام المساواة، ويجعلون البشر أعداء بعضهم بعضًا، ويفنون بعضهم بعضًا.

    هم اليوم، في اختصار، آلهة هذا العالم. هم الأذكياء الذين يضعون عبقريتهم في خدمة الشرّ والموت. لم يعد ثمّة موضعٌ في الأرض يمكننا انْ نلجأ اليه هرباً منهم. إلى أين نذهب؟ حيث هناك ظلّ، حيث هناك نسمة هواء، حيث هناك حلم، وأمل، واحتمال ابتسامة، نرى الحماقة تحوّلوه إلى جحيم.

    الجحيم هنا والآن. يحتلّون العالم، ويبرمجونه، ويديرونه على هواهم، ويجعلونه رهين الشر. من ينقذنا وكيف ننقذ أنفسنا والعالم منهم؟

    شخصيًّا لا أعرف. لكن المصير البشري يستحق أنْ لا يكون مصيره هذا المصير.

    ويستحقّ، عالمنا هذا،  أقلّ حماقة ، ليبقى على قيد الحياة.

    Thu, 14 Nov 2024
Weitere Folgen anzeigen